اكد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أنه "لا يحق لمن خرَّب لبنان بالحروب الأهلية والحروب الداخلية والمجازر التي اُرتكبت أن يرسم صورة لبنان المستقبل ويدَّعي أنه يمثلها"، وشدد على ان سلاح المقاومة مشرع وهو لمقاتلة العدو ، رافضالاتدخلات الاميركية السافرة في الشأن اللبناني مستخدمة ادواتها من فلول 14 آذار .
فيما يلي الكلمة التي ألقاها الشيخ قاسم في لقاء تجمع العلماء المسلمين، ومما جاء فيها:
أولًا توجد حملة ممنهجة ومنظمة على حزب الله وحلفائه وعلى المقاومة في لبنان وفي المنطقة، هذه الحملة تديرها أمريكا، ويعمل مع أمريكا الأتباع الذين يوجهون ويتقاضون الأموال من أجل السير في هذه الحملة، وينخرط فيها بقايا 14 آذار في لبنان، وبعض جماعات المجتمع المدني الذين تديرهم السفارة الأمريكية في لبنان، وعناوين الحملة واحدة ضد حزب الله وضد المقاومة وضد سلاحها. هم يعتبرون أن كل ما يحصل من مشاكل وتعقيدات وأخطار في لبنان يُرَدُّ إلى المقاومة من أجل تشويه صورتها، ظنًا منهم أنهم بذلك يُسقطونها في نظر الناس، الهدف هو تشويه الصورة وقلب الحقائق لكسب التأييد الدولي والمال الخليجي، من أجل التأثير في نتائج الانتخابات النيابية القادمة، لأنهم يعوِّلون عليها في التغيير وفي الحصول على أكثرية متقدمة، للأسف أن الزمن غلبهم في الفترة السابقة، فصحوا على نتائج باهرة للمقاومة، لم يعلموا ولم يدركوا كيف استطاعت هذه المقاومة الضعيفة عددًا وعدَّة أن تسطع في بضع عقود لا تتجاوز أربعة عقود كل هذه التحديات والصعوبات والعقبات وإسرائيل التي تدَّعي أنها لا تقهر، والوضع الدولي الذي يساندها لتكون علمًا مضيئًا يربح وينجح في لبنان، ويحرك المنطقة بأسرها لمصلحة شعوبها حتى تقف بوجه الاحتلال وبوجه الظلم والاستعلاء.
لقد هالهم أن تحصل هذه النتائج، لذا وجدوا أنفسهم أمام لبنان القوي، وثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، ولم يتمكنوا خلال الفترة السابقة من أن يخدشوا العلاقة بين الثلاثي، ولم يتمكنوا أيضًا من إعادة لبنان القوي إلى لبنان الضعيف، وهذه مشكلة حقيقية واجهتهم.
لقد احتشد المستكبرون وعلى رأسهم أمريكا وعملاؤهم في المنطقة وراء إسرائيل في عدوان سنة 2006 وكان عنوان العدوان سحق حزب الله، لإلغاء كل شيء اسمه مقاومة في المنطقة. فهالهم أن الحزب انتصر عليهم وأصبح أقوى وأصلب من ذي قبل، وانقلب السحر على الساحر.
لبنان الذي نريد هو لبنان المحرَّر من الاحتلال الذي لا يقبل التبعية لأحد، ويكون محميًا بثلاثي الجيش والشعب والمقاومة، وبتوازن الردع مع إسرائيل، ولا يحمي الفاسدين والمفسدين ، وأن تكون السلطة في خدمة الناس لا أن يكون الناس في خدمة السلطان. هذه رؤيتنا للبنان الذي نريده.
لا يحق لمن خرَّب لبنان بالحروب الأهلية والحروب الداخلية والمجازر التي اُرتكبت أن يرسم صورة لبنان المستقبل ويدَّعي أنه يمثلها، نحن لا نريد لبنان على شاكلة هؤلاء الذين يمتهنون الفتن والحروب الأهلية، ولا يحق لمن يفضل إسرائيل على الفئة المجاهدة المقاومة في لبنان أن يتصدر المشهد وأن يُعطي هذه الصورة عن لبنان. من ضحَّى من أجل لبنان، من أجل كرامة لبنان، من أجل معنويات لبنان، هم الأولى أن يمثلوا هذا البلد، من الذين ضحوا بلبنان من أجل سيطرتهم وأنانيتهم وعنصريتهم.
