المقال السابق

إقليمي  الملك السعودي يطالب مجموعة العشرين بتدابير منسقة لجبه ازمة الكورونا
26/03/2020

المقال التالي

لبنان بري يشيد بقرارات الحكومة ومجلس الدفاع 
26/03/2020
مقابلة المحرر سعد يروي للمحور بعضا من سيرة الشهيدين السلمان وابو عزة

 لا يزال الرأي العام اللبناني يعيش أجواء مهازل القضاء العسكري اللبناني بطريقة التعاطي مع جزاري معتقل الخيام، لاسيما كبيرهم العميل عامر الياس الفاخوري الذي اسقطت عنه الملاحقة القانونية بذريعة مرور الزمن على الجرم  وهُرب الى الولايات المتحدة، وقبله المحاكمة الصورية للعميل المجرم انطوان يوسف الحايك الذي اعدم قبل ايام في المية ومية. وجرائم هذين الجزارين كثيرة في المعتقل ابرزها جريمة قتل الاسيرين بلال السلمان وابراهيم ابو عزة خلال انتفاضة المعتقلين في سجن الخيام عام 1989 . 

"المحور" التقى الاسير المحرر على سعد إبن مدينة بنت جبيل الذي تواجد مع الشهيدين في المعتقل لفترات طويلة ،ويروي بعضا من سيرتهما خلال فترة الاعتقال حتى الاستشهاد .
يقول سعد بداية، "الشهيد بلال من الشباب الذين كان قلبهم طيب لدرجة عالية جدا، لا يحقد، لا يأخذ نظرة سيئة، كان يأخذ إخوانه جميعا في المعتقل بمحبة، وكان قلبه طيبا لحدود بعيدة، كان يتقبل اي مزح قاس بكثير من رحابة الصدر وابتسامة وضحكة عالية . 
كان لقبه "الجمل"، (وهو اسمه الجهادي الذي كان يتواصل به من خلال جهاز اللاسلكي مع غرفة عمليات المقاومة الاسلامية في المناطق المحررة )، من لم يره يسأله لماذا هذا الاسم؟، لماذا الجمل؟، يقول له "بس تشوفني بتعرف"، كان طويل القامة وصحته جيدة يتفاجأوا بالفعل، كان حريص على افضل العلاقات بين الاسرى، ويقول نحن الام والاخت والاب لبعضنا البعض، يضيف المحرر سعد: عندما جلست معه جاء الينا في غرفة رقم 20 في سجن رقم 3، انا لم اكن قد شاهدته ولكن من طوله قلت له "انت الجمل"، حيث جرى نقله من المعتقل رقم 4، سلمنا عليه وجلسنا وتعارفنا، وسألنا عن ظروف الحياة في السجن 3، كان لا يتأثر بالسلبيات، السلبيات يضعها جانبا، اهم شيء لديه كان "اسرة الاسرى"، ورغم قلة الطعام كان يوفر بعض الطعام من حصته ليعطيها لغيره من الاسرى، كان يفضل ويحب ان تكون حصص الطعام شراكة بين الاسرى وليس أن يأكل كل لوحده . 
رغم صغر سنه كان يعطي دروسا لبعض الاخوة في حسن المعاملة ،كان محبوبا من جميع الاخوة.
ويتابع الاسير المحرر سعد : بعد بضعة ايام من انتقاله الى زنزانتنا فجأة جرى نقل اسير الى غرفتنا اسمه ابراهيم ابو عزة، وبمجرد دخوله راح يتضارب مع بلال، قلنا لهما ياشباب هدوا البال شو القصة، شو القصة يا ابو عزة؟، قال لي هذا خائن، لأنه انتقل من الزنزانة التي كنا فيها معا، ويروي سعد انه كانت هناك علاقة مميزة بين بلال وابو عزة حيث كان مسؤول المعتقل العميل جان حمصي يشتتهما عن بعضهما في اكثر من مرة، رغم ذلك كانا يعودان للالتقاء في زنزانة واحدة، وانا كنت اقول لهما انتما جسدان بروح واحدة، حتى لدى النوم كانا ينامان قرب بعضهما،وعندما يبتعدا عن بعضهما كانا يقلقان ولا يستطيعان النوم، حتى عندما كانت تحصل اضرابات كان يجري ابعادهما عن بعضهما ثم يلتقيان .
ويضيف: يوما التقيت بهما بغرفة رقم 16، عندما عرفنا ان بلال آت خبأنا ابو عزة في الزاوية، رحبنا ببلال، قال بلال شو مبين ناقصين ليش؟، سألته هل انت طلبت نقلق الى هنا؟، قال لا، قلت له متأكد؟، قال نعم ،طيب شو الهاجس الذي كان لديك عندما خرجت من غرفة رقم 2 بسجن الوسط؟ ، قال "المصيبة بدا تلحقني الى هنا"، قلت له اي مصيبة؟، وقال هل يوجد غيره المصيبة (يقصد ابو عزة ) هنا ظهر ابو عزة وقال انا مصيبة؟ ،انت لحقت بي وليس انا ،قلت لهم ـيضيف سعدـ  الله اعلم بالآتي قلت للشهيد بلال واحد بدو يكون للثاني عقدة كفن، اقسم بالله عليها لهذه الكلمة في الزنزانة رقم 16 ، قلت واحد سيكون للثاني عقدة كفن، حياتكم مع بعض افراحكم مع بعض موتكم مع بعض سواء هنا أو في الخارج . راحا يضحكان لما قلت، كنت اقول للشباب هذين الشخصين غير طبيعيين، محبة بلال كانت ليست فقط مع ابو عزة مع جميع الاسرى .
يضيف المحرر سعد: كان بلال  لا يخشى السجانين، ومرة قال له عميل سجان شو يابلال عم تسأل عن ابيك؟ "عم يزرعلو شي عبوة؟ "، فأجابه بلال "ان شاء الله يكون عم يعملا".(لاحقا جرى اعتقال والد ووالدة وشقيق بلال واصبحوا معه في المعتقل ).
ويقول الاسير المحرر سعد: كان لبلال دور اساسي في الاضرابات التي كان ينفذها المعتقلون قبل شهادته في الانتفاضة، هناك امر انا أكيد منه مئة بالمئة هو والشهيد ابو عزا هما اللذان حرضا المعتقلين في السجن رقم 4 على الانتفاضة التي استشهدا فيها، لأننا عندما انتفضنا في السجن رقم 3، "صرنا نخبط على البواب" كانا في الغرفة رقم 5 في السجن رقم 4 ،راحا يناديان المعتقلين الاخرين ويخبرانهم ان هناك عملية قمع للاسرى في السجن رقم 3، وراحا يحرضان على الانتفاضة، هما اشعلا الانتفاضة في السجن رقم 4 ، واستمرا الى آخر لحظة ورمى العملاء عليهم قنابل سامة وكانت الغرف في الرابع مغلقة.
 لم يكن بلال يتقبل اي موقف من العملاء حتى لو كان عن طريق المزح، لديه حدود انت عدو وأنا معتقل نقطة على السطر . كان يوجه انتقادات دائما للعملاء وعندما كان يجول آمر السجن عامر الياس الفاخوري على المعتقلين للاستماع لمطالب المعتقلين كان يتجنب بلال يقول له انت ابقى بعيدا، كان يقف في وجه السجانين .
يروى المحرر سعد ان بلال تعرض لعمليات تعذيب شديدة منها اللسع بالكهرباء والتعليق على العامود ، وكان يستدعى للتحقيق على فترات متفاوتة لأنه كان لديه امور غامضة كثيرا يحاولون الحصول على معلومات منه بالقوة وبالتعذيب، لكنه لم يكن ليبوح بها رغم جلسات التعذيب الطويلة ومنها امور لها علاقة بأخيه الشهيد عماد وبعض مجموعات المقاومة التي كانت تدخل الى مركبا، كان على قدر كبير من الصمود ولم ينهار امام التحقيق والتعذيب. اذكر انه عندما كنا نخرج الى باحة الشمس كانوا يطلبون من بلال ومني الوقوف في الزاوية لنبقى تحت نظرهم المباشر .وكي لا يتواصل مع الاسرى من غرف أخرى، كانت عين العملاء مسلطة عليه بشكل دائم .

