المقال السابق

لبنان  عون : أؤيد الدعوة لجلسة للحكومة ولو تمت مقاطعتها 
14/12/2021

المقال التالي

إقليمي إيران تندد بزيارة بينيت للإمارات وتؤكد  ضررها لأمن المنطقة
14/12/2021
حزب الله الشيخ قاسم : سلاحنا وضع حدا للعدو الصهيوني 

اكد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أنه "لا يحق لمن خرَّب لبنان بالحروب الأهلية والحروب الداخلية والمجازر التي ‏اُرتكبت أن يرسم صورة لبنان المستقبل ويدَّعي  أنه يمثلها"، وشدد على ان سلاح المقاومة مشرع وهو لمقاتلة العدو ، رافضالاتدخلات الاميركية السافرة في الشأن اللبناني مستخدمة ادواتها من فلول 14 آذار . 

فيما يلي الكلمة التي ألقاها الشيخ قاسم في لقاء ‏تجمع العلماء المسلمين، ومما جاء فيها:  ‏
أولًا توجد حملة ممنهجة ومنظمة على حزب الله وحلفائه وعلى المقاومة في لبنان وفي ‏المنطقة، هذه الحملة تديرها أمريكا، ويعمل مع أمريكا الأتباع الذين يوجهون ويتقاضون ‏الأموال  من أجل السير في هذه الحملة، وينخرط فيها بقايا 14 آذار في لبنان، وبعض ‏جماعات المجتمع المدني الذين تديرهم السفارة الأمريكية  في لبنان، وعناوين الحملة واحدة ‏ضد حزب الله وضد المقاومة وضد سلاحها. هم يعتبرون أن كل ما يحصل من مشاكل ‏وتعقيدات وأخطار في لبنان يُرَدُّ إلى المقاومة من أجل تشويه صورتها، ظنًا منهم أنهم بذلك ‏يُسقطونها في نظر الناس، الهدف هو تشويه الصورة وقلب الحقائق لكسب التأييد الدولي ‏والمال الخليجي، من أجل التأثير في نتائج الانتخابات النيابية القادمة، لأنهم يعوِّلون عليها في ‏التغيير  وفي الحصول على أكثرية متقدمة، للأسف أن الزمن غلبهم في الفترة السابقة، فصحوا ‏على نتائج باهرة للمقاومة، لم يعلموا ولم يدركوا كيف استطاعت هذه المقاومة الضعيفة عددًا ‏وعدَّة أن تسطع في بضع عقود لا تتجاوز أربعة عقود كل هذه التحديات والصعوبات ‏والعقبات وإسرائيل التي تدَّعي أنها لا تقهر، والوضع الدولي الذي يساندها لتكون علمًا ‏مضيئًا يربح وينجح في لبنان، ويحرك المنطقة بأسرها لمصلحة شعوبها حتى تقف بوجه ‏الاحتلال وبوجه الظلم والاستعلاء. ‏

 لقد هالهم أن تحصل هذه النتائج، لذا وجدوا أنفسهم أمام لبنان القوي، وثلاثية الجيش ‏والشعب والمقاومة، ولم يتمكنوا خلال الفترة السابقة من أن يخدشوا  العلاقة بين الثلاثي، ولم ‏يتمكنوا أيضًا من إعادة لبنان القوي إلى لبنان الضعيف،       وهذه مشكلة حقيقية واجهتهم. ‏

لقد احتشد المستكبرون وعلى رأسهم أمريكا وعملاؤهم في المنطقة وراء إسرائيل في ‏عدوان سنة 2006 وكان عنوان العدوان سحق حزب الله، لإلغاء كل شيء اسمه مقاومة في ‏المنطقة. فهالهم أن الحزب انتصر عليهم وأصبح أقوى وأصلب من ذي قبل، وانقلب السحر ‏على الساحر. ‏
لبنان الذي نريد هو لبنان المحرَّر من الاحتلال الذي لا يقبل التبعية لأحد، ويكون ‏محميًا بثلاثي الجيش والشعب والمقاومة، وبتوازن الردع مع إسرائيل، ولا يحمي ‏الفاسدين والمفسدين ، وأن تكون السلطة في خدمة الناس لا أن يكون الناس في ‏خدمة السلطان. هذه رؤيتنا للبنان الذي نريده. ‏

