إنّه الرسم الكاريكاتوري الثاني الذي تضطر السفارة الروسية في فرنسا لحذفه، بسبب ما اعتبرته الاخيرة «مسيئاً». فقد نشبت مجدداً معركة بين باريس وموسكو، هذه المرة على خلفية نشر رسوم ساخرة من أوروبا وحليفتها الولايات المتحدة. جدال تصاعد ووصل الى حد تبادل البيانات بين الخارجيتين الروسية والفرنسية، فيما كان لافتاً في هذه القضية، تذكير فرنسا بتشدقها بحرية التعبير التي يبدو أنّها تقف عند أعتاب المسّ بكياناتها الإقتصادية والسياسية! إذ نشرت السفارة الروسية في باريس رسمين كاريكاتوريين: الأول يظهر مدى انبطاح الدول الأوروبية وجيرانها المنضوين سابقاً تحت لواء «الإتحاد السوفياتي»، حيال الأميركيين بطريقة مذلة، والثاني يصوّر القارة الأوروبية على شاكلة انسان مريض يتلقى حقناً مكتوباً عليها «النازية الجديدة» و«روسوفوبيا»، من رجلين أحدهما يمثل الولايات المتحدة وتتصدر عبارة «أمبراطورية الكذب» قميصه، والآخر يمثل «الإتحاد الأوروبي». وعلى اثر نشر الرسم الأخير، قامت الخارجية الفرنسية باستدعاء السفير الروسي لديها أليكسي ميشكوف، للإحتجاج على الكاريكاتور الساخر، واعتباره «غير مقبول» فيما علقت بالقول: «نحاول أن نبقي على قناة حوار مع روسيا وهذه الأفعال غير ملائمة بالمرة». ولم يطل رد الخارجية الروسية التي قالت ساخرة عبر المتحدثة باسمها ماريا زاخاروفا، على قناتها الرسمية على تيليغرام: «حقاً، أليس رؤساء ووزارة خارجية فرنسا هم الذين كانوا يعلّموننا بأنّ أي رسومات كاريكاتورية أمر طبيعي، حتى تلك الفظيعة التى نشرتها «شارلى إيبدو»؟ لقد قررنا اتباع نصيحتهم واستخدام الهجاء الذي يعتبرونه دليلاً على حرية التعبير، والآن لا يعجبهم شيء»! يُذكر أنه في العام 2006، نشرت صحيفة «شارلي إيبدو» الساخرة 12 رسماً كاريكاتورياً صنّفت على أنها مسيئة الى النبي محمد صلى الله عليه وآله .
صحيفة الاخبار