وصلت ظهر اليوم الى مطار بيروت الدولي، طائرة تحمل كمية من لقاحات سينوفارم ضد فيروس كورونا covid_19 مقدمة كهبة من السلطات الصينية للحكومة اللبنانية ولمصلحة الجيش اللبناني. وكان في استقبال الطائرة، التي نقلت اللقاحات، على أرض المطار، وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور حمد حسن، مديرة المراسم في وزارة الخارجية السفيرة عبير العلي ممثلة وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبه، السفير الصيني في لبنان وانغ كيجيان wang kejian، اللواء الركن الياس الشامية ممثلا قائد الجيش العماد جوزاف عون، رئيس جهاز أمن المطار العميد جورج ضومط، وفد من قيادة الجيش اللبناني، وفد من السفارة الصينية في لبنان، والفريق الصحي التابع لوزارة الصحة في المطار.
وزير الصحة
بعد مراسم التشريفات، كانت كلمة للوزير حسن، قال فيها: "مناسبة لها كثير من الأبعاد، وأولى الدلالات الانسانية لهذه الرسالة الصادقة من الرئيس الصيني والحكومة الصينية والشعب الصيني من خلال السفارة الصينية السفير الصيني الصديق".
اضاف: "عندما تواجه دولة عظمى مثل دولة الصين الشعبية هذه الجائحة، تواجهها بإرادة صلبة وعزيمة علمية ومواكبة ميدانية. وفي خضم هذه المواجهة تقدم دولة الصين الشعبية هذه الهبة لعدد من الدول النامية، ومن ضمنها لبنان لترفع من امكانية مواجهة هذا الوباء الذي أضر باقتصاد كثير من الدول وأصاب الكثير من المواطنين بالمرض وادى الى الوفاة. اليوم، عالميا المواجهة هي على صعيد الحفاظ على حياة الأكثر عرضة، وثانيا اهمية هذا اللقاح هي إعادة عجلة الحياة الاقتصادية والعامة الى ربوع الأوطان".
وتابع: "اذا، من المنطلق الأول نشكر دولة الصين الشعبية على هذه الهبة والتي تتبرع بها للشعب اللبناني في خضم مواجهته لهذا الوباء. ونحن نهنىء دولة الصين على هذا الإنجاز العلمي المتقدم بتصنيع لقاح آمن وفعال، واليوم نستخدمه في لبنان كوسيلة من وسائل مقاومة هذه الجائحة. وما يعنينا كلبنانين انه يمكن إطلاق اليد للقطاع الخاص للاستثمار باللقاح الصيني وهذا ما ننوي دعمه وتفعيله في السوق اللبنانية لكي نحقق استراتيجية وزارة الصحة العامة بتأمين اللقاحات المتاحة عالميا، ومن ضمنها لقاح سينوفارم الذي أثبت فعالية عالية وآمنة".
وأشار الى "أهمية هذه الخطوة بتوقيتها المناسب، اذ انها الهبة الأولى من اللقاحات التي تردنا من دولة كدولة الصين الشعبية"، متوجها "بالشكر الجزيل الى السفير الصيني في لبنان على كل ما قدمه من تعاون للشعب اللبناني ووزارة الصحة، منذ بداية الجائحة وبعد انفجار المرفأ المشؤوم والان في رفع سبل مواجهة هذا الوباء. نتمنى بإسم الشعب اللبناني والحكومة اللبنانية كل التوفيق لسعادة السفير في مهامه الجديدة، آملين دعم هذا الوطن الجريح".
السفير الصيني
من جهته، قال السفير الصيني: "يسعدني اليوم ان أسلم نيابة عن الحكومة الصينية وجيش التحرير الشعبي الصيني دفعتين من اللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد، الى الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني".
اضاف: "ان فيروس كورونا المستجد عدو مشترك للبشرية، وتمثل هزيمة الجائحة مهمة مشتركة امام بلدان العالم، وليس امامنا سوى ان نواصل التضامن والتعاون. في الوقت الحاضر، اصبحت اللقاحات وسيلة مهمة للوقاية من الجائحة والتغلب عليها، وهي ايضا جزء من التعاون الدولي الحالي في مكافحة الجائحة، وقد قدمت الصين وستقدم مساعدات من اللقاحات الى ثمانين دولة نامية بحاجة ماسة الى اللقاحات وثلاث منظمات دولية، وذلك انطلاقا من ايمانها ببناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية ومجتمع صحة مشتركة للبشرية، وترجمة للتعهد الذي قام به الرئيس الصيني حول جعل اللقاح الصيني منتجا عاما في العالم ما ساهم في زيادة امكانية اتاحة اللقاحات للبلدان النامية بأسعار معقولة".
وتابع: "يتبادل الشعبان الصيني واللبناني الدعم في مواجهة كورونا ويحاربانها على الرغم من شحة العرض للقاحات الصينية، تقدم الصين دفعتين من اللقاحات الى الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني مجموعهما 90 ألف جرعة، الأمر الذي يعكس الصداقة العميقة بين حكومة الصين وشعبها وجيشها تجاه الشعب والجيش اللبناني، ودعم الجانب الصيني للجانب اللبناني في مكافحة الجائحة. اني على ثقة بأن اللقاحات الصينية ستلعب دورا ايجابيا في رفع قدرات الجانب اللبناني على الوقاية من الجائحة ومكافحتها".