لا يحق لمن خرَّب لبنان بالحروب الأهلية والحروب الداخلية والمجازر التي ‏اُرتكبت أن يرسم صورة لبنان المستقبل ويدَّعي  أنه يمثلها، نحن لا نريد لبنان على ‏شاكلة هؤلاء الذين يمتهنون الفتن والحروب الأهلية، ولا يحق لمن يفضل إسرائيل على ‏الفئة المجاهدة المقاومة في لبنان أن يتصدر المشهد وأن يُعطي هذه الصورة عن لبنان. ‏من ضحَّى من أجل لبنان، من أجل كرامة لبنان، من أجل معنويات لبنان، هم الأولى أن ‏يمثلوا هذا البلد، من الذين ضحوا بلبنان من أجل سيطرتهم وأنانيتهم وعنصريتهم.‏
قولوا ما تريدون حول لبنان، ونحن نقول ماذا نريد حول لبنان، لا يتحملون أن نقول رأينا ‏بلبنان كما نريد، لأنهم يعتبرون أن هذا الرأي قوي ومدعوم بالحجة، مدعوم بالتضحيات، ‏وبالتالي سيغلبهم، فيلجأون إلى الشتائم والصراخات وتعميم بعض المواقف من أجل أن يحدثوا ‏ضجة في البلد ليقولوا أن هذه الضجة هي الحقيقة، ، "وأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع ‏الناس فيمكث في الأرض"، هذا الصراخ لا قيمة له، وبالتالي تعالوا لنقول رأينا وتقولوا آراءكم ‏وليحكم الناس على ما تقولون وما نقول.‏
المقاومة من هذا الشعب اللبناني، وتضحيات أبنائها بكل فصائلها من الشيخ إلى المرأة ‏إلى الشاب إلى الطفل هؤلاء حرروا هذا البلد من إسرائيل، المقاومة تصدت للفتنة، بل ‏تصدت للفتن المتنقلة التي تكررت ولكنها لم تتمكن من أن تستمر بسبب موقف المقاومة ‏وحلفاؤها، وآخرها الفتنة الكبرى التي قامت بها القوات اللبنانية بإحداث مجزرة في الطيونة ‏من أجل أن يجرونا  إلى معركة داخلية يمكن أن تؤدي إلى حربٍ أهلية، لاعتقادهم أن هذا ‏الأمر ينفعهم في قيادة لبنان المستقبل المنهار بفعل أعمالهم العدوانية والإجرامية، ولكن حكمة ‏وصبر قيادي حزب الله وحركة أمل وجمهور المقاومة بشكل عام هو الذي فوَّت هذه الفرصة، ‏فانقلب السحر على الساحر، ولم ننجر إلى ما يريدون.‏

سلاح المقاومة هو لمقاومة إسرائيل ومواجهة احتلالها، والكل يعلم بأنه لولا المقاومة لما ‏خرجت من لبنان، عندما دخلت إسرائيل سنة 1982 قالت بأنها تريد القضاء على المقاومة ‏الفلسطينية، ثم أخرجت الفلسطينيين المسلحين إلى تونس حتى يبعدوا عن حدود فلسطين، ‏واعتقدت إسرائيل أن الأمر انتهى، ولكن مع ذلك بقيت محتلة، ومن سنة 1985 إلى سنة ‏‏200، 15 سنة وهي تحتل أراضي واسعة في الجنوب، معنى ذلك أن إسرائيل توسعية وتريد ‏القضاء على فكرة المقاومة، من الذي ألزم إسرائيل أن تخرج سنة 2000؟ المقاومة، كل ‏القرارات الدولية لا معنى ولا قيمة لها، القرار 425 صدر في سنة 1978 وبقي إلى سنة ‏‏2000، يعني 22 سنة ، وهو يقول بخروج إسرائيل من لبنان ولم تخرج شبرًا واحدًا بسبب ‏القرار، الذي ألزمها بالخروج وحقَّق التحرير هو المقاومة، وهذا أمر معروف بالوقائع والأدلة. ‏من هنا نحن نعلم أن إسرائيل هذه لا يمكن أن ترتدع إلا بقوة السلاح، لا الوضع الدولي ‏ينفعنا ، ولا الأخلاقيات تنفع، ولا أي نقاش  وأي حوار وتسوية.‏

