المقال السابق

إقليمي  سوريا تطالب مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته لمنع تكرار الاعتداءات الإسرائيلية
منذ 7 ساعات

المقال التالي

لبنان حسن: تسجيل حالة من الطفرة الجديدة من كورونا
منذ 7 ساعات
رأي تداعيات الانتخابات الاميركية والمثاليات المزعومة

*أحمد شعيتو 
شكلت الانتخابات الرئاسية الاميركية وما احاط بها من اشكاليات واتهامات هي الاولى من نوعها في التاريخ الاميركي، ظاهرة لا يمكن الا الوقوف عندها وعند معانيها بل آثارها على هذه الدولة التي تصف نفسها بالعظمى. 
يتواصل رفض الرئيس الاميركي دونالد ترامب لنتائج الانتخابات وهو في آخر"تغريدة له" كتب: "لقد أنقذت ما لا يقل عن 8 أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ من الخسارة في آخر انتخابات مزورة (لمنصب الرئيس). الآن هم (جميعهم تقريبا) يجلسون ويشاهدونني أقاتل ضد عدو ملتوٍ وشرير".  
تحمل هذه التغريدة عبارات مثل "عدو" و"شرير" وهي عبارات ربما لم يسبق استخدامها في الداخل السياسي الاميركي وتؤكد حجم الازمة التي تدخل فيها هذه البلاد وحجم التفكك في اكثر من مستوى وحتى لو تسلم بايدن الرئاسة في كانون الثاني..    
تراشق بالاتهامات حول انتخابات مزورة هنا واعلان عدم قبول النتائج هناك، وتوقعات حول فوضى سيثيرها الرئيس المنتهية ولايته وانصاره رفضا للنتائج، جعلتنا نتساءل عن الاتهامات التاريخية في كل عهد اميركي حول انتخابات " الدول المارقة" بنظرهم بأن انتخاباتهم مزورة وغير دقيقة.. وبغض النظر عن صحة التزوير في اميركا من عدمه فان مجرد اطلاق هذه الاتهامات من قبل رأس السلطة يظهر مدى الانحدار الذي وصلت اليه الامور.  
فلطالما تشدق الساسة الاميركيون بالقيم المجتمعية والسياسية والاخلاقية التي يملكون منها ما يكفي بل ويفيض ليصدروا منها "كميات" وقواعد الى العالم "الغبي والمتخلف" بنظرهم الذي لا يملك فهمهم وعلمهم ، بالمقابل تتكرر المظاهر والممارسات التي تؤكد كذب هذه الادعاءات، اما ضرب الامثلة فلا حصر له وفي منطقتنا وحدها الكثير منها ولسنا نعرفه فقط بل نلمس ونعيش اثاره..  اما في الانتخابات الاميركية الاخيرة فبات المثال متجسدا على طريقة "من فمك ادينك".  
لن نعود الى عهد ترامب وما حمله من نسف لكل القواعد والاعراف الدولية والقانونية ليس فقط مع مناوئيه من الدول بل حلفائه المفترضين لكي نتاكد ايضا من ان هذه الدولة المثالية المزعومة تعود وتثبت في كل منعطف وحدث انها ليست سوى دولة انحدار اخلاقي وشرور ومصالح وعدوانية.. وليس خافيا دعم وتنفيذ الاعتداءات على الابرياء العزل في اكثر من منطقة وحصار وتجويع هنا وهناك و"عقوبات" ضد كل من يخالفهم الرأي والمصلحة حتى لو اثرت على شعب بأكمله، وسلب اموال المنطقة ونفطها وابتزاز مالي لانظمة مقابل التغطية على جرائم...  
ولن ندخل في تفاصيل ما في المجتمع الاميركي  من التفكك العائلي  المتزايد وتفشي الجرائم والعنصرية وليست حادثة جورج فلويد وغيره ببعيدة. 
قد يكون عالمنا استفاد من تطور تكنولوجي اميركي وغربي ولكنه بالمقابل دفع اثمانا باهظة جراء سياساتهم ولا يزال، والاحداث الاخيرة والتراشق الداخلي يجعلنا نقف مجددا على حقيقة هذه الدولة. اما بعض الانظمة والسياسيين في منطقتنا فمصرون على التبعية لها حتى الضياع. 
*كاتب صحفي 
 

الكلمات المفتاحية

مقالات المرتبطة