المقال السابق

خاص خاص المحور : سلامة يتعمد المماطلة بإطلاق المنصة 
27/04/2021

المقال التالي

من الصحف باسيل يعقّد ملف الترسيم!
27/04/2021
من الصحف لبنان ورقة مقايضة سعودية على طاولة المفاوضات مع ايران

الديار : لبنان "ورقة" مقايضة سعودية على "طاولة" المفاوضات مع ايران تصعيد سعودي يسبق جولة الحوار الثانية : لاحلفاء لنا في بيروت ! الراعي يخفق بتليين موقف عون: علاقة بكركي ــ بعبدا "راوح مكانك"‏

  كتبت صحيفة " الديار " تقول : استنفار الدولة اللبنانية لوقف عمليات تهريب المخدرات الى دول الخليج "حركة بلا بركة"، لانه وفي حال ‏صدقت النوايا وقامت الاجهزة المهترئة بدورها، فالمهة صعبة في مواجهة عصابات دولية تملك قدرات ‏هائلة تعجز عن مواجهتها دول كبرى متقدمة. ولذلك وعلى الرغم من رائحة "العفنة" الموجودة في كافة ‏مفاصل الدولة اللبنانية وعدم كفاءة مسؤوليها المتورطين بالفساد، وآخر الادلة على ذلك "اهمال" تركيب ‏اجهزة "السكانر" التي اقرت حكوميا في شهر تموز العام 2000 والتي ترتقي الى مرتبة الفضيحة، فان ‏كل من اجتمع في بعبدا بالامس يدرك على الرغم من "محاباة" المملكة العربية السعودية، بان قرار ‏الرياض سياسي-اقتصادي وليس امنيا، ويندرج في اطار تضييق الخناق على لبنان الذي تحول منذ ‏اسبوعين الى "ورقة" تفاوضية على "طاولة" المحادثات مع طهران، وبحسب مصادر دبلوماسية، ما ‏حصل نقطة تحول خطيرة لان رد الفعل السعودي على تهريب "الكبتاغون" كان مبالغا فيه، ولا يتساوى ‏مع حجم الجريمة، والعقاب بحق الاقتصاد اللبناني، يندرج في سياق قرار واضح لدى القيادة السعودية ‏بمقايضة الملف اللبناني "بورقة" اليمن مع طهران،وهو "ربط نزاع" كان سبق للايرانيين ورفضوه ‏خلال اللقاء الاخير الذي عقد في بغداد في التاسع من الشهر الجاري، وتحاول الرياض استدراج طهران ‏الى القبول بهذه المقايضة.‏
‏ رفع "سقف" التفاوض ‏

وانطلاقا من هذه المعطيات، الخطوة السعودية الاخيرة جاءت في سياق رفع سقف التفاوض مع الايرانيين ‏خصوصا ان الوضع الميداني في مأرب اليمنية خطير للغاية ويتجه الحوثيون الى حسم المعركة هناك، وقد ‏جرى تزخيم العمليات العسكرية بعيد اللقاء الاول بين الجانبين، وبات الحوثيون على بعد أقل من 6 كلم ‏من وسط المدينة. ولهذا وجد السعوديون ضالتهم بالتصعيد على الجبهة اللبنانية واستغلوا عملية تهريب ‏المخدرات لتوجيه "رسالة" تحذير للايرانيين لاجبارهم على تهدئة الامور في اليمن مقابل تخفيف الضغط ‏عن لبنان، وكان لافتا في هذا السياق تتابع المواقف الخليجية المؤيدة للخطوة السعودية، وفي ذلك تهديد ‏مبطن ومنسق مع الرياض بتوسيع مروحة الضغوط لتشمل الدول الخليجية الاخرى في ظل تلويح مستمر ‏بالمس بالجاليات اللبنانية العاملة في دول الخليج!‏


