المقال السابق

لبنان دياب: لا نريد إهدار الإقفال بقرارات متسرعة
27/01/2021

المقال التالي

لبنان قائد الجيش : سينهض وطننا من جديد
27/01/2021
ثقافة و تربية ذكرى رحيل السيدة الجليلة أم البنين 

يصادف اليوم الاربعاء الثالث عشر من جمادى الآخر، ذكرى وفاة السيدة الجليلة أم البنين، وهي فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعه الكلابي، زوجة اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، ووالدة الشهداء الاربعة بين يدي ابي عبد الله الحسين عليه السلام في كربلاء وعلى رأسهم ابي الفضل العباس .
ولدت في السنة الخامسة للهجرة الشريفة على أشهر الروايات. تزوجت من أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، بعد سنة 24 للهجرة الشريفة. أولادها العباس أبو الفضل، وعبد الله، وجعفر، وعثمان..استشهدوا جميعاً تحت راية الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء، أشهرهم العباس وقد كان حامل لواء أخيه الحسين عليه السلام، وساقي عطاشى كربلاء، وهو أكبرهم عليه السلام.
نشأت أم البنين في حضانة والدين شفيقين حنونين هما حزام بن خالد بن ربيعة، وثمامة بنت سهيل بن عامر، وكانت ثمامة أديبة كاملة عاقلة، فأدبت ابنتها بآداب العرب والاسلام وعلمتها بما ينبغي أن تعلمها من آداب المنزل وتأدية الحقوق الزوجية.
وروي أن أمير المؤمنين عليه السلام قال لأخيه عقيل الذي كان عالماً بأنساب العرب وأخبارهم: أنظر لي امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها فتلد لي غلاما فارسا فقال له تزوج أم البنين الكلابية فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها فتزوجها...
فعاشت مع أمير المؤمنين عليه السلام في صفاء وإخلاص، وعاشت بعد شهادته عليه السلام مدّة طويلة لم تتزوج من غيره .
لهذه السّيّدة الزّكية مكانة متميّزة عند أهل البيت عليهم السّلام، فقد أكبروا إخلاصها وولاءها للإمام الحسين عليهم السّلام، وأكبروا تضحيات أبنائها المكرمين في سبيل سيّد الشّهداء عليه السّلام ، يقول الشّهيد الأول وهو من كبار فقهاء الإمامية:
كانت أُمّ البنين من النّساء الفاضلات، العارفات بحقّ أهل البيت عليهم السّلام، مخلصة في ولائهم، ممحضة في مودّتهم، ولها عندهم الجاه الوجيه، والمحلّ الرّفيع، وقد زارتها زينب الكبرى بعد وصولها المدينة تعزّيها بأولادها الأربعة، كما كانت تعزّيها أيام العيد...
رعايتها للحسن والحسين عليهما السّلام
لقد كانت السّيدة أُمّ البنين تكنّ في نفسها من المودّة والحبّ للامامين الحسن والحسين عليهما السّلام ما لا تكنّه لأولادها الذّين كانوا ملء العين في كمالهم وآدابهم.
لقد قدّمت أُمّ البنين أبناء رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، على أبنائها في الخدمة والرّعاية، ولم يعرف التّاريخ أن إمرأة تخلص لأبناء زوجها وتقدّمهم على أبنائها منه وتضحي بأولادها کقرابين  للذب عنهم سوى هذه السّيّدة الزّكيّة، فقد كانت ترى ذلك واجبا دينيا حيث الله أمر بمودّة السبطين في كتابه الكريم، وهما وديعة رسول الله صلّى الله عليه وآله، وريحانتاه، وقد عرفت أُمّ البنين ذلك فوفت بحقّهما وقامت بخدمتهما خير قيام.
وفاتها :
وبعد خدمتها لسيد الأوصياء عليه السلام وولديه الإمامين عليهما السلام، سبطَي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيدي شباب أهل الجنة، وخدمتها لعقيلة بني هاشم زينب الكبرى عليها السلام بعد عمرٍ طاهر قضته أم البنين عليها السلام بين عبادة لله جل وعلا وأحزان طويلة على فقد أولياء الله سبحانه، وفجائع مذهلة من استشهاد الامام علي بي ابي طالب في محرابه، وشهادة أربعة أولاد لها في ساعة واحدة صونا لحرمة حبيب الله وريحانة رسوله وسبطه الشهيد الإمام الحسين عليه السلام بعد ذلك كله ،كانت وفاتُها المؤلمة في الثالث عشر من جمادى الآخرة سنة  64 هـ منتقلة الى رحمة  باريها عز وجل .
مرقدها عليها السّلام:
دفنت أُمّ البنين عليها السّلام في مقبرة البقيع بالقرب من إبراهيم، وزينب، وام كلثوم، وعبد الله، والقاسم،...، وغيرهم من الأصحاب والشّهداء، وقد تم هدم قبرها من قبل النواصب مع قبور ائمة أهل بيت النبوة، الإمام الحسن المجتبى والإمام علي بن الحسين زين العابدين والإمام محمد بن علي الباقر والامام جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام.
فسلامٌ على تلك المرأة النجيبة الطاهرة ، الوفيّة المخلصة ، التي اقتفت خطی سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام شرعة ومنهاجا، فهنيئاً لها ولكل من اقتدين بها من المؤمنات الصالحات .

رصد المحور

الكلمات المفتاحية

مقالات المرتبطة