المقال السابق

إقليمي قائد الحرس الثوري: هزيمة القوى العظمى ماثلة للعيان 
04/07/2019

المقال التالي

لبنان الغريب من عين التينة : لإحقاق الحق وتسليم جميع المطلوبين
04/07/2019
خاص جريمة قبر شمون .. هل كرس جنبلاط معادلة جديدة؟

هلال السلمان

دخل لبنان في منعطف جديد بعد جريمة قبر شمون التي أرادها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط "مناورة بالنار"، و"طريقا بديلا" عن الخيارات السلمية  لمحاولة فك "عزلته السياسية" التي وقع في شباكها منذ حصول التسوية الرئاسية بين التيار الوطني الحر وحزب "المستقبل" عام 2016 والتي انتجت الانتخابات الرئاسية وما تلاها من توازنات نيابية ووزارية وإدارية داخل الدولة .

وترى مصادر سياسية مطلعة أن وليد جنبلاط أدار العملية بحرفية ميدانية وخطط بإمعان ودقة للكمين المسلح في قبر شمون، من نشر المجموعات المسلحة بقيادة صاحب الخبرة الواسعة في تلك المنطقة الوزير أكرم شهيب، الى الاعلان عن الخروج عن التصريحات على منصة " تويتر" ومغادرة البلاد في رحلة خارجية عشية الموقعة المسلحة، وصولا الى ساعة التنفيذ والتي أراد الاشتراكي أن تصيب عصفورين اثنين بحجر واحد هما رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ووزير الحزب الديمقراطي صالح الغريب، وتؤكد المصادر أن جماعة جنبلاط كانوا على شبه يقين ان الموكب الوزاري لم يكن يقل الغريب فقط وانما باسيل معه . وهو ما دلت عليه التسريبات والخبريات عن محاصرة باسيل في قبر شمون قبل أن يتبين انه أخذ قرارا من شملان بعدم زيارة كفر متى بعدما بلغه من معلومات عبر الاجهزة الامنية مما يحضره وليد جنبلاط له على طريق قبر شمون ، وهو ما لفت اليه باسيل في مؤتمره الصحفي الاخير .

وما تتخوف منه المصادر هو لفلفة القضية وعدم الذهاب حتى النهاية في معاقبة المرتكبين، وهي ترى أن أي تهاون تجاه ما قامت به مليشيات وليد جنبلاط في قبر شمون سوف يجعل الكلفة الحقيقية لمواجهة ما هو آت أصعب بكثير، وسوف يكلف المؤسسة العسكرية أكثر مما قد يكلفها لو حسمت الامر حاليا بناءا على غطاء سياسي كبير حصلت عليه من المجلس الاعلى للدفاع ، وتذكر المصادر بأمثلة سابقة مشابهة كانت كلفة التهاون بشأنها عالية جدا عندما اتى القرار بالحسم متأخرا، ومنها ظاهرة الارهابي احمد الاسير في صيدا الذي بنى عصابة مسلحة على اعين الدولة والاجهزة الامنية وقطع طريق الجنوب جزئيا لأشهر عدة الى أن اصطدم مع الجيش، وكانت كلفة القضاء عليه عشرات الشهداء والجرحى من خيرة جنود وضباط الجيش اللبناني، والمثال الاخر هو إرهاب "داعش" و"النصرة" في عرسال وجرودها وقد أدى التهاون تجاه هذه الظاهرة الارهابية الى استنزاف الجيش ووقع جنود له في الخطف وجرى اعدامهم بطريقة وحشية، وهو بسبب التراخي مع هؤلاء الارهابيين الذين احتلوا الجرود وعرسال لسنوات الى ان جاء قرار الحسم متأخرا بعد كلفة عالية  .

وهنا تؤكد المصادر انه اذا شعر وليد جنبلاط انه نجح  من خلال كمين قبر شمون في كبح جماح خصومه في جبل لبنان الجنوبي،  سواء من خصومه على الساحة الدرزية وخصومه المسيحيين في التيار الوطني الحر فهو عند اي حراك سياسي مستقبلي في الجبل سوف يعمل على إجهاظه عن طريق "البلطجة" والسلاح المليشيوي، وعندها لن يرضى الطرف الاخر ايا يكن بأن يستسلم لهذه المعادلة القاتلة، وبالتالي اين سيصبح الوضع عندما تندلع المواجهة وتتوسع ، وعليه تشدد المصادر على ضرورة ان يحاسب القتلة ويحالوا الى القضاء لينالوا عقابهم وليكون ما جرى عبرة لمن حرضهم وأمرهم بارتكاب هذه الجريمة .

خاص المحور

الكلمات المفتاحية

مقالات المرتبطة