المقال السابق

حزب الله الشيخ دعموش: مطلوب من الحكومة خطة طوارئ اجتماعية 
04/02/2022

المقال التالي

ميديا #قاطعABC يتصدّر تويتر في لبنان
04/02/2022
رأي انصروا اليمن..

 سامية فضل الله*

لماذا هذا الصمت المخزي، العربي والدولي، عن تلك المجازر البشعة بحق الشعب اليمني؟!
كلمة حق واحدة قيلت في توصيف الحرب على اليمن، قامت الدنيا ولم تقعد.. ولكن أطفال ونساء وشيوخ، تُطحن أجسادهم تحت ركام منازلهم، وتلطخ دماؤهم الطاهرة وجه المجتمع العربي والدولي، لا يستحقون وقفة استنكار واحدة.. أين كل تلك المنظمات التي تتغنى بحقوق الانسان؟! أليس من حق اليمني أن ينتفض.. أن يدافع عن حقه بالحياة وتقرير المصير؟! من أبسط حقوقه أن يرد على كل من يستهدف كرامته وأرضه، ويستبيح دمه، وأجساد أطفاله.. 
نشجب الاستهداف اليمني لبعض منشآت في السعودية ودبي.. ولكن ماذا عن  عشرات آلاف الضحايا، ومئات آلاف الجرحى، وشعب بأكمله يعيش تحت خط الفقر، ووطن مدمر بالكامل، لا مدارس ولا مستشفيات، ولا بيوت تعلو فوق سطح الأرض، تقي أطفاله حر الشمس وبرد الشتاء.. واقع يجعلنا نستذكر تلك القصة القديمة، قدم الاستعمار والاستعباد، "قتل انجليزي في غابة، جريمة لا تغتفر، وابادة شعب بأكمله مسألة فيها نظر"..

لندع المجتمع الدولي يحل مشاكله الكبرى، ويغوص في سياساته العصية على الفهم.. ولنخاطب الأخ العربي الشقيق، الذي يجمعنا به حضارة وثقافة ولغة ودين، وسنوات طويلة من المعاناة ومقارعة الاستعمار، بكافة أشكاله ومسمياته.. أخي العربي أليس" أعظم الإيمان كلمة حق عند سلطان جائر" .. انتم تحاربون هذه الكلمة، وتعلنون الحرب على من ينطق بها.. ألم يقل، عليه الصلاة والسلام، "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً"، (ظالماً) بأن تردعه عن ظلمه بقول أو فعل، و(مظلوماً) بأن تقف إلى جانبه، تساعده وتسانده، في دفع الظلم.. أليست هذي هي القاعدة الشرعية البسيطة التي طالما تغنيتم بها؟! فلماذا تعادون اليوم كل من يقف إلى جانب اليمن المظلوم، يسانده بكلمة أو موقف؟! لماذا تصمون آذانكم عن سماع كلمة حق، بل وتعلنوها حرباً على كل من ينطق بها؟!
تشرعون لأنفسكم، وتستنكرون على غيركم.. من حقكم ان تتدخلوا في الشأن اليمني، وتفرضوا عليه ما ترونهم يناسب ظروفكم ومصالحكم، وليس أي تدخل! تدخل دموي مدمر، أعددتم له كل ما استطعتم من قوة! تحالف عربي.. غطاء دولي.. أسلحة متطورة.. جنود مرتزقة، والكثير الكثير من المال..
أما من تحرك ضميره، أمام ما تعرضه الشاشات من مشاهد الدمار والخراب والقتل الجماعي، وأراد أن يعبر عن رفضه واستيائه، ولو بالكلمة، فذلك محرم عليه في شريعتكم.. تريدون كم الأفواه كي لا تعترض، وذر الرماد في العيون كي لا ترى، ثم تلوحون بالعقوبات، وقطع العلاقات، وإيقاف المساعدات.. إنها غطرسة المال، من يملك المال يظن واهماً انه يستطيع شراء المواقف المؤيدة ممن لا يملكه.. أجل إنكم واهمون، لقد سقطت ورقة التوت الأخيرة، وانكشفت عوراتكم، يوم قمتم ببيع القضية الفلسطينية، وتنازلتم عن كل الشعارات الأخوية، واستباح الاسرائيلي أرض العروبة، هذه المرة، مرحباً به.. قريباً وقريباً جداً، ستلاحقكم لعنات شعوبكم قبل الآخرين..
انصروا اليمن.. انصروا شعب اليمن.. انصروا أطفال اليمن.. فالساكت عن الحق شيطان أخرس.

*ناشطة اعلامية 

بريد المحور الاخباري

الكلمات المفتاحية

مقالات المرتبطة