أنتم ترون اليوم كل الصحف ووسائل الإعلام تتحدث يوميًا عن تهديدات إسرائيل للبنان ‏وللفلسطينيين، لإيران وللعالم، ودائمًا منطقها أنها تريد أن تهجم وأن تقاتل وأن تعتدي لتحقق ‏أهدافها، والعالم المستكبر لا يحرك ساكنًا، كيف نواجه إسرائيل؟ لولا وجود سلاح حزب ‏الله، ووجود المقاومة بكل فصائلها، ووجود توزان الردع في لبنان، هل كان يمكن أن يكون ‏لبنان منذ سنة 2006 حتى الآن آمنًا؟ أبدًا، كان يمكن أن تحتله إسرائيل مرة أخرى وتكمل ‏مشروع التوطين الذي تريده، وتأخذ أجزاءًا منه عندما ترى لبنان ضعيف ولا قدرة له على ‏المقاومة، ولكن لأن لبنان قوي بمقاومته وجيشه وشعبه هي لا تتجرأ أن تقوم بهذا الأمر ‏وتحسب ألف حساب، ومع ذلك تهديداته دائمة. ‏
أسأل أولئك الذين يرفضون المقاومة: كيف تواجهون إسرائيل إذا اعتدت؟ وكيف تمنعونها ‏من العدوان؟ وكيف تحررون هذه الأرض؟ سيقولون نلجئ إلى مجلس الأمن، لقد جرَّبنا مجلس ‏الأمن، فمجلس الأمن مع إسرائيل وليس مع الحق، جربنا الدول الكبرى ، والدول الكبرى ‏تقلب المجرم الإسرائيلي مدافعًا عن نفسه والطفل الفلسطيني الذي يقاتل من أجل أن يحمي ‏بلده وأهله مجرمًا، كيف يمكن الاعتماد عليهم.‏
سلاحنا هو الذي يوقف إسرائيل عند حدها، سلاحنا هو الذي يحرر أرضنا، سلاحنا ‏هو الذي يوجد الردع في منطقتنا، سلاحنا هو الذي يحقق عزة وقوة لبنان، وقوة حضور ‏المقاومين في المنطقة، سلاحنا هو الذي يمنع إسرائيل من أن تعتدي علينا. ‏
فإذًا الذين يرفضون سلاحنا ماذا يريدون؟ يقولون السلاح يجب أن يكون بيد الدولة، لا ‏مشكلة، ولكن: هل سلاح الدولة يحمي من إسرائيل؟ فالجيش اللبناني ممنوع عليه أن يملك ‏قدرات تمكنه من المواجهة وهو عنده أهلية لذلك ولكن لا يتركونه. إذًا نحن في هذه الحالة ‏يجب أن نكون مساندين ومساعدين، المقاومة في لبنان ليست بدلًا عن الجيش، المقاومة في ‏لبنان هي مساندة ومساعدة من أجل التحرير.  وإلًا أعطونا حلاًّ آخر لنحرر وندافع!‏
الجماعة التي ترفض سلاح المقاومة لا مشكلة عندهم أن يتم احتلال لبنان، ولا مشكلة ‏لديهم أن يطبعوا مع إسرائيل، ولا مشكلة لديهم مهما وصلت النتائج. أما نحن فعندنا ‏مشكلة، ولذلك نعبر عن موقفنا وقناعتنا بمواجهة العدو وليس مواجهتكم أنتم. ‏
أنصحكم أن لا تكونوا أدوات للعدو بشكل غير مباشر وغير مقصود، لأنه أكيد هناك ‏أناس يطالبون بنزع سلاح المقاومة وهم لا يعرفون الأبعاد والأهداف (مع حسن الظن بهم)، ‏ففكروا بالنتيجة، أي طريق يقيم بنتائجه، إذا كان رفع السلاح في البلد ونزع السلاح في البلد ‏يؤدي إلى احتلال وعدوان إسرائيلي يجب أن نحافظ عليه. على كل حال بعض الذين ‏يضعون قاعدة نزع السلاح من أجل أن يكون السلاح حصريًا بيد الدولة هم يعرفون تمامًا أن ‏هذا من مصلحة إسرائيل وتقويتها، ويعلنون هذا الموقف.‏