وختم: "سأغادر لبنان غدا عند انتهاء مهمتي، واود ان انتهز هذه الفرصة لأتقدم بالشكر للأصدقاء اللبنانيين على صداقتهم وعلى ما قدموه لي من الدعم والمساعدة خلال فترة عملي في لبنان .اتمنى للبنان الإنتصار المبكر على الجائحة والاستقرار والازدهار، واتمنى للشعب اللبناني الصحة والسلامة".
اللواء شامية
بدوره، قال ممثل قائد الجيش اللواء شامية: "يحمل لقاؤنا اليوم مجموعة من المضامين التي ترتبط بالمؤسسة العسكرية بشكل خاص وبالمجتمع اللبناني بشكل عام، فكمية اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد19 التي نتسلمها كهبة من وزارة الدفاع في جمهورية الصين الشعبية الصديقة لمصلحة الجيش اللبناني والبالغ عددها 40 ألفا تمثل بارقة أمل ودعما بالغ الأهمية لمؤسستنا، لجهة حماية عناصرها من خطر جائحة كورونا ومساعدتها على الاستمرار في تنفيذ المهمات المتنوعة الموكلة اليها، وعلى رأسها حفظ أمن وطننا واستقراره. كما ان هذه المبادرة تصب مباشرة في خدمة الأمن الصحي لبلدنا وتساهم في رفع مستوى المناعة الإجتماعية ضد تداعيات الفيروس ما يعزز الجهود الوطنية المبذولة لمحاربة هذه الآفة الخطيرة".
اضاف: "وفي السياق نفسه، يبرز الدور المحوري الذي تضطلع به وزاره الصحة العامة في تنفيذ الخطة الوطنية للتصدي للجائحة وتنسيق الجهود وتحقيق التكامل بين المؤسسات ذات الصلة بغية التوصل الى النتائج المرجوة وتأمين اقصى حماية ممكنة لأرواح اللبنانيين، ولا بد من التوقف عند دعمها المتواصل للمؤسسة العسكرية، وهنا أعني وزارة الصحة والذي تجلى في تقديمها لقاحات مضادة لفيروس كوفيد 19 للجيش اللبناني الى جانب تعاونها الكامل في جميع الشؤون الطبية المتعلقة بالعسكريين وعائلاتهم عبر الطبابة العسكرية وتسخيرها جميع امكاناتها المتاحة للوقوف الى جانبهم".
وتابع: "حرصت السلطات الصينية خلال السنوات الماضية على ترسيخ علاقات التعاون بين الجيشين اللبناني والصيني وتقوية الروابط التاريخية التي تجمع شعبي البلدين عبر سلسلة خطوات اساسية شملت تقديم مختلف اشكال الدعم للبنان وجيشه، لا سيما في اوقات الشدة والأزمات. ومن جهة اخرى لا بد من الاشادة بالدور الذي تؤديه الوحدة الصينية في قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان والجهود الحثيثة والتضحيات الكبيرة التي يبذلها عناصر الوحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان بالتعاون الوثيق مع الجيش اللبناني وفقا للقرار 1701 ومندرجاته بكل امانة واخلاص ومهنية، هذه الجهود والتضحيات هي موضع تقدير عميق من جانب الجيش اللبناني واللبنانيين جميعا".
وقال: "تدركون جميعا بلا شك حجم التحديات التي يواجهها بلدنا على مختلف الصعد، اذ تزامنت الضائقة الاقتصادية مع انتشار جائحة كورونا الى جانب الظروف الدقيقة التي تحتم على الجيش المحافظة على اقصى درجات الجهوزية لصون الأمن والسلم الأهلي، ومن الطبيعي ان يشكل الدعم الذي نتلقاه من الدول الصديقة وعلى رأسها جمهورية الصين الشعبية عامل قوة بالنسبة الينا في خضم هذه المرحلة الحساسة".
وختم شامية: "بإسم قائد الجيش العماد جوزاف عون اتوجه بأسمى معاني الشكر والإمتنان الى وزارة الصحة العامة بشخص معالي الوزير حسن على ما يبديه من حرص وإخلاص وتفان تجاه العسكريين واللبنانيين، واني على ثقة بإستمرار التواصل بيننا نحو مزيد من الخطوات المهمة مستقبلا، وأعرب ايضا عن الشكر الجزيل للسلطات الصينية على مبادرتها، وأتوجه بالعرفان والتقدير الى سعادة سفير الصين على عمله الدؤوب في سبيل الإرتقاء بالعلاقات اللبنانية الصينية نحو اعلى المستويات، متمنيا للشعب الصيني المزيد من التقدم والإزدهار".
بعد ذلك، وقع الجميع على تسلم اللقاحات.
رصد المحور