«لو عارفين معنى هالأغنية منشك يغنوها بهالحماسة»، كلام سخر فيه المعلق الإسرائيلي رامي يونس، من الإسرائيليين الذين يتراقصون على انشودة «اضرب والريح تصيح» (كلمات نزار فرنسيس-ألحان هيثم زيّاد)، ضمن برنامج «الجبهة الثانية» على قناة «كان» العبرية. وصف يونس الأنشودة بأنّها أصبحت Hit، (أغنية ضاربة)، وأجرى في هذا البرنامج سرداً تاريخياً لإنطلاقتها في معركة «جرود عرسال»، التي خاضها الجيش اللبناني مع المقاومة، عام 2017، في وجه التكفيريين. هذه الأنشودة التي أداها المنشد علي العطار، سرعان ما انتشرت في الداخل اللبناني، وأخذت منحى مغايراً لقيمتها وأهدافها، إذ تحولت الى أغنية تصدح في المراقص الليلية ويتمايل على ألحانها المرتادون للحانات. اليوم، تنتشر الأنشودة كالنار في الهشيم في كيان الإحتلال، ويؤديها مغنون اسرائيليون، في العلب الليلية، وفي الأماكن العامة، من دون أن يلتفت هؤلاء الى معانيها، وتقديسها لدماء الشهداء في معركة «الجرود». والأهم أنها تندرج ضمن أناشيد المقاومة التي تتردد أصداؤها في مناسبات عدة على رأسها ذكرى اندحار الإحتلال عن الأراضي اللبنانية. معلومة ذكرها يونس في برنامجه، ساخراً بذلك من الإسرائيليين الذين يرقصون على الأنشودة من دون أن يفقهوا معانيها، وبأنها تختصر هزيمتهم في لبنان، وتمجد الشهداء الذين ناضلوا ببسالة لتحرير الأرض من الإحتلال الإسرائيلي والتكفيريين. قد يكون الإحتلال معتاداً في فلسطين والعالم العربي، على السطو على الأزياء والأطعمة والتراث والغناء والثقافة، لكن هذه المرة، السرقة الموصوفة اقترنت بغباء ثقافي واضح لدى كيان الإحتلال، الذي يتراقص سكانه على أنشودة المقاومة، التي الحقت بهم الهزائم، وتدعو كلماتها الى المقاومة المسلحة.
الاخبار