هلال السلمان
من المعروف عن الادارات الاميركية المتعاقبة، لجوءها على مدى عقود، الى خيار "البراغماتية" والمرونة، عندما تريد التخفيف من هزيمة لحقت بها، عبر السعي الى الالتفاف على الخسارة التي لحقت بها في اي جبهة او قضية ، ومن ثم تحويل التهديد الى فرصة، وفي هذا السياق، تشير مصادر سياسية مطلعة في حديث لموقع "المحورالاخباري" الى أن إدارة الرئيس الاميركي جو بايدن تحاول استخدام هذا الخيار لتعويض بعض الخسائر، جراء فشل احتلالها لأفغانستان الذي استمر عقدين كاملين، والذي انتهى الى "الهروب الفوضوي" ، وتضيف المصادر ان الادارة الاميركية لجأت الى استخدام خيار "وداوني بالتي كانت هي الداء"،اي حركة طالبان ، فحركة طالبان التي حاربتها واشنطن طوال عشرين عاما، عقدت معها صفقة متكاملة نتجت عن عشرات اللقاءات التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة، وتمخضت عن "تسليم افغانستان" لعدوها الذي حاربته، وترى المصادر ان هذا الذي جرى يعيد التحالف القديم بين الجانبين، حيث ان طالبان عندما اجتاحت افغانستان في التسعينات من القرن الماضي، كان ذلك تحت رعاية وإشراف المخابرات الاميركية والباكستانية، ولاحقا حصل الخلاف بين الطرفين بعد هجمات ااأيلول 2001 التي تبناها تنظيم "القاعدة" بزعامة اسامة بن لادن الذي كان حينها تحت رعاية وحماية "إمارة طالبان" في افغانستان.
الان تبنت إدارة بايدن ما كانت بدأته إدارة دونالد ترامب، وهو صياغة تحالف مع طالبان قضى _ضمن صفقة متكاملة _ بتسليمها إدارة افغانستان مقابل الحفاظ على المصالح الاميركية،واستخدامها لاحقا للمشاغبة على خصوم واشنطن في محيط الجغرافيا الافغانية، وما يحصل في مطار كابول منذ اكثر من اسبوع خير دليل على ذلك، حيث يقف مقاتلو طالبان "الشرسون" بكل وداعة وسلمية الى جانب الجنود الاميركيين الذين يجلون راعاياهم والمتعاملين معهم، ويتشاركون في عملية الاجلاء ، فضلا عن تعهد طالبان بعدم المس بالقوات الاميركية في حركتها الجوية او على الارض، حيث ارسلت واشنطن 6000الاف جندي الى مطار كابول لإجلاء آلاف الاشخاص. وقد اشار اكثر من مسؤول اميركي في تصريحات عديدة الى اتفاقات مع طالبان بعدم المس بقواتها.
وعليه فإن المصادر ترى انه بالاجمال، فإن مستقبل افغانستان سيكون تحت إدارة طالبان التي عقدت صفقة مع الاميركيين لها تداعياتها المستقبلية على هذا البلد وعلى محيطه الجيو سياسي .
خاص المحور