المقال السابق

حزب الله  حزب الله يندد بالقرار البريطاني ضد حماس 
21/11/2021

المقال التالي

لبنان دياب: اللبنانيون يريدون استكمال الاستقلال عبر التحرّر من الفساد
21/11/2021
رأي لماذا المعايير المزدوجة في قضايا الرأي العام ؟

 سامية فضل الله* 

بلا أدنى شك، أصبحت المشاعر الإنسانية الرقيقة، والأخلاق الرفيعة الراقية، في خبر كان عند معظمنا، وهذا ما تجلى واضحاَ في الأيام القليلة الماضية.. أخبار ملفقة وصور وتهكم، واتهامات رخيصة، طالت حارسة المرمى الإيرانية في منتخب السيدات لكرة القدم، وصلت حد التشكيك في جنسها.. وكل ذنبها انها تعاني من خلل في الهرمونات، أعطاها مظهراَ "رجولياَ".. لم يغفر لها تفوقها وتميزها في مجالها الرياضي، الذي اختارته، ولم يشفع لها تمثيلها دولياَ لبلد بحجم الجمهورية الاسلامية.. غابت الأخلاق الرياضية الرفيعة، التي طالما تغنينا بها، وحل مكانها تنمر بشع، وسخرية، ممن خلقه الله واكرمه، وفضله على كل خلقه.. هل ما حفلت به مواقع التواصل من تعليقات سلبية اعتراض على الخالق أم المخلوق؟! 
وما حدث في الأردن، تكرر في لبنان، وإن بصورة مختلفة.. أعني ما أثاره وصول فريق كرة القدم الإيراني إلى لبنان، من عاصفة اعلامية اتهامية هوجاء وجوفاء، والسبب، كما قيل، كثرة الحقائب المرافقة للفريق، ربما كانت تلك الحقائب تحمل رؤوساَ نووية، أو أسلحة دمار شامل!! من يدري؟! لكن في المقابل، لم نسمع تعليقاَ واحداَ على الفريق الأمني المدجج بالحقائب و"غير الحقائب"، والمرافق لفريق دولة الإمارات، بل كان التبرير جاهزاَ "إجراءات أمنية لابد منها لحماية فريقهم الرياضي".. وهذا ما يجعلنا نتساءل لماذا كل هذه الثورات الإعلامية المتكررة والغير مبررة، التي تطال كل ما يتصل بالجمهورية الإسلامية الإيرانية؟!
عندما تم تداول التصريح "الشهير" لوزير اعلامنا، بشأن الحرب على اليمن، قامت الدنيا ولم تقعد.. احتجاجات شديدة اللهجة، ومطالبات بالاعتذار العلني، وباستقالة الوزير المتمرد، كما تم سحب السفراء، وعلقت كل المعاملات التجارية، والتحويلات المالية، وهددت مئات العوائل بالترحيل من "مملكة الخير والأيادي البيضاء"، وكل من لف لفها.. ولن ننسَ ما أتحفتنا به صحفهم من مقالات، ومازالت، أقل ما يقال فيها أنها القمة في قلة الاحترام، وانعدام المهنية والموضوعية.. 
ونحن.. "احتجز" لنا رئيس وزراء، وأجبر على الظهور العلني(بصورة مهينة) لإعلان استقالته من منصبه، في الوقت الذي كان يقوم فيه بزيارة رسمية لدولة عربية "شقيقة".. فماذا فعلنا؟! وكيف عبرنا عن موقفنا، وعن استنكارنا؟! استنجدنا بمن باستطاعته أن يعيده لنا (قطعة واحدة غير مجزأة)، ثم أنكر وأنكرنا خبر احتجازه جملة وتفصيلاَ، حتى لا نغضب أحد.. فلقد كان دولة الرئيس "يستجم" في البلد الشقيق.. 
نحن أمة لا تعرف كيف تتفق، أو كيف تختلف.. إن كان على مستوى الأفراد أو الدول.. الاتفاقات بين الدول لا تعني أبداَ الطاعة العمياء، والانصياع التام، والخوف من إبداء أي رأي مختلف.. كما أن الاختلاف لا يعني العداوة والبغضاء والتنكيل بالآخر، بمختلف الأساليب والطرق.. التوافق بين الدول يجب أن يبقى محكوماَ بالسيادة التامة، والاحترام المتبادل، والندية بالعلاقات.. والاختلاف لا يتخطى حدود السياسات الداخلية أو الخارجية لأي دولة.. ومن الطبيعي جداَ في علاقات الدول الاختلاف في بعض القضايا، والاتفاق حول قضايا أخرى، وهذا تحدده المصلحة العامة، والتوازنات والمستجدات، التي تختلف باختلاف ظروف كل دولة.. لكن أين نحن من هذا المفهوم؟ سياستنا ضبابية، ومواقفنا "رجل بالبور ورجل بالفلاحة"، غير محددة وغير واضحة، يحكمها الخوف والتردد، وشعارنا "النأي بالنفس"، و"قوتنا في ضعفنا"، أما يدنا فممدودة للبعض ومغلولة عن البعض.. ومصالحنا واتفاقاتنا واختلافاتنا، يحددها لنا الآخرون.. ليس هكذا تدار البلاد، وتعمر الأوطان.

*ناشطة اعلامية 

 

بريد المحور

الكلمات المفتاحية

مقالات المرتبطة