المقال السابق

لبنان إحالة العميل تابت جورج تابت على القضاء المختص
09/11/2019

المقال التالي

لبنان السيد: على حاكم المركزي وغيره اعادة ملياراتهم الى لبنان
09/11/2019
خاص خاص المحور : لا حكومة بلا حزب الله

هلال السلمان

يبدو أن أزمة التكليف والتأليف الحكومي ستطول، لمعطيات عديدة أهمها إن الاملاءات الاميركية هي التي تحاول فرض اجندتها في هذا الاستحقاق، وهو الدفع نحو تنفيذ وصفة تشكيل حكومة "تكنوقراط" بمعنى آخر، حكومة بلا حزب الله،وهذا هو جوهر المشروع الاميركي-الاسرائيلي لهذه المرحلة، لضرب المعادلات الكبرى التي حققتها المقاومة في مواجهة الكيان الصهيوني مؤخرا، وخصوصا بعد معادلة عملية "افيفيم"، والشروع في معادلة اسقاط "المسيرات" الاسرائيلية فوق لبنان.  فمنذ اشهر طويلة والمسعى الاميركي واضح لجهة الضغط على رئيس الحكومة سعد الحريري للاستقالة من الحكومة وإخراج حزب الله منها، وقد فشلت هذه الضغوط الاميركية على الاخير خلال زيارته الاخيرة الى واشنطن قبل نحو شهرين، لأنه -اي الحريري- لا يريد المجازفة بموقعه في الرئاسة الثالثة ولا يضمن ما سيحصل بعد استقالته لجهة عودته ام لا.

لكن جاء "الحراك الشعبي العفوي في بدايته"، والذي حرفته واشنطن لاحقا عن مساره، ورضخ  الحريري وقدم استقالته من رئاسة الحكومة نزولا عند الاملاءات الاميركية والسعودية، وبحسب كل المعطيات فإن المسعى الاميركي حاليا هو الدفع نحو تشكيل حكومة " تكنوقراط" غير سياسية ، والهدف إخراج حزب الله منها وضرب ركائز قوة العهد والتيار الوطني الحر.

وبحسب مصادر سياسية عليمة فإن جميع الطروحات والتجاذبات تقف عند هاتين النقطتين الجوهريتين .

لكن هل يسمح حزب الله للاميركي بضرب نتائج الانتخابات النيابية التي اعطت الاكثرية لفريق 8آذار وحليفه التيار الوطني الحر؟، ويقبل بالخروج من الحكومة وبالتالي قلب المعادلة وإعادتها الى ما كانت عليه بعد العام 2005؟.

في المعطيات التي حصل عليها موقع "المحور" من مصادر عليمة، فإن حزب الله قد اعد خططا متكاملة للتعاطي السياسي وغير السياسي مع المرحلتين الحالية والمقبلة. وعليه فإن هواجس الحزب من مخاطر الانحراف الواسع لمسار الحراك قد تم تجاوزه، مع تصحيح العديد من الشعارات والتوجه الشعبي نحو رموز الفساد الحقيقي، ووقف قطع الطرقات والتواصل بين المناطق اللبنانية. وقد برزت معالم هذا الارتياح للحزب من خلال العديد من المواقف التي صدرت عن قيادييه خلال اليومين الماضيين، والتي تؤكد على احقية مطالب الحراك الشعبي الحقيقي وضرورة استمرار الضغط الشعبي على السلطة كي ننتهي من مرحلة الفساد والمحاصصة والذهاب نحو ادارة نظيفة في الدولة .

في التقييم السياسي لإستغلال الحراك الشعبي وتوظيفه من قبل الولايات المتحدة وبعض أدواتها الاقليمية، يرى حزب الله أنه كان مستهدفا بشكل مباشر، إضافة الى محاولة ضرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر، وذلك بسبب مواقف العماد عون الداعمة للمقاومة في الامم المتحدة، ومواقف وزير الخارجية جبران باسيل في الجامعة العربية، الداعية لعودة سوريا الى الجامعة، وإعلانه لاحقا انه ذاهب الى سوريا لمعالجة قضية النازحين .

اما في سبل التعاطي مع ملف تشكيل الحكومة الجديدة وشكلها ومهمتها، تقول المصادر "يرفض حزب الله بشكل قاطع ما يسمى حكومة التكنوقراط غير السياسية"، وهو بما يمثله شعبيا وسياسيا واستنادا لما افرزته نتائج الانتخابات، مصّر على "الحضور الفاعل" في الحكومة المقبلة، وهو ما عبر عنه نائب الامين العام للحزب سماحة الشيخ نعيم قاسم في كلمته خلال اللقاء السياسي في مجمع سيد الاوصياء قبل يومين . وعليه فإن حزب الله ليس بوارد تقديم اية تنازلات للاميركي في ملف الحكومة، وهذا ما تبلغه رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، إنما ما هو مستعد له حزب االله هو ان يكون في طليعة القوى السياسية التي تعمل لتحقيق المطالب الشعبية المحقة في برنامج عمل الحكومة المقبلة.   

خاص المحور

الكلمات المفتاحية

مقالات المرتبطة