اربعة ملفات على "الطاولة"؟
ووفقا للمعلومات، تناولت الجولة الاولى للمفاوضات بين الجانبين أربع قضايا رئيسية، الأولى ملف اليمن، ‏حيث طالب السعوديون وقف تصعيد "انصار الله" ووقف التقدم على جبهة مأرب، والثاني الملف اللبناني، ‏وقد طالب الايرانيون وقف الحصار الاقتصادي الخانق على البلد المهدد بالانهيار، اما الملف الثالث ‏فمرتبط بالاتفاق النووي الإيراني ومفاوضات فيينا، حيث يسعى السعوديون للدخول طرفا في عملية ‏التفاوض وتوسيع مروحتها لتشمل الصواريخ الباليستية، والنفوذ الايراني في المنطقة، وقد تمسك ‏الايرانيون برفض ادخال اي طرف جديد او قضية جديدة في عملية التفاوض النووي، وهنا ياتي ضمنا ‏الملف الرابع المرتبط بأمن مياه الخليج، وهنا يرغب الايرانيون بان تكون التفاهمات بين دول المنطقة ‏بعيدا عن تدخل الولايات المتحدة الاميركية.‏


الرياض: لا نملك حلفاء في بيروت
وازاء ذلك، ستكون الخطوات السعودية المقبلة، سواء بالتصعيد او بالعودة خطوة الى الوراء مرتبطة ‏بمدى التقدم او التراجع في عملية التفاوض مع طهران المرتبطة حكما بمسار آخر يحصل في فيينا، وما لم ‏يحصل فصل عملي وجدي للملفات في الاجتماع الثاني المقرر عقده قبل عيد الفطر، ستكون المرحلة ‏المقبلة صعبة للغاية على الساحة اللبنانية التي يستخدمها السعوديون "صندوق بريد" للضغط على طهران ‏لتحسين شروطهم التفاوضية، وهم ليس لديهم ما يخسروه في بيروت، فهذه الساحة لم تعد تعنيهم بشيء، ‏وبحسب اوساط دبلوماسية مطلعة، كل من تحدث معهم سواء من الفرنسيين او المصريين اوحتى ‏العراقيين، كان الجواب السعودي سلبيا وحاسما، "لا نملك حلفاء في لبنان، ولسنا معنيين بشيء هناك"، ‏هم يقولون صراحة ان الساحة اللبنانية منطقة نفوذ ايرانية يديرها حزب الله، وسقوط "الهيكل" على ‏الجميع، مكسب اضافي طالما سيؤدي الى اضعاف الحزب ويزيده ارباكا. ولهذا فالاحتمالات مفتوحة على ‏كل السيناريوهات، الرياض بعثت "برسالتها" عبر بيروت وتهدد بالمزيد، وتنتظر الاجوبة الايرانية، وبناء ‏على ما ستحصل عليه يمكن ان تجنح الامور نحو تهدئة مرحلية بانتظار اكتمال التسوية النهائية، فيعود ‏السعوديون عن قراراتهم القاسية ضد لبنان، او تذهب الامور الى مزيد من التصعيد، بانتظار جلسة الحوار ‏الثانية التي بات انعقادها مشكوكا فيها بفعل التطورات اليمنية واللبنانية، اما في حال عقدت فستكون ‏نتائجها مفصلية لتحديد التوجهات في علاقة كل من طهران والرياض، وكذلك الازمات الساخنة في ‏المنطقة وفي مقدمتها الملفان اليمني واللبناني.‏


‏ فرص التسوية؟ ‏
ووفقا لتلك المصادر،تلوح في الافق فرصة جدية للوصول الى تسوية في مكان ما،قد تستفيد منها سوريا ‏ايضا، فالطرفان بحاجة الى اعادة المنطقة الى سكة الاستقرار بعدما بات الخراب يهدد امن الجميع وعلى ‏كافة المستويات، طهران التي تخوض مفاوضات شاقة مع الاميركيين في فيينا تشعر ان الاتفاق بات "قاب ‏قوسين او ادنى"، وهذه "ورقة" رابحة في يدها على "طاولة" التفاوض مع الرياض التي باتت مقتنعة ‏بضرورة اقفال ملف حرب اليمن الذي بات يستنزفها دون اي بصيص امل بربح المعركة عسكريا او ‏سياسيا، بعدما تخلت ادارة بايدن عن دعمها، بل تضغط عليها لوقف الحرب، وهنا تحاول المملكة استخدام ‏الملف اللبناني لتحسين شروطها على الجبهات الاخرى وتامل بالحصول على تنازلات ايرانية لتصبح ‏المعادلة "التهدئة" في اليمن، مقابل إيجاد طريقة لتسوية الازمة اللبنانية.‏


