المقال السابق

لبنان باسيل يرفع التحدي بوجه واشنطن : التحالف مع الحزب باق
17/11/2020

المقال التالي

دولي فشل مهمة صاروخ فيغا الأوروبي 
17/11/2020
من الصحف واشنطن تمنع تأليف الحكومة

الأخبار : واشنطن تمنع تأليف الحكومة

كتبت صحيفة "الأخبار" تقول : الإدارة الأميركية تعرقل تأليف الحكومة. ببساطة، هذا هو المسبب الرئيسي ‏لتوقف المفاوضات ولانعدام الحلول الداخلية. إزاء ذلك، يقف رئيس ‏الحكومة المكلف سعد الحريري مكبّلاً وغير قادر على الاعتذار أو التأليف. ‏في غضون ذلك، رفع رئيس التيار الوطني الحر سقف التحدّي في وجه ‏الإدارة الأميركية، مؤكداً مرة أخرى تحالفه الوثيق مع حزب الله

زار رئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري، رئيس الجمهورية ميشال عون ظهر أمس للتباحث بشأن الموضوع ‏الحكومي. لكن منذ مدة، لم تعد هذه الزيارات ذات جدوى نتيجة الدوّامة التي أدخل الحريري نفسه طوعاً فيها. فبات ‏كمن يفتش عن نشاطات يملأ بها وقته، ومنها زيارة قصر بعبدا كل يومين ولو أنه لا يحمل أي حلول أو تسهيلات. ‏فيما نصيحة الرئيس عون الدائمة له تقتصر على ضرورة لقائه كل الكتل النيابية قبيل الاتفاق الأخير معه، الأمر الذي ‏يرفضه الرئيس المكلف حتى الساعة.

لذلك، كل الإشارات والمعلومات تشير الى أن فرص تأليف الحكومة منعدمة، ‏وهو ما أدركه الحريري شخصياً بعد لقائه السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، التي أبلغته رفض بلادها تمثيل ‏حزب الله في الحكومة، مباشرة أو عبر ما يسمى بالاختصاصيين. فيما كان الحريري حتى موعد اللقاء يعوّل على ‏‏"غض طرف" أميركي عن هذه المسألة. هذا الشرط "التعجيزي"، معطوفاً على فرض الفرنسيين اسمَي وزيرَي ‏المالية والطاقة، كبّل رئيس الحكومة الذي كان يملك ترف تأليف الحكومة في الأسبوع الأول عبر اتفاق داخلي، لكنه ‏فضّل رفع سقف طلباته وتصفية حساباته الشخصية، فشرّع باب الانهيار على وسعه.

وسط ذلك، كان رهانه لا يزال ‏قائماً حتى يوم أمس على بيان أميركي فرنسي شديد اللهجة يجبر الأطراف على تقديم تنازلات له، لكن رهانه خاب ‏مجدداً. واليوم، بات الحريري أسير "فرمانات" الإدارة الأميركية، ولا سيما أنه لا يملك شجاعة تجاهلها لتأليف حكومة ‏يراها خدمة لـ"لبنان أولاً" ومحاولة للنهوض من الانهيار الاقتصادي الذي تسبّب به النموذج الذي لا يزال، مع قوى ‏سياسية حليفة وشريكة له، متمسكاً به. وهنا، خلافاً لما يروّج له وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن "جهود ‏أميركية لإقامة حكومة مستقرة تركز على الإصلاحات في لبنان"، فإن الولايات المتحدة هي المعرقل الأول لما تحدّث ‏عنه الأخير، وشروطها تحول دون تأليف حكومة وطنية تتمثل فيها الكتل النيابية بما فيها حزب الله. بمعنى آخر، منذ ‏نحو أسبوعين تغيّر المناخ الأميركي الذي كان يُظهر "قلة اكتراث" تجاه الوضع اللبناني، لتحلّ مكانه أجواء متشددة ‏ترفض دخول حزب الله الى الحكومة. ليس الأمر مخفياً، بل عبّر عنه بومبيو أمس خلال لقاء مع وزير الخارجية ‏الفرنسي جان إيف لو دريان، لافتاً الى "ضرورة محاربة تطرّف حزب الله العنيف". الأهم في هذا كله، أن الأجندة ‏الأميركية التي تحمل بنداً واحداً يتمثل بعرقلة تأليف الحكومة وإقرار الإصلاحات، وجدت في لبنان من يخضع لها ‏وينفذ "عقوباتها" بحرفيّة تامة. لذلك، يبدو الحريري مرتبكاً، لا هو قادر على التأليف ولا بوسعه الاعتذار لينضمّ الى ‏قافلة الذين سمّاهم وأسقطهم بنفسه. الحل الأفضل له حتى اليوم هو شراء المزيد من الوقت، ومضاعفة رهاناته ‏الخارجية‎.

صحيفة الاخبار

الكلمات المفتاحية

مقالات المرتبطة