المقال السابق

إقليمي عميد الاسر السوريين الى الحرية بعد 32سنة في سجون الاحتلال 
09/01/2020

المقال التالي

إقتصاد سلامة: لا إفلاس لأي مصرف ولاخوف على ودائع الناس 
09/01/2020
حزب الله كتلة الوفاء :الشعب اللبناني معني بالتخلص من سياسات الهيمنة الاميركية 

عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك, وذلك بعد ظهر اليوم الخميس تاريخ 9/01/2020 برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة اعضائها. واصدرت البيان التالي : 

العدوانية الأميركية تفرض نفسها مجدداً حدثاً إرهابيّاً وجريمة منظّمة تُنفّذُ فصولها في مطار بغداد فجر الثاني من كانون الثاني الجاري بهدف إخضاع إرادات وإملاء سياساتٍ تنسجم مع منهج فرض الوصاية على الشعوب بقوّة الحديد والنار.

حين يستبيح الطاغية الدماء، ويوغل في ارتكاب الجرائم ضد الانسانية ورموزها ومقدساتها وأوطانها.. يغدو الصبر إذعاناً, والصمت اقراراً, والقعود عن المواجهة جبناً وذلاً وهواناً.

الادارة الاميركية بلغت في ممارسة جبروتها حداً صيّر كراهية الشعوب لسياساتها وريبتهم إزاء كلّ ما يمتُّ إليها أمراً مفهوماً ومبرراً. لأن منطقها وأداءها خارجان على كل القيم والشرائع والقوانين, وفائض القوة لديها يحفّزها دوماً لاستباحة كل شيء, دونما رادعٍ أو اي احساسٍ بالحاجة الى مراعاة او حساب.

انه مسلك وحش الغاب الذي تنبذه البشريّة وتأبى المساكنة معه، فضلاً عن الالتزام بمشيئته.

طبيعي, والحال هذه, ان يستعر الصراع ويتوسع بين هذا الوحش الاستباحي ولأحرار والشرفاء من الناس أفراداً كانوا أم جماعات, قيادات ام مجتمعات.

قاسم سليماني رمزٌ نقيض للسلطوي الاميركي المتوحش, فهو يمثل مجتمعاً إنسانيّاً وحضاريّاً راقياً له تجربته ونموذجه المتألّق في تجسيد الحريّة والأمن والعدل والكرامة, حَمل هم قضايا الشعوب المستضعفة للتحرر من الهيمنة والاحتلال وفي طليعتها قضية فلسطين العادلة, ومَثَل الترجمان الميداني لآمال شعوب المنطقة وأحلامها في التحرر من الارهاب التكفيري, لقد اختار هذا المجتمع الحضاري لقيادة شؤونه ورعاية مصالحه من يتوسّمُ فيهم من أبنائه النزاهة والصدق والحكمة والشجاعة والعدل والتضحية وحب الخير للآخرين في الوقت الذي يتطلّعُ فيه للإسهام في تطوير الحياة البشريّة بمناحيها كافّة وتحقيق الرقيّ والإنصاف لتنوّعات المجتمع الإنسانيّ عموماً.

أمّا دونالد ترامب، فهو ذاك المنتفخ بوهم العظمة، الداعم الاول للكيان الصهيوني في احتلاله لفلسطين ورمزها القدس. والذي ليس بوسعه أن يرى في قاسم سليماني وقيادته ومجتمعه الا التمرّد على استعلائه وطغيانه وهو أمرٌ يستوجب بنظره العقاب لهم بالقتل والابادة والالغاء، دون أن يًمنحوا أيّ فرصة للتعبير عن نموذجهم المختلف بل المتميّز عن النموذج الأمريكي في العيش والسلوك.

الادارة الاميركية التي يمثلها ترامب ونظراؤه بلغت من الغطرسة والغرور والاستعلاء ما يجعلها تعتقد ان من حقها الطبيعي فرض قناعاتها على العالم ووصايتها على دوله وشعوبه. ومن يبلغ هذا المستوى من الاحساس المتضخّم بالقدرة فمن المستحيل ان يحظى باحترام المستضعفين او المظلومين أو ان ينأى بنفسه عن كراهية البشرية له ولمشروعه.

دونالد ترامب هو سلطويٌ غاشمٌ وشرّير أقدم على قتل قاسم سليماني ومعه ابو مهدي المهندس وبعض اخوة لهما. باسلوبٍ وحشي سافر، فاستشعر أحرار العالم من جريمته وعلى الاخص في ايران والعراق ان الادارة الاميركية تعمدت قتل النموذج الذي يحظى بمحبة عميقة في قلوبهم نابعة من معرفتهم بصدقيته وقيمه واخلاقه ومشروعه.