‏ جهود عراقية ‏
وفي هذا السياق، يعمل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي جاهدا على خط استكمال جلسات ‏الحوار الايرانية السعودية، وقد اثير هذا الملف خلال زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى ‏بغداد، وعلم في هذا الاطار ان وفدا إيرانيا كان في بغداد قبل وصول رئيس الدبلوماسية الايرانية لتقييم ‏الموقف وتولى الجانب العراقي عملية تبادل الرسائل مع الجانب السعودي، وقد وسع العراقيون مروحة ‏اتصالاتهم لتشمل مصر والامارات التي قطعت اتصالاتها الامنية شوطا كبيرا مع الايرانيين.‏


اسرائيل: بن سلمان يحمي نفسه
طبعا اسرائيل ليست بعيدة عن هذه التطورات وتتابعها بقلق، وهي تدرك ان ما يحصل في محيطها ‏تحولات استراتيجية وهي تسعى للتدخل حيثما يمكنها ذلك لتخريب اي تسويات لا تكون متوافقة مع ‏مصالحها، لكن يبدو انها باتت "مقيدة" اكثر مع الادارة الاميركية الجديدة، وفي هذا السياق اكدت صحيفة ‏‏"يديعوت احرنوت" الاسرائيلية ان السعوديين الذين قطعوا العلاقات الدبلوماسية مع طهران في 2016، ‏بدأوا مؤخراً في مفاوضات سرية مع الإيرانيين، وبتشجيع من الولايات المتحدة ورات ان ولي العهد ‏السعودي بن سلمان، لا يملك الكثير من رفاهية "المناورة" بعدما وصل مستوى العداء تجاهه في ‏واشنطن الى الذروة، ولهذا يفعل ما يفعله الناس في المنطقة - يكيّف نفسه مع الواقع المتغير. هو يفترض ‏بأن العودة إلى الاتفاق النووي قريبة ولهذا يعمل على حماية نفسه. اما من عول على جبهة إسرائيلية - ‏عربية ضد إيران يخيب ظنه الآن.ويبقى السؤال براي "يديعوت" ما العمل في وضع يتوجه فيه حلفاؤنا ‏الجدد إلى هدنة مع الإيرانيين؟


‏ اسرائيل وحيدة في الميدان؟ ‏
الصحيفة الاسرائيلية تشير الى ان شبكة الامان الاميركية المعتادة تشهد اهتزازا، ومقولة الادارات ‏الاميركية السابقة بأن إسرائيل هي الابنة المفضلة، وأن الإيرانيين في رأس قائمة الأشرار."عصر ‏انتهى"،فالأميركيون عائدون إلى الاتفاق النووي مع الإيرانيين. هذا هو قرارهم الاستراتيجي، يمكن ‏لإسرائيل أن "تدق العصي" في دواليب التاريخ، ولكن ثمة شك، خصوصاً حين يكون الطرفان، ومعهما ‏كل القوى العظمى في العالم، يريدون الاتفاق.ومن هنا نعت الصحيفة الاسرائيلية زيارة القيادة الأمنية ‏الإسرائيلية الى واشنطن خلال ايام، وقالت ان رئيس الأركان، ورئيس الموساد، ورئيس هيئة الأمن ‏القومي، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، سيسمعون من ادارة بايدن كلاما واضحا بانه لا ‏يمكن اجتياز "النهر ذاته مرتين"، واي احتجاج إسرائيلي نشط جداً على الاتفاق النووي من شأنه يوسع ‏الشرخ مع الولايات المتحدة، وستبقى إسرائيل وحدها.‏