قولوا ما تريدون حول لبنان، ونحن نقول ماذا نريد حول لبنان، لا يتحملون أن نقول رأينا بلبنان كما نريد، لأنهم يعتبرون أن هذا الرأي قوي ومدعوم بالحجة، مدعوم بالتضحيات، وبالتالي سيغلبهم، فيلجأون إلى الشتائم والصراخات وتعميم بعض المواقف من أجل أن يحدثوا ضجة في البلد ليقولوا أن هذه الضجة هي الحقيقة، ، "وأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"، هذا الصراخ لا قيمة له، وبالتالي تعالوا لنقول رأينا وتقولوا آراءكم وليحكم الناس على ما تقولون وما نقول.
المقاومة من هذا الشعب اللبناني، وتضحيات أبنائها بكل فصائلها من الشيخ إلى المرأة إلى الشاب إلى الطفل هؤلاء حرروا هذا البلد من إسرائيل، المقاومة تصدت للفتنة، بل تصدت للفتن المتنقلة التي تكررت ولكنها لم تتمكن من أن تستمر بسبب موقف المقاومة وحلفاؤها، وآخرها الفتنة الكبرى التي قامت بها القوات اللبنانية بإحداث مجزرة في الطيونة من أجل أن يجرونا إلى معركة داخلية يمكن أن تؤدي إلى حربٍ أهلية، لاعتقادهم أن هذا الأمر ينفعهم في قيادة لبنان المستقبل المنهار بفعل أعمالهم العدوانية والإجرامية، ولكن حكمة وصبر قيادي حزب الله وحركة أمل وجمهور المقاومة بشكل عام هو الذي فوَّت هذه الفرصة، فانقلب السحر على الساحر، ولم ننجر إلى ما يريدون.
سلاح المقاومة هو لمقاومة إسرائيل ومواجهة احتلالها، والكل يعلم بأنه لولا المقاومة لما خرجت من لبنان، عندما دخلت إسرائيل سنة 1982 قالت بأنها تريد القضاء على المقاومة الفلسطينية، ثم أخرجت الفلسطينيين المسلحين إلى تونس حتى يبعدوا عن حدود فلسطين، واعتقدت إسرائيل أن الأمر انتهى، ولكن مع ذلك بقيت محتلة، ومن سنة 1985 إلى سنة 200، 15 سنة وهي تحتل أراضي واسعة في الجنوب، معنى ذلك أن إسرائيل توسعية وتريد القضاء على فكرة المقاومة، من الذي ألزم إسرائيل أن تخرج سنة 2000؟ المقاومة، كل القرارات الدولية لا معنى ولا قيمة لها، القرار 425 صدر في سنة 1978 وبقي إلى سنة 2000، يعني 22 سنة ، وهو يقول بخروج إسرائيل من لبنان ولم تخرج شبرًا واحدًا بسبب القرار، الذي ألزمها بالخروج وحقَّق التحرير هو المقاومة، وهذا أمر معروف بالوقائع والأدلة. من هنا نحن نعلم أن إسرائيل هذه لا يمكن أن ترتدع إلا بقوة السلاح، لا الوضع الدولي ينفعنا ، ولا الأخلاقيات تنفع، ولا أي نقاش وأي حوار وتسوية.
أنتم ترون اليوم كل الصحف ووسائل الإعلام تتحدث يوميًا عن تهديدات إسرائيل للبنان وللفلسطينيين، لإيران وللعالم، ودائمًا منطقها أنها تريد أن تهجم وأن تقاتل وأن تعتدي لتحقق أهدافها، والعالم المستكبر لا يحرك ساكنًا، كيف نواجه إسرائيل؟ لولا وجود سلاح حزب الله، ووجود المقاومة بكل فصائلها، ووجود توزان الردع في لبنان، هل كان يمكن أن يكون لبنان منذ سنة 2006 حتى الآن آمنًا؟ أبدًا، كان يمكن أن تحتله إسرائيل مرة أخرى وتكمل مشروع التوطين الذي تريده، وتأخذ أجزاءًا منه عندما ترى لبنان ضعيف ولا قدرة له على المقاومة، ولكن لأن لبنان قوي بمقاومته وجيشه وشعبه هي لا تتجرأ أن تقوم بهذا الأمر وتحسب ألف حساب، ومع ذلك تهديداته دائمة.
