هلال السلمان 
تربط مصادر سياسية متابعة بين التصعيد السعودي المتهور والجنوني ضد لبنان، وبين فشل أهداف مجزرة الطيونة التي ارتكبتها ميليشيا القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع في الرابع عشر من الشهر الماضي، فهدف هذه المجزرة سعوديا، كان جر حزب الله الى حرب أهلية وإغراق لبنان في الفوضى انتقاما لهزائم السعودية في اليمن، لكن حزب الله تصرف بمسؤولية وطنية عالية مع هذا الكمين، الذي وصفه الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في خطابه بعد المجزرة بأنه  "اللغم الاخير"، وأرسى معادلة الردع لمن تسول له نفسه التمادي، عبر الكشف عن العديد العسكري لحزب الله في لبنان، واضعا حدا نهائيا لأي مغامرة او تهور او حسابات خاطئة من قبل اي جهة لبنانية تجاه المقاومة . 
وتتابع المصادر في حديث لموقع "المحور الاخباري" انه امام هذا الواقع، وجد قادة الرياض  انفسهم عاجزين عن ضرب الحزب عبر أدواتهم في لبنان، حيث فشلوا طوال سنوات بجره الى حرب اهلية، وبالتالي وجدوا انه "لا بد من نزع القفازات والسعي الى الدخول مباشرة الى الحلبة في محاولة استهدافه من خلال الاجراءات التصعيدية الاخيرة، ومنها سحب السفير وليد البخاري وطرد السفير اللبناني من الرياض ومنع الصادرات اللبنانية"، وكانت البداية مع "شماعة" تصريحات وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي التي ادلى بها قبل ان يصبح وزيرا في الحكومة الجديدة ، لكن المسؤولين السعوديين لم يتأخروا كثيرا في كشف السبب الحقيقي لحملتهم المسعورة ألا وهي مواجهة حزب الله على خلفية تأييده ودعمه للشعب اليمني، وفي هذا السياق، جاءت تصريحات وزيرالخارجية السعودي فيصل بن فرحان قبل يومين ، الذي اكد ان الهدف من الحملة السعودية هو حزب الله، من خلال مزاعمه ان الحزب يهيمن على القرار في لبنان . 
وترى المصادر ان "الموقف الرسمي اللبناني لا زال الى الان متماسكا في وجه التصعيد السعودي، ولم يقدم تنازلات تمس الثوابت الوطنية ولم يرضخ للاملاءات السعودية" ، مشيرة في هذا المجال، الى تصريحات وزير الخارجية عبد الله بوحبيب الذي اكد في تصريح تلفزيوني مساء امس، ان حزب الله "مكون أساسي وقوي من المكونات اللبنانية"، نافيا "ان يكون الحزب مهيمنا على القرار الرسمي في لبنان" .