نحن احتكمنا إلى الشعب اللبناني حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه، مع الشعب قاتلنا، من ‏خلال الشعب وصلنا إلى المجلس النيابي، من خلال هذا الشعب كنا أعضاء في الحكومة ‏اللبنانية، الآن نحن أقوياء لأن لدجينا إلتفاف شعبي كبير، السلاح وسيلة لمواجهة إسرائيل، ‏وأداة لمواجهة إسرائيل، لكن قلوب الناس المحبة التي تتعاطف وتتكاتف معنا وتدعمنا بكل ‏أشكال الدعم، هؤلاء هم الأصل وهم الأساس وهم الذين اختارونا ، وقوتنا في لبنان داخل ‏لبنان هم هؤلاء الذين نمثلهم. لم نستعمل سلاحنا في الداخل ولن نستعمله في الداخل، ترونا ‏نذهب إلى مراكز الاقتراع، في مركز نربح وآخر نخسر، ضمن تركيبة الدولة نتوفق أن نوصل ‏أحدا ونفشل أن نوصل عشرة، لأنها تركيبة البلد وطبيعته فنعمل وفق الدستور وكل هذه ‏الترتيبات القائمة.‏
لقد ضجَّ منكم ممولوكم، نحن نعرف أن السفارة الأمريكية أرسلت بطلبكم واجتمعت ‏معكم السفيرة الأمريكية، واجتمع معكم وليم بيرنز عندما أتى إلى لبنان وشتمكم لأن لا ‏نتائج حيوية على الأرض، وعدتم السفيرة بالملايين في التظاهر فتبين أن التظاهرة ألف أو ‏ألفان في الذكرى السنوية ل، 17 تشرين، لامتكم على الوعود التي لا تستطيعوا تحقيقها، ‏لأنكم تفتعلون حضوراً من غير التأييد الشعبي، ولا يصح الحضور بالتأييد الأجنبي، ولا بالدعم ‏الدولي أو الإقليمي أو ما شابه، يجب أن يكون حضوركم وتمثيلكم على أساس اختيار الناس، ‏فالذي يملك شعبية تؤيده ولو كانوا مائة يساوون ألفا ينزلون في لحظة توزيع الأموال ويختفون ‏بعدها من الحضور.‏
نحن نعتبر أن عملنا في لبنان مشروع ويجب أن نستمر بقناعاتنا، للأسف بعض رؤوساء ‏الأحزاب اللبنانية يرفعون الصوت ضد حزب الله لاستدراج المساعدات المالية للانتخابات ‏النيابية، هذا عيب، أن يكون الهدف من مواجهتنا ليس من أجل الموقف وإنما التمويل ‏الأجنبي ليكون لكم دور في الانتخابات، لقد هزلت، على كل حال: لا يصلح العطار ما ‏أفسد الدهر.‏
صدرت تعليمة منذ فترة لكل الأبواق المأجورة والمستزلمة تتحدث عن الاحتلال ‏الإيراني في لبنان، اليوم أين هو هذا الاحتلال الإيراني ؟ اعلموا أن هذا شيء من ‏الإفلاس لأن لا منطق لديكم ولا دليل، وهذا الذي تفعلونه سيزيد المقاومة والمقاومين ‏إصرارًا  وتمسكًا، وسيزيد أهل المقاومة وحلفاءها إلتفاف حولها، لأنهم يرون أن هناك ‏ظلم وإساءة، وهذه الإساءة موجهة إلى المقاومة وإلى عظمتها البعيدة عنكم. ‏