أسأل أولئك الذين يرفضون المقاومة: كيف تواجهون إسرائيل إذا اعتدت؟ وكيف تمنعونها من العدوان؟ وكيف تحررون هذه الأرض؟ سيقولون نلجئ إلى مجلس الأمن، لقد جرَّبنا مجلس الأمن، فمجلس الأمن مع إسرائيل وليس مع الحق، جربنا الدول الكبرى ، والدول الكبرى تقلب المجرم الإسرائيلي مدافعًا عن نفسه والطفل الفلسطيني الذي يقاتل من أجل أن يحمي بلده وأهله مجرمًا، كيف يمكن الاعتماد عليهم.
سلاحنا هو الذي يوقف إسرائيل عند حدها، سلاحنا هو الذي يحرر أرضنا، سلاحنا هو الذي يوجد الردع في منطقتنا، سلاحنا هو الذي يحقق عزة وقوة لبنان، وقوة حضور المقاومين في المنطقة، سلاحنا هو الذي يمنع إسرائيل من أن تعتدي علينا.
فإذًا الذين يرفضون سلاحنا ماذا يريدون؟ يقولون السلاح يجب أن يكون بيد الدولة، لا مشكلة، ولكن: هل سلاح الدولة يحمي من إسرائيل؟ فالجيش اللبناني ممنوع عليه أن يملك قدرات تمكنه من المواجهة وهو عنده أهلية لذلك ولكن لا يتركونه. إذًا نحن في هذه الحالة يجب أن نكون مساندين ومساعدين، المقاومة في لبنان ليست بدلًا عن الجيش، المقاومة في لبنان هي مساندة ومساعدة من أجل التحرير. وإلًا أعطونا حلاًّ آخر لنحرر وندافع!
الجماعة التي ترفض سلاح المقاومة لا مشكلة عندهم أن يتم احتلال لبنان، ولا مشكلة لديهم أن يطبعوا مع إسرائيل، ولا مشكلة لديهم مهما وصلت النتائج. أما نحن فعندنا مشكلة، ولذلك نعبر عن موقفنا وقناعتنا بمواجهة العدو وليس مواجهتكم أنتم.
أنصحكم أن لا تكونوا أدوات للعدو بشكل غير مباشر وغير مقصود، لأنه أكيد هناك أناس يطالبون بنزع سلاح المقاومة وهم لا يعرفون الأبعاد والأهداف (مع حسن الظن بهم)، ففكروا بالنتيجة، أي طريق يقيم بنتائجه، إذا كان رفع السلاح في البلد ونزع السلاح في البلد يؤدي إلى احتلال وعدوان إسرائيلي يجب أن نحافظ عليه. على كل حال بعض الذين يضعون قاعدة نزع السلاح من أجل أن يكون السلاح حصريًا بيد الدولة هم يعرفون تمامًا أن هذا من مصلحة إسرائيل وتقويتها، ويعلنون هذا الموقف.
نحن احتكمنا إلى الشعب اللبناني حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه، مع الشعب قاتلنا، من خلال الشعب وصلنا إلى المجلس النيابي، من خلال هذا الشعب كنا أعضاء في الحكومة اللبنانية، الآن نحن أقوياء لأن لدجينا إلتفاف شعبي كبير، السلاح وسيلة لمواجهة إسرائيل، وأداة لمواجهة إسرائيل، لكن قلوب الناس المحبة التي تتعاطف وتتكاتف معنا وتدعمنا بكل أشكال الدعم، هؤلاء هم الأصل وهم الأساس وهم الذين اختارونا ، وقوتنا في لبنان داخل لبنان هم هؤلاء الذين نمثلهم. لم نستعمل سلاحنا في الداخل ولن نستعمله في الداخل، ترونا نذهب إلى مراكز الاقتراع، في مركز نربح وآخر نخسر، ضمن تركيبة الدولة نتوفق أن نوصل أحدا ونفشل أن نوصل عشرة، لأنها تركيبة البلد وطبيعته فنعمل وفق الدستور وكل هذه الترتيبات القائمة.
