عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك، بعد ظهر الخميس برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها ،واصدرت البيان التالي:
واقع الحال في لبنان أنّه:
لم يعد اللبنانيون يملكون ترف الوقت، ليتلهّوا به أو يعبثوا بفتراته..
ولا يصح لأحد أن يتوهم في نفسه أو في جماعته القدرة على أخذ البلاد وحده حيث يشاء أو يريد.
ولن يكون بمقدور فريق أن يصوغ معادلةً في الحكومة تكرّس تحكمه في القرارات التي ستصدر عنها.
وليس من الحكمة أن يغفل مسؤول عن الملامة أو المحاسبة التي ستطاله يوماً ما من اللبنانيين الذين يتعزز وعيهم السياسي والوطني وتنمو روح المسؤوليّة لدى أجيالهم ويبحثون دوماً عن أجوبةٍ لأسئلتهم حول الخيارات والأداء وحول الصداقات والعلاقات والتحالفات ودورها وأسهاماتها في تقوية موقع لبنان ودوره في محيطه.
أمام هذه الوقائع.. يصبح التفاهم مدخلاً ضروريّاً وآمناً لتشكيل الحكومة، ويستحسن حينذاك اعتماد الواقعية اجمالاً لتقدير الأحجام والأوزان والفعاليّة وسط حالة الغرق التي تنحو نحوها البلاد في هذه المرحلة، ويصير مطلوباً من كل المعنيين التخفف ما أمكن من أثقال الأنانيّة والاستخفاف بالآخرين خصماء أم أصدقاء؛ والتهيّب تالياً من الفشل والمذلّة والسقوط في أفخاخ الإذعان للخارج ولشروطه وإملاءاته.
إذاً فلنُبادر، كلٌ من موقعه، إلى تذليل العقبات عبر الحرص على التفاهم الوطني العام بدل الاستقواء ضدّ بعضنا بعضاً..
إن الحكم الآن وفي كل زمان، مهمة صعبة ومسؤوليّة كبرى لا ينهض بها إلا رجال الدولة أو المسؤولون الحائزون ثقة شعبهم. وإن التأخير في تشكيل الحكومة هو مؤشر سلبي ليس في مصلحة لبنان واللبنانيين.
ان دور الأصدقاء لا يصح إلا لدعم التفاهمات المحليّة والوطنيّة وإلا يصبح الأمر إخلالاً بالتوازن ومدعاةً للانقسام..
إن كتلة الوفاء للمقاومة تؤكد عبر اجتماعها اليوم على ما يأتي:
1- أن البلاد بلا حكومة، ستبقى معرضة لمخاطر الفوضى والتردي على كل صعيد، وستتلاشى فيها إمكانيّة اجراء الإصلاحات مهما بلغت فصاحة المسوقين لها، ولذلك لا بد من الإسراع في تشكيل الحكومة ولا مفر من التفاهم الوطني حولها وفيها وعبرها، وكل خيار آخر سيكون أكثر كلفةً وضرراً على البلاد وأهلها.
وفي سياق آخر ينبغي التنبه إلى أن إطالة أمد المخاطر وإعاقة تشكيل الحكومة التي تمثل مدخلاً للمعالجات، هي أهداف عمل ويعمل لها باستمرار البعض لبنان بهدف ابتزاز اللبنانيين واستدراجهم إلى الإذعان والخضوع لإملاءاتهم وشروطهم وصولاً إلى الالتزام بسياساتهم ومشاريعهم.
2- ترحب الكتلة بالمساعي والجهود التي يبذلها الأصدقاء في أكثر من مكان.. إلا أن التجارب والوقائع تدلل أن استعداد اللبنانيين للتفاهم والانفتاح على بعضهم هي البيئة المنتجة التي تثمر فيها جهود الدعم والمساعدة من الأصدقاء.
3- إن استحقاقات كبرى تنتظرنا منها عملية التصحيح المالي والاقتصادي، وانجاز التدقيق الجنائي, وتعزيز سيادتنا الوطنيّة براً وبحراً وجوَاً، واستثمار مواردنا النفطيّة، وإنجاز البنى المطلوبة لتقديم الخدمات الإنمائية الدائمة مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي والاستشفاء وغيرها, وإعادة اعمار مرفأ بيروت واستكمال محاكمة المسؤولين عن الكارثة التي حلت به, وإعادة هيكلة النظام المصرفي والنظام الضريبي وتفعيل قطاعات الانتاج وإقرار ما يلزم من قوانين لمكافحة الفساد والتهرب الضريبي ووضعها موضع التنفيذ, وإقرار القوانين التي تحفز على الاستثمار وتوفير فرص العمل في مختلف القطاعات، ووضع التعليم المهني كما الجامعي والتخصصي في خدمة سوق العمل وسد حاجات المجتمع.
إن هذه الاستحقاقات وغيرها تتطلب عدم تضييع الوقت، والحكومة التي يؤمل تشكيلها، مهمتها التصدي بشكل منهجي ووطني لهذه الاستحقاقات وغيرها.
العلاقات الاعلامية