نحن لم نكن يومًا إلا واضحين وصريحين من اليوم الأول وقلنا إن إيران تدعمنا بالمال ‏والسلاح علنًا، ولكن لم تأخذ شيئًا لها، دلُّوني على شيء واحد أخذته إيران لمصلحتها، ‏بكل ما حققناه لمصلحتنا، الأرض التي حررناها هي أرضنا، والمجاهدون الذين جاهدوا هم ‏شبابنا وشاباتنا، والنتائج التي حصلت في لبنان هي لدينا ومعنا، وكل الإمكانات التي تعطيها ‏إيران وآخرها المازوت الإيراني هو لمصلحة الشعب اللبناني، وهذا موثق بالدليل العملي الذي ‏انتشر في كل لبنان. بينما أنتم لا تتكلمون عن مصادر تمويلكم، ويقولون أنها تبرعات من ‏بعضهم البعض! نحن نعلم أنكم تقبضون من أمريكا ومن بعض دول الخليج، كونوا جريئين ‏وأعلنوا ذلك. أسأل سؤال: لماذا يعطوكم الأموال؟ لأنهم يريدون منكم أن تسخروا لبنان ‏لسياساتهم، فرق كبير بيين ما نأخذه من إيران لمصلحتنا ومصلحة لبنان، وبين ما تأخذونه من ‏أمريكا وبعض دول الخليج لتسخروا لبنان لمصالحهم. أنتم تخربون ولا تعمرون. على كل حال ‏أقول بكل وضوح: المقاومة كالشمس لا يُطفئها صياحكم، وأمرنا إلى الله تعالى ونضع ‏الكمامات لنتقي تلوث البيئة. ‏
اليوم هناك تجاذب كبير حصل حول القاضي بيطار، تحول القاضي بيطار إلى مشكلة، ‏ناس معه وآخرين ضده، والسبب الأساسي أنه خرج عن العدالة إلى مصلحة الاستنسابية، ‏وكان واضحًا أنه يستهدف فريق في لبنان وهو فريق المقاومة وحلفائها ومن معها، لماذا لا ‏نعالج هذه المشكلة؟ هناك ثلاثة طرق لمعالجة هذه المشكلة: من خلال مجلس القضاء ‏الأعلى، ومن خلال المجلس النيابي، ومن خلال الحكومة، قبل أن يدَّعي أحد أنه بريء ولا ‏علاقة له وأن المؤسسات يجب أن تسير بشكل عادي وطبيعي، فليعالج المشكلة قبل ان ‏تكبر، نحن عندما نصر على معالجة مشكلة البيطار لأننا لا نريد لها أن تكبر أكثر، نريد أن ‏تسير العدالة بمسارها الطبيعي، وأهل الضحايا وشهداء المرفأ يأخذوا حقوقهم، ويُعرف من هو ‏المذنب ومن هو المقصِّر، ويحاسب على العمل ولكن بعدالة، فأين العدالة إذا كان يوجد ‏عددًا من الأشخاص الآن قيد الاعتقال والقاضي نفسه يقول هؤلاء ليسوا مذنبين، لماذا ‏الاستمرارية في اعتقالهم؟ فمن يريد الحل عليه أن يذهب لحل المشكلة. ‏
أما في موضوع سعر صرف الدولار وارتفاعه، أعتقد أن هناك مجموعة من الإجراءات ‏يستطيع المسؤولون أن يقوموا بها، مثلًا: ألا تستطيع الحكومة برئيسها وبعض أعضائها أن ‏يتخذوا قرارًا له علاقة برصد المواقع التي ترفع الأسعار وتؤثر معنويًا ونفسيًا على الناس فيصبح ‏السعر مرتفعًا من منصات غريبة أو منحرفة أو متآمرة، فإذا وضعوا يدهم على هذه المنصات ‏يمكن أن يستقر أكثر سعر الدولار، يمكن للقوى الأمنية والمعلةومات والمخابرات أن يكتشفوا ‏من هم الذين يبثون هذه المعلومات الخاطئة التي تؤثر على الناس، فالعمل لا يحتاج إلى ‏تعقيدات كبيرة، بالتقنية كله يظهر ويُكشف.‏
أمر آخر: هل الحل دائمًا يكون بالبحث عن كيفية ردم خسائر المصرف المركزي ‏والمصارف على حساب المودعين، فلنقلب المعادلة، لنقول أن الأصل هو حقوق المودعين، ‏كيف نصل إلى حقوق المودعين، بالتأكيد هناك مصارف يجب أن تُقفل، خذوا قرار أن ‏تفتحوا مصارف جديدة، والغوا المصارف القديمة ، وقوموا بإجراء بهيكلة معينة حتى يتحمل ‏أولئك الذين تاجروا بأموال الناس وتصرفوا بشكل غير صحيح لمصلحة المودعين، يوجد حلول ‏ولكن المفروض التصدي لها.‏