لقد ضجَّ منكم ممولوكم، نحن نعرف أن السفارة الأمريكية أرسلت بطلبكم واجتمعت معكم السفيرة الأمريكية، واجتمع معكم وليم بيرنز عندما أتى إلى لبنان وشتمكم لأن لا نتائج حيوية على الأرض، وعدتم السفيرة بالملايين في التظاهر فتبين أن التظاهرة ألف أو ألفان في الذكرى السنوية ل، 17 تشرين، لامتكم على الوعود التي لا تستطيعوا تحقيقها، لأنكم تفتعلون حضوراً من غير التأييد الشعبي، ولا يصح الحضور بالتأييد الأجنبي، ولا بالدعم الدولي أو الإقليمي أو ما شابه، يجب أن يكون حضوركم وتمثيلكم على أساس اختيار الناس، فالذي يملك شعبية تؤيده ولو كانوا مائة يساوون ألفا ينزلون في لحظة توزيع الأموال ويختفون بعدها من الحضور.
نحن نعتبر أن عملنا في لبنان مشروع ويجب أن نستمر بقناعاتنا، للأسف بعض رؤوساء الأحزاب اللبنانية يرفعون الصوت ضد حزب الله لاستدراج المساعدات المالية للانتخابات النيابية، هذا عيب، أن يكون الهدف من مواجهتنا ليس من أجل الموقف وإنما التمويل الأجنبي ليكون لكم دور في الانتخابات، لقد هزلت، على كل حال: لا يصلح العطار ما أفسد الدهر.
صدرت تعليمة منذ فترة لكل الأبواق المأجورة والمستزلمة تتحدث عن الاحتلال الإيراني في لبنان، اليوم أين هو هذا الاحتلال الإيراني ؟ اعلموا أن هذا شيء من الإفلاس لأن لا منطق لديكم ولا دليل، وهذا الذي تفعلونه سيزيد المقاومة والمقاومين إصرارًا وتمسكًا، وسيزيد أهل المقاومة وحلفاءها إلتفاف حولها، لأنهم يرون أن هناك ظلم وإساءة، وهذه الإساءة موجهة إلى المقاومة وإلى عظمتها البعيدة عنكم.
نحن لم نكن يومًا إلا واضحين وصريحين من اليوم الأول وقلنا إن إيران تدعمنا بالمال والسلاح علنًا، ولكن لم تأخذ شيئًا لها، دلُّوني على شيء واحد أخذته إيران لمصلحتها، بكل ما حققناه لمصلحتنا، الأرض التي حررناها هي أرضنا، والمجاهدون الذين جاهدوا هم شبابنا وشاباتنا، والنتائج التي حصلت في لبنان هي لدينا ومعنا، وكل الإمكانات التي تعطيها إيران وآخرها المازوت الإيراني هو لمصلحة الشعب اللبناني، وهذا موثق بالدليل العملي الذي انتشر في كل لبنان. بينما أنتم لا تتكلمون عن مصادر تمويلكم، ويقولون أنها تبرعات من بعضهم البعض! نحن نعلم أنكم تقبضون من أمريكا ومن بعض دول الخليج، كونوا جريئين وأعلنوا ذلك. أسأل سؤال: لماذا يعطوكم الأموال؟ لأنهم يريدون منكم أن تسخروا لبنان لسياساتهم، فرق كبير بيين ما نأخذه من إيران لمصلحتنا ومصلحة لبنان، وبين ما تأخذونه من أمريكا وبعض دول الخليج لتسخروا لبنان لمصالحهم. أنتم تخربون ولا تعمرون. على كل حال أقول بكل وضوح: المقاومة كالشمس لا يُطفئها صياحكم، وأمرنا إلى الله تعالى ونضع الكمامات لنتقي تلوث البيئة.
اليوم هناك تجاذب كبير حصل حول القاضي بيطار، تحول القاضي بيطار إلى مشكلة، ناس معه وآخرين ضده، والسبب الأساسي أنه خرج عن العدالة إلى مصلحة الاستنسابية، وكان واضحًا أنه يستهدف فريق في لبنان وهو فريق المقاومة وحلفائها ومن معها، لماذا لا نعالج هذه المشكلة؟ هناك ثلاثة طرق لمعالجة هذه المشكلة: من خلال مجلس القضاء الأعلى، ومن خلال المجلس النيابي، ومن خلال الحكومة، قبل أن يدَّعي أحد أنه بريء ولا علاقة له وأن المؤسسات يجب أن تسير بشكل عادي وطبيعي، فليعالج المشكلة قبل ان تكبر، نحن عندما نصر على معالجة مشكلة البيطار لأننا لا نريد لها أن تكبر أكثر، نريد أن تسير العدالة بمسارها الطبيعي، وأهل الضحايا وشهداء المرفأ يأخذوا حقوقهم، ويُعرف من هو المذنب ومن هو المقصِّر، ويحاسب على العمل ولكن بعدالة، فأين العدالة إذا كان يوجد عددًا من الأشخاص الآن قيد الاعتقال والقاضي نفسه يقول هؤلاء ليسوا مذنبين، لماذا الاستمرارية في اعتقالهم؟ فمن يريد الحل عليه أن يذهب لحل المشكلة.