ويقول الاسير المحرر سعد موضوع الاستشهاد كان بباله لبلال دائما ، لماذا؟ ،لأنه مرة جاء خبر عن مجموعة من الشباب بوادي الحجير واستشهد ثلاثة وقعوا في كمين، وكان هناك شاب مأسور بعملية معنا قال له بلال الست نادما؟ ، قال له الشاب على ماذا؟، قال لأنك لم تستشهد، قال الله كتب لنا ذلك ، قال لبلال ماذا عنك؟، اجابه انا الان لو تكتب لي الشهادة اقدم عليها؟ .
ويقول سعد كان بلال متحمسا لقتل عميل اسمه "كمال جودية " كان عميل زنزانة بالمعتقل ، فأنا نصحته بالتراجع عن هذه الخطوة نظرا لوضع المعتقل وعدم وجود اي امكانية حماية له، وقد اقتنع بوجهة نظري حيث قلت له هذا العميل لا قيمة له وأن انتظار الافراج والعودة للعمل المقاوم هو الاساس. كنت أسأله بدك تطلع تتجوز يابلال يقول "لكلك هالحكي"، لدي طريق آخر هو إكمال طريق المقاومة، والفكرة الراسخة لديه ان الخروج من المعتقل ليس للنقاحة انما للاستمرار بالعمل الجهادي . 
وكان ان استشهد بلال وابو عزة في الانتفاضة على يد المرجم انطوان الحايك الذي رمى القنابل السامة بأمر من القائد العسكري للمعتقل عامر الياس الفاخوري . 

  
 

المحور/مقابلة

الكلمات المفتاحية

مقالات المرتبطة