حزب الله شكَّل لجانًا انتخابية على مستوى كل المناطق اللنانية والقطاعات والشعب ‏والأحياء، وبدأ بإجراء اتصالات مع الحلفاء من أجل التهيئة للانتخابات النيابية القادمة، ‏نحن حريصون أن تجري هذه الانتخابات في موعدها ومتحمسون لها، لأنه أولًا تطبيق ‏للقانون، وثانيًا من المفيد بعد هذه الفترة الطويلة من الزمن أن يحصل تجديد في الحياة ‏السياسية حتى نرى ماذا يختار الناس، ونحن نقبل بأي خيار يختاره الناس، ومهما كان ‏هذا الخيار، ولذلك نحن مع الانتخابات النيابية، وإن شاء الله تجري في موعدها، ولا ‏نرى مؤشرات من عدم إجرائها في موعدها، وسنعمل لنكون أقوياء وممثلين للشعب ‏اللبناني بأقصى ما يمكننا ذلك، وبالناية الشعب هو الذي يقول كلمته ونحن نقبل بهذه ‏الكلمة.‏
معروف أن الدولة هي المسؤولة عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلد، حزب الله ‏عندما رأى أن الدولة لا تقوم بالجهود المطلوبة وبدأت تتدهور، حاول أن يقوم بعملية تكافل ‏اجتماعي بالقدر الذي يستطيعه، فقمنا بأنشطة لها علاقة بمساعدات تموينية، ومساعدات ‏بالأدوية والطبابة، ومساعدات في ترميم بعض المنازل، أثناء كورونا ولا زلنا حتى الآن، آلاف ‏من الأخوة والأخوات يعملون لمواجهة هذا الوباء على مستوى لبنان، وقمنا باستقدام المازوت ‏الإيراني في لحظة لم تكن هذه المادة متوفرة، فوفرناها لكل اللبنانيين من دون استثناء، ولمن ‏يرغب بذلك، والآن مشروع التدفئة أيضًا لكل اللبنانيين لمن يرغب بذلك، هذا ما نستطيعه، ‏وطبعًا هذا لا يكفي ولكن بحسب القدرة، وهذا عملٌ مرممٌ لأخطاء وتقصير الدولة، لأن ‏الدولة هي المسؤولة وهي التي تتقاضى الضرائب، وهي التي تملك الموازنات والإمكانات، نحن ‏كحزب لا نملك الإمكانات الواسعة لنقدم ومع ذلك نقدم أقصى ما نستطيع قربة إلى الله ‏تعالى.‏
بالنسبة إلى أحداث مخيم برج الشمالي، هذه أحداث مرفوضة جملة وتفصيلًا مهما كانت ‏المبررات، ويجب أن يُحاسب المرتكب أو المرتكبون حتى ولو كانوا أفرادًا وتصرفوا بقناعات منهم ‏ليأخذ الجميع الدرس، لأننا يجب أن نحافظ على أهلنا في المخيمات كما في باقي لبنان بعيدًا ‏عن سلاح الفتنة، وبعيدًا عن تصفية الحسابات بطريقة عسكرية، وبعيدًا عن إثارة القلاقل ‏التي تربك الناس، أتمنى أن يقدر المسؤولون من كل الأطراف أن يصلوا إلى نتيجة حاسمة في ‏هذا الأمر. ‏
إسرائيل خطر حقيقي ضد الفلسطينيين وضد كل المنطقة وضد كل العالم، كل تصريحات ‏إسرائيل عدوانية وهجومية وقتالية، اليوم تفتعل مشكلة اسمها النووي الإيراني، لماذا؟ لصرف ‏النظر أنها الظالمة والمفسدة ولتقول أن إيران تشكل الخطر تعالوا نتوجه ضد إيران حتى لا يرى ‏العالم ما تفعله إسرائيل من قتل للفلسطينيين وأطفالهم، وتهديم لمنازلهم، وأسر لشبابهم، وكل ‏الأعمال الشنيعة التي ترتكبها إسرائيل.يجب أن نسلط الضوء دائمًا على إسسرائيل أنها خطر ‏حقيقي ليس على فلسطين فقط وإنما على كل المنطقة، الحمد لله توفقنا بوجود المجاهدين ‏الفلسطينيين من الرجال والنساء الذين يمثلون الشرف والكرامة والعطاءات العظيمة نيابة عن ‏كل الأمة.‏

