هلال السلمان
بات من المؤكد ان الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة المقبلة ستجري يوم الاثنين المقبل في قصر بعبدا، وحتى ذلك الحين تنشغل القوى السياسية الممثلة في مجلس النواب في مشاوراتها البعيدة عن الاضواء للاتفاق على اسم شخصية تتولى هذا المنصب.
وفي هذا السياق، تنشط التسريبات حول الشخصيات المرشحة لهذا المنصب، التي يتقدمها رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، والنائب فيصل كرامي، وغيرهما من الاسماء المطروحة بينها احد القضاة، هذا على الصعيد الداخلي، لكن ما يدعو المراقبون الى التركيز عليه هو ضرورة رصد أجواء الرياض ، فولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو الذي حرم "زعيم"، "حزب المستقبل" سعد الحريري من "جنة" رئاسة الحكومة مجددا، عندما جعله "يحور ويدور" على مدى تسعة اشهر دون ان يجرؤ الاخير على تشكيل الحكومة، بعدما وضع عليه "فيتو" له اسبابه العديدة والتي تتراوح بين الغضب من سياسة الحريري الداخلية في بداية عهد الرئيس عون، وبين الاسباب المالية المتعلقة بشركة "سعودي اوجيه" واتهام الحريري بنهب اموال سعودية بمليارات الدولارات ضمن صفقات مع رئيس الديوان الملكي السابق خالد التويجري .
وتشير مصادر سياسية مطلعة في حديث لموقع "المحور الاخباري" الى ان القيادة السعودية لا تزال تتمسك بمرشحها المفضل لرئاسة الحكومة في لبنان، وهو سفير لبنان السابق لدى الامم المتحدة نواف سلام، وهو الذي تعتبره رجل المهمات للمرحلة المقبلة، وهو المعروف بمواقفه المؤيدة للمحور الاميركي السعودي .
وتذكر المصادر بجولات الاستشارات السابقة عندما كان نواب حزب "القوات اللبنانية" يصوتون لصالح نواف سلام بتعليمة مباشرة من مدير المخابرات السعودية خالد الحميدان ، وكذلك فعل نواب "الحزب الاشتراكي" في الاستشارات التي اجريت لتسمية الرئيس حسان دياب ، ويُنقل ان سعد الحريري رفض السير بالطلب السعودي سابقا بتسمية نواف سلام،لكن تجري ضغوط سعودية لدفعه نحو هذا الخيار حاليا ، وتؤكد المصادر ان هناك لقاءات سعودية-اميركية ستعقد في الرياض خلال الايام المقبلة لمحاولة الاتفاق على نواف سلام، ومحاولة فرضه على العديد من القوى السياسية المحسوبة على هذا المحور في لبنان، وإذا لم يحصل لهم ما يريدون فإنهم سيواصلون العرقلة وتشديد الحصار المالي على لبنان .
خاص المحور