أما في موضوع سعر صرف الدولار وارتفاعه، أعتقد أن هناك مجموعة من الإجراءات يستطيع المسؤولون أن يقوموا بها، مثلًا: ألا تستطيع الحكومة برئيسها وبعض أعضائها أن يتخذوا قرارًا له علاقة برصد المواقع التي ترفع الأسعار وتؤثر معنويًا ونفسيًا على الناس فيصبح السعر مرتفعًا من منصات غريبة أو منحرفة أو متآمرة، فإذا وضعوا يدهم على هذه المنصات يمكن أن يستقر أكثر سعر الدولار، يمكن للقوى الأمنية والمعلةومات والمخابرات أن يكتشفوا من هم الذين يبثون هذه المعلومات الخاطئة التي تؤثر على الناس، فالعمل لا يحتاج إلى تعقيدات كبيرة، بالتقنية كله يظهر ويُكشف.
أمر آخر: هل الحل دائمًا يكون بالبحث عن كيفية ردم خسائر المصرف المركزي والمصارف على حساب المودعين، فلنقلب المعادلة، لنقول أن الأصل هو حقوق المودعين، كيف نصل إلى حقوق المودعين، بالتأكيد هناك مصارف يجب أن تُقفل، خذوا قرار أن تفتحوا مصارف جديدة، والغوا المصارف القديمة ، وقوموا بإجراء بهيكلة معينة حتى يتحمل أولئك الذين تاجروا بأموال الناس وتصرفوا بشكل غير صحيح لمصلحة المودعين، يوجد حلول ولكن المفروض التصدي لها.
حزب الله شكَّل لجانًا انتخابية على مستوى كل المناطق اللنانية والقطاعات والشعب والأحياء، وبدأ بإجراء اتصالات مع الحلفاء من أجل التهيئة للانتخابات النيابية القادمة، نحن حريصون أن تجري هذه الانتخابات في موعدها ومتحمسون لها، لأنه أولًا تطبيق للقانون، وثانيًا من المفيد بعد هذه الفترة الطويلة من الزمن أن يحصل تجديد في الحياة السياسية حتى نرى ماذا يختار الناس، ونحن نقبل بأي خيار يختاره الناس، ومهما كان هذا الخيار، ولذلك نحن مع الانتخابات النيابية، وإن شاء الله تجري في موعدها، ولا نرى مؤشرات من عدم إجرائها في موعدها، وسنعمل لنكون أقوياء وممثلين للشعب اللبناني بأقصى ما يمكننا ذلك، وبالناية الشعب هو الذي يقول كلمته ونحن نقبل بهذه الكلمة.
معروف أن الدولة هي المسؤولة عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلد، حزب الله عندما رأى أن الدولة لا تقوم بالجهود المطلوبة وبدأت تتدهور، حاول أن يقوم بعملية تكافل اجتماعي بالقدر الذي يستطيعه، فقمنا بأنشطة لها علاقة بمساعدات تموينية، ومساعدات بالأدوية والطبابة، ومساعدات في ترميم بعض المنازل، أثناء كورونا ولا زلنا حتى الآن، آلاف من الأخوة والأخوات يعملون لمواجهة هذا الوباء على مستوى لبنان، وقمنا باستقدام المازوت الإيراني في لحظة لم تكن هذه المادة متوفرة، فوفرناها لكل اللبنانيين من دون استثناء، ولمن يرغب بذلك، والآن مشروع التدفئة أيضًا لكل اللبنانيين لمن يرغب بذلك، هذا ما نستطيعه، وطبعًا هذا لا يكفي ولكن بحسب القدرة، وهذا عملٌ مرممٌ لأخطاء وتقصير الدولة، لأن الدولة هي المسؤولة وهي التي تتقاضى الضرائب، وهي التي تملك الموازنات والإمكانات، نحن كحزب لا نملك الإمكانات الواسعة لنقدم ومع ذلك نقدم أقصى ما نستطيع قربة إلى الله تعالى.