نؤكد مجددًا أن التطبيع الذي يجري من قبل بعض دول الخليج هو خيانة حقيقية لأنه ضد ‏الشعب الفلسطيني، ولأنه يعطي ورقة براءة للإسرائيليين، بل ثمن التطبيع المزيد من احتضان ‏إسرائيل من قبل هذه الدول واستثمار إمكاناتها وأموالها لخدمة المشروع الإسرائيلي، وهذا ‏خطر. لا تظنوا أن هذا التطبيع سيقلب المعادلة ويمنع المقاومة من الاستمرار، لا، سيزيد ‏المقاومة إصرارًا على العطاء والتضحيات الكبيرة.‏
بالنسبة للاتفاق النووي، إيران واضحة تقول بأنها تريد العودة إلى الاتفاق كما كان في ‏سنة 2015، وكل العقوبات التي فُرضت من وقتها حتى الآن نريد أن تلغى، لم تطالب ‏بشيء جديد، تريد العودة إلى الاتفاق، بينما الأمريكي ومعه الأوروبيين يريدون التخفيف من ‏العودة للاتفاق ليبقوا بعد على أسلحة الضغط على إيران ليأخذوا منها أشياء يريدونها، إيران ‏لن تعطي، والواضح أنها تعمل موازنتها على أساس أنه لا اتفاق نووي، وواضح أنها تؤسس ‏على أساس قد لا تستجيب أمريكا، المدان هو أمريكا ومن معها عندما لا تعود إلى كامل ‏الاتفاق كما كان. ‏
نختم بتحية كبيرة لليمن، اليمن المجاهد الذي ضحى وواجه العدوان السعودي الأمريكي ‏والدولي، ولا زال صابرًا حتى الآن، وغن شاء الله يتوفقون لتحرير مأرب، ومعروف الحل ‏باليمن، وأنصار الله في ياليمن يقولون أنهم حاضرون للحل، أي حل فيه جلسات حوار ، ‏يتفقون بالسياسة على ما يمكن أن يطمئن ويريح الأطراف المختلفة، مع وقف إطلاق النار ‏وفك الحصار، السعودية تريد وقف إطلاق النار ولا تريد فك الحصار! فاليمنيون مصممون ‏ولن يتراجعوا ولن يتازلوا عن حقوقهم وهذا بلدهم ومن حقهم أن يقرروا ماذا يريدون.‏

العلاقات الاعلامية

الكلمات المفتاحية

مقالات المرتبطة