‏ من وراء تصدير الرمان؟ ‏
في هذا الوقت، تحركت الاجهزة الامنية والقضائية لمطاردة المسؤولين عن شحنة الرمان المخدر، وبدات ‏التحقيقات باشراف مدعي عام التمييز غسان عويدات. واعلنت وزارة الداخلية توقيف اربعة اشخاص من ‏المتورطين، اثنان منهما من آل سليمان، وهناك اكثر من بلاغ بحث وتحر بحق عدد من الاشخاص، اثنان ‏منهما خارج البلاد.‏


‏ ووفقا للمعلومات توصلت تحقيقات الجمارك الى نتائج مهمة خلال الساعات القليلة الماضية حيث تبين ان ‏شحنات الرمان وصلت الى لبنان على دفعتين من سوريا، الاولى وصلت عبر المعابر الشرعية، والثانية ‏عبر معبر غير شرعي، وقد افرغت دفعة منها في احد برادات بلدة الخيارة، اما الدفعة الثانية فقد وضعت ‏في بلدة تعنايل البقاعية، بعدها جرى تزوير مصدر المنشأ وحصلت على موافقة من الجهات اللبنانية ‏المختصة، والتحقيقات مستمرة لمعرفة ما اذا كان ما حصل تزويرا او بالتواطؤ مع عدد من الموظفين. ‏وتفيد مصادر مطلعة بان عملية حشو الرمان "بالكابتاغون" حصلت في سوريا وليس في لبنان، وجرى ‏تزوير اسم المصدر الى السعودية ووضع على البضائع اسم شخص وهمي من شمال لبنان. في هذا الوقت ‏باشر وزير الداخلية محمد فهمي منذ يوم السبت اتصالاته مع السلطات السعودية لادخال نحو الف طن من ‏الفاكهة والخضار العالقة على الحدود السعودية، وهي معرضة للتلف اذا لم تتجاوب السلطات السعودية. ‏من جهته قال وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال عباس مرتضى أن وزير الزراعة ليس معنياً ‏بشكل مباشر عن كل شحنة وهذه المعاملات لا تمر عليه، وأكد أن القضاء سيكشف من المسؤول عن ‏الشهادات المزورة واذا كان هناك موظف متورط فانه سيحاسب،واضاف: "اذا كان الموظف شارل ‏زرزور متورطاً في موضوع شحنة الرمان المخدر فانه سيتحمل المسؤولية امام القضاء.‏


‏ اين "السكانر"؟ ‏
‏ اما ملف "السكانر" الذي اثاره رئيس الجمهورية في اجتماع بعبدا، فهو عالق في ادارة المناقصات، ‏ووفقا للمعلومات، سيتم اعداد دفتر شروط لتلزيمها على طريقة "البي او تي" قريبا، وفيما بررت مصادر ‏تاخير شراءها بالازمة المالية لفتت اوساط اخرى الى وجود "قطبة مخفية" غير منظورة وراء ‏التاخير،وكانت ادارة الجمارك قد طالبت من ادارة المناقصات الاستشارة المطلوبة لاطلاق المناقصة لكن ‏تم ابلاغها بعدم وجود الخبرة اللازمة لديها لبت الموضوع، وسيتم الاستعانة بخبرات الاتحاد الاوروبي ‏خلال الاسابيع المقبلة، لاطلاق مناقصة تزويد كل المعابر "بالسكانر".‏
وكان الرئيس ميشال عون خصص اجتماعا في قصر بعبدا للبحث في قرار المملكة العربية السعودية بمنع ‏إدخال المنتجات الزراعية اللبنانية إلى أراضيها أو العبور فيها، شارك فيه رئيس حكومة تصريف الأعمال ‏حسان دياب ووزراء الدفاع والداخلية والبلديات والمال والخارجية والمغتربين والزراعة والاقتصاد ‏والتجارة والصناعة والمدعي العام التمييزي وقادة الأجهزة العسكرية والأمنية والجمارك وعدد من ‏المعنيين في القطاع الزراعي من مزارعين ومصدرين.‏


