أكد الامام السيد علي الخامنئي" اليوم الأحد أن قواتنا المسلحة تشكل حصنا منيعا ودرعا دفاعيا للبلاد أمام التهديدات العسكرية للأعداء في الخارج والداخل.
وأقيمت صباح اليوم الأحد المراسم المشتركة لتخريج طلاب جامعات الضباط التابعة للقوات المسلحة، بحضور قائد الثورة الاسلامية عبر الاتصال بالفيديو والقادة والوحدات الموجودة في جامعة الإمام الحسين (ع) للضباط.
وشارك في هذه المراسم عدد من الوحدات النموذجية من حرس الثورة الإسلامية والجيش والشرطة في جمهورية إيران الإسلامية.
وقال الامام الخامنئي في كلمة خلال المراسم : ان القوات المسلحة الايرانية المؤلفة من الجيش والحرس الثوري وقوى الامن الداخلي والتعبئة تعد اليوم بالمعنى الحقيقي للكلمة الدرع الدفاعي للبلاد امام التهديدات العسكرية للاعداء في الخارج والداخل،كما قال أمير المؤمنين: "فَالْجُنُودُ بِإِذْنِ اللَّهِ حُصُونُ الرَّعِیَّة".
لا يمكن ضمان أمن البلاد عبر الاعتماد على الآخرين
واضاف سماحته: ان استقرار الأمن في أي بلد هو البنية التحتية الأساسية لجميع النشاطات من أجل التقدم وأهم قضية بالنسبة للقوات المسلحة، محذرا : ليعلم الذين يظنون بأنهم قادرون على ضمان أمنهم عبر الاعتماد على الآخرين ،انهم سيتلقون صفعات سلوكهم قريبا.
تواجد الجيوش الأجنبية في المنطقة يبعث على الدمار
وتابع آية الله الخامنئي: إن تواجد الجيوش الأجنبية في منطقتنا، بما في ذلك الجيش الأمريكي، يبعث على الدمار ويؤجج الحروب فيها، داعیا جميع البلدان الی العمل من أجل استقلالها واستقلال جيشها والاعتماد على شعوبها والتآزر مع جيوش الدول المجاورة والجيوش الأخرى في المنطقة، و اعتبر ذلك في مصلحة المنطقة.
وصرح سماحته أن الجيش الأمريكي المجهز بجميع أنواع الاسلحة التقليدية وغير التقليدية، دخل البلد المجاور، أفغانستان، من أجل القضاء على حكومة طالبان، لكن سلمتها السلطة بعد 20 عاما من القتل والجرائم وترويج المخدرات وتدمير البنى التحتية في هذا البلد وانسحبت منها.
وأشار إلى المشادات اللفظية الأخيرة بين أوروبا والولايات المتحدة ، قائلا اعتبر بعض الأوروبيين الإجراء الأمريكي بأنه طعنة بالظّهر ، وقالوا إن أوروبا يجب أن تضمن أمنها بشكل مستقل دون الاعتماد على الناتو ، وفي الواقع ، دون الاعتماد على الولايات المتحدة.
وتابع سماحته ، عندما تشعر الدول الأوروبية بالعجز في استقرار الأمن الدائم بسبب اعتمادها على الولايات المتحدة، البلد الذي لا يعارض أوروبا ، فإن حساب الدول الأخرى التي وضعت قواتها المسلحة تحت سيطرة الولايات المتحدة وغيرها من الدول واضح تماما.وليعلم الذين يظنون بأنهم قادرون على ضمان أمنهم عبر الاعتماد على الآخرين بانهم سيتلقون صفعات سلوكهم قريبا.لأن التدخل المباشر أو غير المباشر للأجانب في أمن وحرب وسلام أي بلد كارثي.
اقتدار القوات المسلحة رهن على التدريب والمبادرات العلمية والتجهيزات والانضباط التنظيمي
وأشاد باقتدار واعتزاز القوات المسلحة في تجارب بالغة الأهمية والصعبة ، خاصة خلال حرب الثماني سنوات المفروضة على ايران ( من جانب نظام صدام البائد في العراق – 1980-1988). ، قائلا إن اقتدار القوات المسلحة رهن على قضايا مثل التدريب والمبادرات العلمية والتجهيزات والانضباط التنظيمي. لكن أهم عامل في اقتدارها هو المعنويات والروحانية والقضايا الدينية والأخلاقية.
الامریکان احتلوا أفغانستان للإطاحة بطالبان و بعد 20 عاما من أعمال القتل والجرائم سلموها إلى طالبان
واعتبر قائد الثورة الإسلامية انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان بأنه مثال على نتائج الاقتدار الظاهري قائلا ، ان الامریکیین احتلوا أفغانستان للإطاحة بطالبان قبل 20 عاما ، و ساهموا في الكثير من أعمال القتل والجرائم والخسائر ، لكن بعد كل هذه التكاليف المادية والبشرية ، سلموا الحكومة إلى طالبان وغادروا هذا البلد. هذه الحقيقة يجب ان تؤخذ في عين الاعتبار ".
ووصف انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان بأنه دليل على طبيعته الحقيقية مؤكدا أن الصور الهوليوودية للجيش الأمريكي ودول مثلها هي مجرد عرض لأن طبيعتهم الحقيقية هي ما شوهد في أفغانستان.
وأشار قائد الثورة إلى كراهية شعوب شرق آسيا للجيش الأمريكي مؤكدا، اینما يتدخل الأمريكيون ، يكرههم الشعوب.
التواجد العسكري الأجنبي في المنطقة سبب للشقاق والضرر والدمار
و اعتبر قائد الثورة التواجد العسكري للأجانب في المنطقة سببا للشقاق والضرر والدمار مؤکدا،من مصلحة المنطقة أن يكون لدى جميع البلدان جيش مستقل معتمد على شعبهم ومتآزر مع جيوش الجيران.
وأضاف قائلا، "يمكن لجيوش دول المنطقة أن یضمن الأمن فيها ولا ينبغي أن تسمح للجيوش الأجنبية بالتدخل أو أن يكون لها تواجد لحماية مصالحها".
وأوضح سماحته أن الأحداث التي تقع في بعض الدول بشمال غرب إيران ، يجب حلها عبر التعامل بالمنطق و الحيلولة دون التواجد الأجنبي.
و قال: إن قواتنا المسلحة تعمل دائما بالاقتدار والعقلانية وهذه العقلانية يجب أن تكون نموذجا للدول الأخرى وعاملا لحل المشاكل القائمة وليعلم الجميع أنه إذا حفر أحد بئراً لإخوته ، فسوف يقع فيها أولاً.
وفي نهاية خطابه أوصى القوات المسلحة بمواصلة مسيرتها في خدمة الوطن والشعب وزيادة قدراتها المادية والروحية.
رصد المحور