بالنسبة إلى أحداث مخيم برج الشمالي، هذه أحداث مرفوضة جملة وتفصيلًا مهما كانت المبررات، ويجب أن يُحاسب المرتكب أو المرتكبون حتى ولو كانوا أفرادًا وتصرفوا بقناعات منهم ليأخذ الجميع الدرس، لأننا يجب أن نحافظ على أهلنا في المخيمات كما في باقي لبنان بعيدًا عن سلاح الفتنة، وبعيدًا عن تصفية الحسابات بطريقة عسكرية، وبعيدًا عن إثارة القلاقل التي تربك الناس، أتمنى أن يقدر المسؤولون من كل الأطراف أن يصلوا إلى نتيجة حاسمة في هذا الأمر.
إسرائيل خطر حقيقي ضد الفلسطينيين وضد كل المنطقة وضد كل العالم، كل تصريحات إسرائيل عدوانية وهجومية وقتالية، اليوم تفتعل مشكلة اسمها النووي الإيراني، لماذا؟ لصرف النظر أنها الظالمة والمفسدة ولتقول أن إيران تشكل الخطر تعالوا نتوجه ضد إيران حتى لا يرى العالم ما تفعله إسرائيل من قتل للفلسطينيين وأطفالهم، وتهديم لمنازلهم، وأسر لشبابهم، وكل الأعمال الشنيعة التي ترتكبها إسرائيل.يجب أن نسلط الضوء دائمًا على إسسرائيل أنها خطر حقيقي ليس على فلسطين فقط وإنما على كل المنطقة، الحمد لله توفقنا بوجود المجاهدين الفلسطينيين من الرجال والنساء الذين يمثلون الشرف والكرامة والعطاءات العظيمة نيابة عن كل الأمة.
نؤكد مجددًا أن التطبيع الذي يجري من قبل بعض دول الخليج هو خيانة حقيقية لأنه ضد الشعب الفلسطيني، ولأنه يعطي ورقة براءة للإسرائيليين، بل ثمن التطبيع المزيد من احتضان إسرائيل من قبل هذه الدول واستثمار إمكاناتها وأموالها لخدمة المشروع الإسرائيلي، وهذا خطر. لا تظنوا أن هذا التطبيع سيقلب المعادلة ويمنع المقاومة من الاستمرار، لا، سيزيد المقاومة إصرارًا على العطاء والتضحيات الكبيرة.
بالنسبة للاتفاق النووي، إيران واضحة تقول بأنها تريد العودة إلى الاتفاق كما كان في سنة 2015، وكل العقوبات التي فُرضت من وقتها حتى الآن نريد أن تلغى، لم تطالب بشيء جديد، تريد العودة إلى الاتفاق، بينما الأمريكي ومعه الأوروبيين يريدون التخفيف من العودة للاتفاق ليبقوا بعد على أسلحة الضغط على إيران ليأخذوا منها أشياء يريدونها، إيران لن تعطي، والواضح أنها تعمل موازنتها على أساس أنه لا اتفاق نووي، وواضح أنها تؤسس على أساس قد لا تستجيب أمريكا، المدان هو أمريكا ومن معها عندما لا تعود إلى كامل الاتفاق كما كان.
نختم بتحية كبيرة لليمن، اليمن المجاهد الذي ضحى وواجه العدوان السعودي الأمريكي والدولي، ولا زال صابرًا حتى الآن، وغن شاء الله يتوفقون لتحرير مأرب، ومعروف الحل باليمن، وأنصار الله في ياليمن يقولون أنهم حاضرون للحل، أي حل فيه جلسات حوار ، يتفقون بالسياسة على ما يمكن أن يطمئن ويريح الأطراف المختلفة، مع وقف إطلاق النار وفك الحصار، السعودية تريد وقف إطلاق النار ولا تريد فك الحصار! فاليمنيون مصممون ولن يتراجعوا ولن يتازلوا عن حقوقهم وهذا بلدهم ومن حقهم أن يقرروا ماذا يريدون.
العلاقات الاعلامية