أمام هذا الحدث المفصلي تتقدم الكتلة بتعازيها الحارة وتبريكاتها بشهادة القائد الفريق قاسم سليماني والقائد الجهادي ابي مهدي المهندس واخوانهما المجاهدين، وترفع ذلك للوليّ القائد السيد علي الخامنئي دام ظله, وللمراجع العظام, وللمسؤولين في كل من ايران والعراق، وللشعبين العزيزين ولحرس الثورة الاسلامية قيادة وضباطاً وافراداً ولأسر الشهداء الأعزاء فرداً فرداً.. وتؤكد اعتزازها بمسيرة هذين القائدين الشهيدين وبالنهج المقاوم الذي التزماه للدفاع عن شعبيهم وبلديهم وأمتهم.

إنّ الحضور الجماهيريّ المنقطع النظير الذي شهدته محافظات العراق وإيران إبّان التشييع المهيب يعكس ثقةً عارمةً بالنهج الذي مضى عليه الشهداء ويلتزمه المسؤولون في البلاد، كما يعكس حجم القدرة والتأييد للسياسات التي يترجمها هؤلاء المسؤولون في المحافل والمنتديات الإقليميّة والدوليّة وفي مجالس صناعة القرار.

إنّ الكتلة لا يفوتها أن تُبديَّ تضامنها وتعاطفها وأن تقدّم تعازيها أيضاً لذوي ضحايا التدافع من أبناء الشعب الإيراني وكذلك لذوي ضحايا الطائرة الأوكرانيّة التي سقطت بُعَيْدَ إقلاعها من مطار الإمام الخميني في طهران، سائلةً المولى عزوجل أن يُبلسم أحزانهم ويدخل السكينة الى قلوبهم.

لقد خلصت النقاشات في اجتماع الكتلة اليوم إلى ما يأتي:

 

1- إن خروج الايرانيين والعراقيين بقضّهم وقضيضهم الى الشوارع على مدى ايام متتالية للمشاركة في تشييع الفريق قاسم سليماني والقائد الجهادي ابي مهدي المهندس واخوانهم المجاهدين الى مثواهم الاخير ان دلّ على شيء فانما يدل على الرسالة التي اراد الشعبان تبليغها لترامب وللإدارة الاميركية ولكل العالم ومفادها : أن "لا مكان للوجود الاميركي العسكري في منطقتنا", "اخرجوا منها قبل ان نخرجكم على طريقتنا". والصلية الاولى التي وصلتكم الى قاعدة عين الاسد في انبار العراق, والكاشفة عن جرأةٍ في اتخاذ القرار وإقدام شجاع على مستوى التنفيذ ورغم انها أدت مهمتها الا انها ليست الا الصفعة الاولى في هذا السياق.

2- تدعو الكتلة شعوب منطقتنا العربية والإسلامية ودولها وقواها الى قراءة التطورات الساخنة التي شهدتها المنطقة خلال الايام القليلة الماضية وتقف على دلالاتها وأبعادها وما تنطوي عليه من نقاط قوةٍ ونوافذ رؤية, وذلك بغية الاستفادة منها ومن دُروسها لمصلحة تحرر شعوب المنطقة وتعزيز جرأتها وشجاعتها في مواجهة المعتدين والظالمين مع توفير المقدمات الضرورية لتلك المواجهة.

3-  إنّ شعبنا في لبنان قد عانى طويلاً من الاحتلال الصهيوني المدعوم من الادارة الاميركية ولا يزال مستهدفاً في أمنه واستقراره وثرواته الواعدة بالنفط والغاز من السياسات الأميركية الظالمة والضاغطة لتحقيق مطامع ومكاسب للكيان الصهيوني الغاشم، ولذلك فإنّ الشعب اللبناني له مصلحة أكيدة في تحقق أهداف قوى التحرر والعدالة والمقاومة للاحتلال والتبعية والارتهان. ومن الطبيعي أن يكون معنياً كغيره من شعوب منطقتنا بالتخلّص من سياسات الهيمنة والعدوان.

4- إن المستجدات المحلية والإقليميّة تفرض تشكيل حكومة تنهض بمسؤولية إدارة شؤون البلاد وحماية مصالح اللبنانيين، وتولي عنايتها الفائقة لتصحيح الأوضاع الماليّة والنقديّة والاقتصاديّة والمعيشيّة وتعيد الانتظام لعمل المؤسسات والإدارات والأجهزة كافّة ومعالجة الأزمات المتراكمة.

العلاقات الاعلامية

الكلمات المفتاحية

مقالات المرتبطة