المقال السابق

حزب الله السيد نصرالله طلب عدم للتجمهر خلال مرور صهاريج المازوت  
15/09/2021

المقال التالي

خاص خاص: استمرار سياسة التخريب السعودية الاماراتية تجاه لبنان 
15/09/2021
رأي ماذا لو..استفقنا وقد تبرع المسؤولون بنصف رواتبهم ؟ 

سامية فضل الله*

 ماذا لو.. استفقنا ذات صباح ووجدنا ان النواب والوزراء، والرؤساء، وكبار رجال الدولة من مدراء عامون ومستشارون وقضاة وعمداء، قد قرروا الاستغناء عن نصف رواتبهم الشهرية، لمدة عام ليس أكثر..

ماذا لو.. قرر الوزراء السابقون والنواب السابقون والرؤساء السابقون، هم وعوائلهم، من بعدهم التوقف عن استلام رواتبهم الشهرية بالكامل، باعتبار انهم جميعاً لديهم ايراداتهم الخاصة، وشركاتهم الخاصة، ومصادر رزقهم الخاصة..

ماذا لو.. استفاق الضمير عند كل من ذكرت، وقرروا التوقف عن السرقة والنهب، واكتفوا بما اخذوه على مدى عقود، هم وزوجاتهم واولادهم واحفادهم، وكل من يدور في فلكهم..

ماذا لو.. خففوا من عدد سياراتهم  وحراسهم وخدمهم، وتقشفوا قليلاً في مصاريفهم، وابتعدوا عن الترف الفاحش، والاسراف في مناسباتهم الخاصة والعامة.. 

ماذا لو.. قلل المسؤولون من المؤتمرات والندوات والجلسات، في الداخل والخارج، حتى لا يكونوا عبء اضافيا، على خزينة خاوية أصلا..

ماذا لو.. استفاق الحس الوطني والانساني عند بعض الفنانين من مطربين ومطربات وممثلين وممثلات، أصحاب الثروات والحسابات البنكية الهائلة، فاستغنوا عن جزء من إيرادات حفلاتهم وسهراتهم المليونية، لمساعدة المحتاجين وذوي الدخل المحدود جداً، في وطنهم.. 

ماذا لو.. كف زعماء الاحزاب في وطني عن احاديثهم الطائفية، واوقفوا سجالهم المقيت والمنفر والمستفز، على الشاشات وعبر الاذاعات ووسائل التواصل..

ماذا لو.. توحدت جهود الجميع، باعتبار أنهم يحملون ذات الهم، ولهم نفس الهدف، للنهوض بالوطن، وانتشاله من أزماته، التي لا تعد ولاتحصى، والتي كان لهم الباع الطويل، في تراكمها على مدى عقود..

ماذا لو.. أطلقت يد القضاء العادل والنزيه، لمحاسبة كل فاسد ولص ومرتشي ومحتكر، مهما كان مسماه الوظيفي، ومهما كان مركزه السياسي ونفوذه الحزبي، دون أية تدخلات او وساطات او حصانات.. ابتداءَ من الكبير وصولاَ للصغير.. 

ماذا لو.. نفضنا غبار سنوات من النسيان، عن ملفات  ومقررات وقوانين اكل الدهر عليها وشرب، فبعثنا فيها روح التجديد والتحديث، وعدلناها ونفذناها، بواقعية وانسانية، وراعينا فيها ظروفنا الاقتصادية والاجتماعية.. فهي بالنهاية ليست قرآناَ ولا إنجيل.

ماذا لو.. توحد إعلامنا المرئي والمسموع والمقروء، وكان له ذات الرسالة، وذات اللسان، وذات التوجه.. مصلحة الوطن والمواطن أولا وآخرا.. وعمل على تعزيز الوحدة الوطنية، وابتعد عن الحوارات الطائفية، وعن كل ما يذكي الفرقة والتعصب..
ماذا لو.. اتفق كل رجال الدين من كل الطوائف والمذاهب، على كلمة سواء، اجمعوا على ما يوحد، وعززوا القيم السامية في النفوس، فكل الأديان تدعو  للمحبة.. للعدالة.. للمساواة.. للتسامح، ولمكارم الأخلاق.. 

ماذا لو.. عمدت أسرنا ومدارسنا ومنابرنا، على تربية جيل حر مستقل، لا يخضع لمستكبر، ولايساوم على مبادئه وقضاياه الأساسية .. لا يتماهى بغرب أو شرق، ويعمل وفق قناعاته وقيمه، ومصلحة وطنه.. 

ماذا لو.. توحدت مناهجنا التعليمية، تاريخنا وجغرافيتنا، وادبياتنا.. وتربيتنا المدنية والوطنية.. وانتماؤنا وولاؤنا.. وتربينا على أننا شعب واحد لا عدة شعوب.. 

ماذا لو.. تخرج أولادنا من الجامعات والمعاهد، ولم يضطروا للوقوف أمام أبواب السفارات، للحصول على تأشيرات سفر إلى جهات الأرض الأربع.. 

ماذا لو.. تحولت أرضنا البور إلى جنة خضراء، وبدأت المواسم تزهر في جنوبنا وبقاعنا وسهلنا وجبلنا، مواسم من كل الألوان، يتذوقها القاصي والداني.. 

ماذا لو.. انعشنا صناعتنا، ونفخنا الروح في حياكتنا، وامتلأت المحال التجارية بمنتج "صنع في لبنان".. 

ماذا لو.. اعلنا استقلالنا الحقيقي، وخرجنا من قوقعة خوفنا، وبحثنا عن مصالحنا، وعقدنا الاتفاقيات التي تؤمن لنا احتياجاتنا، وتراعي ظروفنا، شرقاَ او غرباَ.. 

ماذا لو.. ابتعدنا عن المراوغة والكذب المتعمد وغير المتعمد، وناقشنا كل مشاكلنا بشفافية ووضوح،  وعرضنا كل قضايانا واختلافاتنا فوق الطاولة لا اسفلها..

ماذا لو.. تنحى كل الطاقم السياسي والاقتصادي
والتربوي المهترئ، وفتح الباب على مصراعية امام كل الطاقات الشابة المقيمة والمغتربة، لتتسلم كل السلطات، بعيداً عن المحسوبية والطائفية والمحاصصة، فقط الرجل المناسب في المكان المناسب..

ماذا لو.. استفقنا من أحلامنا على واقع أجمل، ووطن أروع، وحياة لا تشوبها شائبة.. إن لم يكن لنا، فلأولادنا واحفادنا..

*ناشطة اعلامية 

بريد المحور

الكلمات المفتاحية

مقالات المرتبطة