‏ تبيان بين عون ودياب؟ ‏
ومن اللافت حصول تباين بين مقاربة رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الاعمال ‏حسان دياب خلال مقاربة الموقف من القرار السعودي حيث بدا الاول اكثر "محاباة" للملكة، فيما اعتمد ‏الثاني كلاما اكثر واقعية بعدما احرقت كل "مراكبه" مع الرياض. فبينما اكتفى عون بالسؤال عن مصير ‏الات سكانر، لضبط التهريب على المعابر،"غمز" دياب من "قناة" السعودية وتحدث عن"شبكات ‏التهريب بفروعها اللبنانية والسعودية"، مشددا على ضرورة التعاون الامني لان منع تصدير الخضروات ‏لن يحل مشكلة المخدرات.‏


وقال رئيس الجمهورية في مستهل الاجتماع ان "التهريب بأنواعه كافة، من مخدرات إلى محروقات ‏وغيرها من المواد يضر بلبنان ويكلفه غاليا، وعملية التهريب الأخيرة إلى المملكة العريبة السعودية تؤكد ‏ذلك". وأكد أن "لبنان حريص على عدم تعريض سلامة أي دولة، وبخاصة الدول العربية وأبنائها إلى أي ‏خطر"، واستوضح المعنيين عن "أسباب التأخير في شراء آلات السكانر لوضعها على المعابر على ‏الرغم من القرار المتخذ منذ تموز 2020 وصدور مرسوم بذلك". من جهته، شدد دياب على افضل ‏العلاقات مع السعودية مؤكدا على ملاحقة المتورطين". لكنه اكد "الثقة أن السعودية وكل دول الخليج ‏يعرفون جيدا أن التوقف عن استيراد الزراعات اللبنانية لا يمنع تهريب المخدرات الذي يعتمد طرقا ‏مختلفة، وأن التعاون بيننا يساعد على ضبط هذه الشبكات.‏


‏ "خط احمر" سعودي
من جهته واصل السفير السعودي لدى لبنان، وليد البخاري تصعيد الموقف وقال، أن أمن بلاده خط أحمر، ‏وكتب في تغردية على حسابه في "تويتر"، "أمن المملكة في ظل قيادتنا الحكيمة خط أحمر، لا يُقبل ‏المساس به، وكشف ، أنه جرى محاولة تهريب 600 مليون حبة مخدرة من لبنان خلال آخر 6 سنوات، ‏وأضاف أن الكمية المهربة من لبنان كافية لإغراق العالم العربي بالمخدرات والمؤثرات العقلية.‏


‏ تشكيك بنجاح الاجراءات! ‏
وقد صدرت قرارات قضائية وامنية بعد اجتماع بعبدا، شككت اوساط نيابية بامكان نجاحها لان منع ‏عمليات تهريب المخدرات آفة عالمية، تديره شبكات دولية كبيرة، لم تنجح في مواجهتها دول كبيرة في ‏العالم،فكيف سيتمكن لبنان الغارق في الفساد والفوضى من ذلك؟! وهو امر يدركه اللبنانيون كما ‏السعوديون ودول الخليج،ولهذا تبقى هذه الالتزامات مجرد نوايا حسنة قد تنجح في توقيف بعض الشحنات ‏لكنها لن تتمكن من منعها نهائيا، والحل بالتعاون الامني المشترك، وليس بالعقوبات، ولو كان المناخ ‏السياسي مغايرا لما هو عليه اليوم لكانت الامور قد حلت من خلال الشق الامني.‏
وقد تم تكليف المدعي العام التمييزي غسان عويدات استكمال ومتابعة ما يلزم من تحقيقات لكشف كل ما ‏يتصل بعملية تهريب المواد المخدرة في شحنات الخضار والفاكهة التي دخلت الاراضي اللبنانية والجهات ‏التي تقف وراء تصديرها إلى المملكة العربية السعودية. كذلك، اتخذ قرار بـ "إنزال، وفقاً للقوانين ‏والأنظمة المرعية الاجراء، اشد العقوبات بالفاعلين والمخطّطين والمنفّذين والمقصّرين، على أن يصار ‏إلى اطلاع المسؤولين السعوديين عن النتائج في اسرع وقت ممكن، إضافة إلى الطلب الى القوى ‏العسكرية والامنية والجمارك والإدارات المعنية التشدد وعدم التهاون إطلاقاً في الاجراءات الآيلة لمنع ‏التهريب على انواعه من الحدود اللبنانية والى اي جهة كانت، لاسيما منها الشحنات المرسلة الى دول ‏الخليج، والتأكد من خلوها من اي بضائع ممنوعة"...‏


