قال نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش إن "الروح العنصرية لا تزال تسيطر على سلوك من يدعون التمدن والتقدم والتطور وينادون بحقوق الانسان، ففي أكثر الدول تقدمًا وإظهارًا للاهتمام بحقوق الإنسان وهي الولايات المتحدة الأمريكية واوروبا نشاهد كيف يتمّ التعامل مع السود مثلًا، إذ إن هناك مئات حوادث القتل سنويا تحصل بحق السود على صورة قتل (جورج فلويد (George Floyd) في اميركا والذي كان يصرخ لا أستطيع التنفس قبل أن يموت اختناقًا على يد الشرطي الابيض".
وفي خطبة الجمعة، أضاف الشيخ دعموش أن "الروح العنصرية لدى الغرب هذه الأيام تبرز في التعامل مع الأحداث الجارية في أوكرانيا، فنجد كيف أن إعلاميين وسياسيين غربيين ومن منطلقات عنصرية اعتبروا أن أوكرانيا بلد "متحضر بخلاف دول أخرى تشهد حروبا"، فقد وصف كبير مراسلي شبكة "سي بي إس نيوز" تشارلي داغاتا الأسبوع الماضي أوكرانيا بأنها ليست "مثل العراق وأفغانستان (…) هي دولة متحضرة نسبيا"، ما يعني أن "الأوكرانيين، على عكس الأفغان والعراقيين، يستحقون تعاطفنا أكثر من العراقيين أو الأفغان"، وتابع "لم يكن هذا الصحفي هو الصحفي الوحيد الذي ينظر الى محنة الأوكرانيين من خلال مصطلحات عنصرية وشوفينية.. هناك أمثلة أخرى حول الموضوع نفسه مثل قول نائب المدعي العام السابق لأوكرانيا "إنه أمر مؤثر للغاية بالنسبة لي لأنني أرى أوروبيين بعيون زرقاء وشعر أشقر… يُقتلون كل يوم"".
وأردف "يقول الصحفي فيليب كوربي عن أوكرانيا: "نحن لا نتحدث هنا عن فرار سوريين من قصف النظام السوري المدعوم من الرئيس الروسي. نحن نتحدث عن الأوروبيين الذين يغادرون في سيارات تشبه سياراتنا لإنقاذ حياتهم".. هذه تعليقات قبلية وعنصرية خبيثة تتغلغل في تغطية حرب اوكرانيا وهي وصمة عار على جبين الغرب لا تزيلها ادعاءات حماية حقوق الانسان".
ورأى أن "هذه هي نظرة الغرب الحقيقية لشعوب منطقتنا ولدول منطقتنا ولمن يقتل فيها ويشرد بحروبهم وفتنهم وعدوانهم"، لافتًا الى أنهم "ينظرون لمن عداهم نظرة دونية لا انسانية فيها ولا رحمة، انظروا كيف تتعامل السلطات الغربية على الحدود البولندية والرومانية وغيرها مع النازحين غير الاوكرانيين ممن هم من اصول افريقية وعربية وغير اوروبية، حيث يتركونهم لساعات في العراء والبرد بينما يسهلون معاملات البيض والاوروبيين ويقدمونهم على من عداهم، وقد سمعنا خلال الاسبوع الماضي عبر وسائل الاعلام شهادات كثيرة من نازحين عرب وافارقة عن سوء المعاملة التي يلقونها على حدود بعض الدول الاوروبية بخلاف الاوكرانيين والاوروبيين".
وأكد "أننا نرفض الحرب والقتل والاحتلال والخراب والدمار في اي منطقة في العالم انطلاقا من مبدأ رفضنا للظلم والعدوان"، واعتبر أن "الغرب اليوم يتعامل بازدواجية معايير مع الازمات في العالم، ففي الوقت الذي ينتفض ضد الحرب في اوكرانيا يلوذ بالصمت أمام ما ترتكبه أميركا والسعودية من جرائم بحق الشعب اليمني وأمام السرقات الموصوفة التي تقوم بها اميركا للنفط السوري ولاموال الشعب الأفغاني".
الشيخ دعموش قال إن "الذين يرفضون الحرب على أوكرانيا اليوم من مبدأ رفضهم للحرب وللعدوان على دولة ذات سيادة، عليهم ان يرفضوا الحرب الامريكية السعودية على اليمن وسوريا واحتلال الصهاينة لفلسطين ولجزء من الاراضي اللبنانية والعربية وان يدينوا ويرفضوا الاعتداءات الصهيونية المستمرة على الشعب الفلسطيني وعلى سيادة لبنان وحقوقه وحدوده ونفطه وغازه وان لا يتعاملوا بازدواجية مع هذه الازمات".
ولفت سماحته الى أنه "وعلى مدى ثماني سنوات من الحرب على اليمن وبالرغم من المجازر التي ارتكبت بحق الاطفال والنساء والشيوخ وذهاب الاف الضحايا لم نرَ هذا المستوى من التضامن والتعاطف الذي نراه اليوم مع اوكرانيا، ومنشأ ذلك هو النظرة العنصرية البغيضة التي ينظرون فيها الى شعوبنا وبلداننا، وأن من ينتمي الى الغرب والى الشعوب الاوروبية والاميركية يستحق التعاطف أمّا من ينتمي الى الشعوب العربية والشرق اوسطية والافريقية فلا يستحق ذلك، وكأن الغربيين بشر يستحقون الحياة والتضامن أكثر من اليمنيين والفلسطينيين والعراقيين والسوريين والافغان وغيرهم ممن يقتلون في حروب امريكية واسرائيلية!!".
وشدّد الشيخ دعموش على أن "الادارة الاميركية هي المسؤول الاول والأخير عما يحصل في اوكرانيا فهي التي خططت وحرضت ودفعت بهذا الاتجاه واججت الحرب وهي التي تحرض وتحشد العالم اليوم لتاجيج التوتر، وبالتالي كما قال الامام القائد: اوكرانيا اصبحت ضحية سياسة الولايات المتحدة الامريكة القائمة على تأجيج التوترات في العالم".
وخلص الى أن "العبرة من كل ما يجري هي أن الدعم الأمريكي لأدواتها وحلفائها هو مجرد سراب وليس حقيقة، وأن الحقيقة هي أن الرئيس الاوكراني والرئيس الافغاني السابق اللذين راهنا على اميركا ووثقا بها اعترفا بأن الولايات المتحدة تركتهما وحيدين"، خاتمًا أن "هذه هي العبرة التي يجب ان يتوقف عندها اللبنانيون الواثقون بالدعم الامريكي والمراهنون على الولايات المتحدة لايصالهم الى مواقع سياسية، فأميركا تبيعكم كلامًا ليس أكثر وهي قد تتخلّى عنكم في أيّة لحظة ولن تحصلوا سوى على وهم وسراب".
العلاقات الاعلامية