المقال السابق

لبنان عون لا يمانع تمديد ولايته 
29/11/2021

المقال التالي

رياضة لبنان جدد فوزه على اندونيسيا بالتصفيات المؤهلة لبطولة العالم بكرة السلة
29/11/2021
رأي  عيوننا إليك ترحل كل يوم.. 

سامية فضل الله*

"فلسطين التي باتت تنادينا روابيها، غدا ألقى بها أهلي وأغرس كرمتي فيها، وأبعث صيحة الثوار في شتى روابيها.. أنا العربي" ..
كم مر من زمن، حين تغنينا بهذه الكلمات للمرة الأولى؟
خمسون عاماً؟ أو ربما ستون؟ فلسطين مازالت مغتصبة، وأهلها إما في بلاد الاغتراب، أو في المخيمات العربية، أو في السجون الاسرائيلية، أو أحياء عند ربهم يرزقون، والقلة القليلة -القليلة جدا- منهم، هم من صدقوا كذبة الوطن البديل على أرض غزة والضفة، ونسوا أو تناسوا الاطماع والاحقاد والاجرام للغاصب المحتل.. والصهيوني مازال على عهده، لن يهدأ ولن يرتاح حتى يرى حلمه الازلي وقد تحقق.. 
أما الاخ العربي فكم تغير.. لم تعد تعنيه القضية.. لم تعد تحركه الاعتداءات والاعتقالات، والقتل والتهجير.. فهو يلهث خلف سلام مجبول بدماء الأطفال، ودموع الارامل.. وعلاقات دبلوماسية وسياسية غير متكافئة، واتفاقيات اقتصادية وسياحية، مكتوبة بحبر الخذلان، وممهورة بالعار.. ظناً منه انه بذلك يخرج من دائرة الإرهابي، المعادي للسلام و"للسامية"، ليحجز له مكاناً في مصاف الدول الكبرى، ويصبح لاعباً أساسياً في صناعة القرارات الدولية.. 
واذا أراد ان يتفاعل، مع مستجدات القضية -ولو قليلاً- فإنه يعود لدفاتره القديمة شعرا أو نثرا أو مقالة.. يجتر ما كان يكتب أو يقال، وسريعاً ما يعود لمائدة طعامه الشهي، وغرفة نومه الوثيرة، وسيارته الفخمة.. معتقداً أنه منح القضية كل ما لها عليه من حق.. 
نعتذر منك أيتها القضية.. نعتذر من مدن فلسطين، وبساتين فلسطين، وأطفال فلسطين.. نعتذر من قدسك وأقصاك.. حتى المواقف المؤيدة، باتت تحرجنا أمام الدول العظمى.. تاريخنا وجغرافيتنا، نسعى جادين كي نغير ونحرف فيهما، فلابد ان نخرج من ماضينا وقضيتنا، إرضاءً لمن بيده الحل والربط.. وتلك الكلمات التي كنا نتغنى بها، لم يعد لها أي معنى..
يقولون: "بأيدينا سنعيد بهاء القدس".. عن أية أيدي يتحدثون؟! الأيدي العربية التي صافحت ووقعت وباعت!!! أم تلك الأيدي الصغيرة، التي تحمل "الكتاب" بيد وباليد الأخرى حجر؟ 
"لبيك يا علم العروبة.. كلنا نفدي الحمى".. عفواً ليس "كلنا"، بل بعض المؤمنين بعدالة القضية وانسانيتها وعالميتها.. وبعض الإخوة الحالمين بصلاة قدسية مقدسية.. وذلك الفلسطيني الذي لم ينسَ، ولم يصدق الكذبة، ولم يقنع بدولة مسخ.. وهو مؤمن بأن السلاح يجب ان يبقى "صاحي".. حتى لا يبقى" طفل المغارة وامه"، باكيان، وتعود "شوارع القدس العتيقة" لروادها القدامى.. وحتى لا تبقى المساجد والكنائس حزينة مهجورة، وتبقى "الدرب الى السماء" مفتوحة.. وتمحى آثار "القدم الهمجية".. والى أن "تزهر الشبابيك"، وتعود البيوت لأصحابها من جديد.. ستبقى "عروس عروبتنا"، منتفضة، وستصرخ بوجه مغتصبيها، إنها بعد الآن لن تصمت، حتى يغادر كل "الزناة" غرفتها.. والصرخات المكبوتة، ستغادر الحناجر، بدوي يحاكي دوي المدافع "بلكي بيوعى الضمير" .. وأما اليد فيجب ان تبقى على الزناد، حتى زوال جميع "الحدود"، وحتى لا تبقى هوية الفلسطيني مخبأة "بشي حيط"..
*ناشطة اعلامية 

بريد المحور

الكلمات المفتاحية

مقالات المرتبطة