‏ علاقة بكركي بعبدا "راوح مكانك"‏
في هذه الوقت، لم "تكسر" زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي الى بعبدا "جليد" الازمة مع رئيس ‏الجمهورية ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ولا زالت مواقف الرجلين على حالها ‏حكوميا، حيث لم يقتنع الراعي بمبررات الرئاسة الاولى "الميثاقية" التي تحول دون تشكيل الحكومة. ولم ‏ينجح الراعي ايضا في اقناع الرئيس بالافراج عن التشكيلات القضائية وتباينت الاراء حول ما فعلته ‏القاضية غادة عون ، كما فشل البطريرك في تقريب وجهات نظر بين عون والرئيس المكلف سعد ‏الحريري، وبقيت الامور عن "المربع الاول" حكوميا، حيث تصر بكركي على قناعاتها بان حزب الله ‏يعرقل تشكيل الحكومة العتيدة لانه يملك وحده قدرة التاثير على حليفه "البرتقالي"، لكنه لا يريد ذلك ‏لاسباب اقليمية. وفي هذا السياق، اكد الراعي انه لا يوجد مبرر اساسي لعدم تشكيل حكومة في ظل الواقع ‏الراهن"، مشددا على ضرورة "عدم التراشق بالمسؤوليات لان ذلك لن يشكل حكومة بل يزيد من حدة ‏المشكلات". واشار الراعي الى انه "تم البحث بموضوع القضاء واستقلاليته، وضرورة عدم حصول اي ‏فراغ في هذا السلك، واجراء تشكيلات قضائية". وقال "شددنا على كرامة القضاء وكرامة القاضي ‏ونزاهته وحريته، مع عدم إنتماء هذا القاضي الى اي فئة من الفئات، وضرورة عدم التدخل بشؤون ‏القضاة، فيستطيع عند ذلك القاضي العمل بحسب ضميره والعدالة".‏

‏ اين المنصة؟ ‏
اقتصاديا، لم يطلق مصرف لبنان المنصّة الإلكترونية لضبط سعر صرف الدولار الأميركي ومنع التلاعب ‏في السوق السوداء كما كان متوقعا بالامس، عزته اوساط مصرفية الى عدم جهوزية الالية بعد، فيما ‏شككت اوساط اخرى بخلفيات هذا البطء في اطلاقها وتساءلت عن الاسباب الموجبة التي يجب ان ‏يوضحها حاكم مصرف لبنان، واشارت في هذا السياق الى ان المصرف المركزي لم يعط اصلا موعدا ‏رسمياً لبدء العمل بالمنصّة، إنما أصدر ثلاثة بيانات لها علاقة بتحضيرات لوجستية وليس بآليات عملها او ‏موعد بدء العمل بها، وكان آخرها منذ أسبوعين حين طلب من المصارف انتداب شخص أو اثنين للتدرّب ‏على تقنيات المنصّة.‏

صحيفة الديار

الكلمات المفتاحية

مقالات المرتبطة