المقال السابق

دولي سعودي يقتل 3 أميركيين بفلوريدا مذكراً الاميركيين بهجمات 11 أيلول 
06/12/2019

المقال التالي

لبنان وهاب: مؤتمر باريس قد يحدث تغييرا بالمرشحين لرئاسة الحكومة قبل الإثنين
06/12/2019
لبنان باسيل من روما : الفساد المتمادي منذ ثلاثين عاما اوصل الى الانتفاضة

 شارك وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل في مؤتمر "يوروميد" بروما، والقى كلمة قال فيها "قد خسر اللبنانيون أعمالهم في وطنهم التي ذهبت بإتجاه الأجانب وبتشجيع من المجتمع الدولي تحقيقا لغايته بالإندماج المجتمعي المرفوض من قبلنا. كنا قد نبهنا أن هذا النزوح الإقتصادي الجامح سيؤدي الى تقويض الإقتصاد اللبناني، وبرهاننا على ذلك هو ما تشهده الحدود اللبنانية - السورية من حركة ناشطة للنازحين العائدين الى بلدهم بفعل الإنهيار الإقتصادي في بلدنا. وقد حمل هذا الإنهيار اللبنانيين من مختلف المناطق والطوائف والتوجهات السياسية على الإنتفاضة، وعن حق، على السلطة السياسية التي أوصلت سياساتها الخاطئة في المال والإقتصاد، والمتمادية منذ ثلاثين عاما فسادا مستشريا في المؤسسات الى هذا الدرك المعيشي الذي بدأ يدفع باللبنانيين وضيوفهم الى خارج البلاد".

وتابع : "قد يكون بعض اللبنانيين معتادون على هجرة وطنهم في الأزمات الكبيرة، والبعض منكم يفرح بإدماجهم نجاحا في مجتمعاته، كما اندمج 14 مليون منهم في العالم منذ 150 عاما، وهم يبقون، أينما كانوا في الخارج، رئة لبنان الثانية إلا إذا رحلوا جميعهم فينتهي لبنان ويكون ذلك ضربا لهم ولكم، لأنه يقيكم من الإرهاب ويمتص عنكم الكثير من الصدمات. أما ضيوفه، فمنهم من سيطمح تطورا أو سيطمع تطرفا بالإنتقال اليكم، ولبنان لن يستطيع منعه من نقل مشاكلهم معهم لتحل عليكم، ناهيكم عن أن الفوضى في لبنان، التي يعد لها البعض في الخارج، ستكون نتيجتها حتما كما الأزمة السورية: خرابا للبلد، ودمارا لمؤسساته، ودما لأبنائه، وتطرفا متنقلا، ونزوحا باتجاهكم وستكون في النهاية انتصارا لأهل الأرض وهزيمة لأعدائها. وستكون نتيجتها كذلك إختلالا في الموازين الداخلية، فيما لبنان بلد التوازنات لا يريد المزيد من الإختلال ولا يريد الإنتصار بخرابه، إن كان انتصار البعض من أبنائه على البعض الآخر، أو كان انتصار خارج على خارج من خلاله. فمنطق الخاسر والرابح في لبنان مرفوض ولا يدوم، ومسار حياتنا الوطنية دليل على ذلك".

أضاف: "كما الأحادية في العالم لم تكتب دوما لأحد، فإنها في لبنان لا مكان لها أساسا. ولبنان لا يمكن أن يكون إحتكارا لأحد، بل يعيش بالإنفتاح على الجميع، وأوروبا يجب أن تكون ميزان هذا الإنفتاح، حيث اظهرت شركاتها (eni, total, novatec) أن قطاع النفط والغاز فيه يمكنه أن يكون بابا للاستقرار والإزدهار في المنطقة، بدل ان يكون بابا للصراع والدمار فيها. وكما أمن القرار 1701 الهدوء والإستقرار على الحدود، فإن لبنان بإمكانه إنهاء ترسيمها برا والإنتقال الى رسمها بحرا على قواعد القانون الدولي، من دون تنازل عن أي من الحقوق ومن دون تطاول على أحد، بل يعمل تحت إشراف الأمم المتحدة ومبادئها وبرعاية الولايات المتحدة ونفوذها على إحقاق التوازن في ثرواته لينهض من جديد باقتصاده ويبقى متوازنا في علاقاته. هكذا ينأى لبنان بنفسه عن مشاكل الخارج، على الا يقوم بعض هذا الخارج بتقديم نفسه كمرجعية لبعض الداخل ويشده الى سياسته الخارجية ليدخله في قلب الصراع عوض إبعاده عنه، ثم يعمد الى معاقبة لبنان على عدم نأيه بنفسه".

وتابع باسيل أنا هنا لأطلب منكم اليوم، في ظل هذه التشعبات الجيوسياسية، وفي ظل التعقيدات الداخلية التي يعيشها لبنان، أن تساعدوه بإبعاد من يتدخل في شؤونه، لكي يساعد نفسه على البقاء حيا والخروج من أزمته العميقة، من دون فوضى أو تطرف أو اقتتال، بل مثالا للعيش الواحد والتسامح وحاضنا لأبنائه وحافظا لكرامتهم ونائيا عنهم الفساد والحاجة والذل".

وختم باسيل: "جيراننا الأعزاء، يقولون في بلادنا "إذا كان جارك بخير، فأنت بخير". انتبهوا إذ أن شرقنا المتوسطي ليس بخير، وتعد له فوضى جديدة، لا تقعوا في أخطاء من يرون حل المشاكل عن طريق المزيد من الضغط لتفجير المجتمعات، إنها وصفة سريعة لإنتشار العنف والكراهية والإرهاب في أرجاء المتوسط. إن كل مبلغ تنفقوه في تغيير المجتمعات نزوحا وإندماجا هو تفجير لها تطرفا، وكل مبلغ تنفقوه في فرص العمل والتنمية هو إستثمار في السلام إعتدالا. إن بناء السلام لا يكون إلا بالحوار والتنمية. وحده الحوار مع الخارج لا التبعية له يؤمن ذلك، وخلافه أسلحة لن تحمي الحدود. وحده الحوار في الداخل يؤمن ذلك، وخلافه صراع سيدفع الى المزيد من البؤس واليأس والهجرة. وحده الحوار هو السبيل للخلاص، وخلافه خاسر خسران ورابح خسران، والخاسر الأكبر لبنان".
 

رصد المحور

الكلمات المفتاحية

مقالات المرتبطة