المقال السابق

حزب الله الشيخ قاسم : الانتخابات معركة أوزان 
14/04/2022

المقال التالي

إقليمي العميد قاآني: سيتم الاسراع بالقضاء على الكيان الصهيوني
14/04/2022
رأي هم اللبنانيون بامتياز.. 

سامية فضل الله*

النفوذ الإيراني في لبنان.. الهيمنة الايرانية على لبنان.. السيطرة الإيرانية.. الحزب الإيراني.. عبارات كثيرة من هذا النوع، يتم تداولها عبر وسائل الإعلام، وتتردد بكثرة على ألسنة معظم السياسيين والحزبيين، في مقابلاتهم الصحفية والتلفزيونية.. حتى لم يبقَ غيرها لتجتر بمناسبة وبدون مناسبة.. 
 حسناً أيها السادة، معكم كل الحق.. ولكن هل نسيتم ام تناسيتم كل تلك الهيمنات التي مرت على الوطن "السيد"، والمواطن "الحر"؟ والتي لم تلقَ منكم إلا الترحيب كثيراً، والتنديد الخجول قليلاً.. هل انتم بحاجة لمن يذكركم بالنفوذ الأمريكي و"المَونة" الفرنسية.. وربما لا تتذكرون صراع السيطرة السوري/ السعودي (السين- سين).. وقوات الردع العربية، وقوات الطوارئ الدولية.. والنفوذ الفلسطيني!! والليبي والمصري والعراقي.. وذلك الاسرائيلي المتربص على حدود الأرض والسماء والمياه، وله اكثر من أنف واصبع وعين بيننا.. 
 لبنان ايها السادة كان وما زال، ساحة مفتوحة للصراعات والتدخلات والاملاءات الخارجية، عربية كانت أم اجنبية.. تدخلات انتم سعيتم لها، ولهثتم خلفها، وأخرى فرضت عليكم.. اذن ما الجديد بالموضوع؟
والآن موسم انتخابات، وتشكيل لوائح، وخطابات وعنتريات.. حزب الله وسلاحه "الغير شرعي"، القوة المفرطة، الاستقواء بالسلاح، ثقافة الحياة تقابلها ثقافة الموت.. وعبارات اخرى كثيرة، من هذا النوع، تسيطر على خطاب كل الأحزاب والمرشحين.. وكأن هذا المكون اللبناني "بامتياز"، الذي يصوبون دائماً باتجاهه، لا يمت للوطن بأية صلة.. 
ومن أغرب ما سمعت:"بدنا نعيش ونسهر وننزل عالبحر"، وكأني باللبناني كل أموره تمام، والحمد لله، كل شيئ متوفر، وفي متناول الجميع الغني والفقير.. لقد تخلص اللبناني من كل أزماته الحياتية، وتغلب على التجار الجشعين، وعلى أصحاب المولدات المحتكرين، وعلى أصحاب المصارف السارقين، وعلى كل السياسيين الفاسدين.. لم يعد يشكو اللبناني من نفايات متراكمة في كل شارع وزاوية، ومن مياه ذات لون وطعم ورائحة، هذا إن توفرت، ومن إذلال يتكرر مرة من أجل رغيف الخبز، وأخرى للحصول على قنينة زيت أو علبة حليب.. وأصبح اللبناني يعيش في أمن وأمان يحسد عليه، لا سرقات ولا تشليح وتشبيح، ولا اعتداءات جسدية قد تكلفه حياته أحياناً.. لم يعد ينقص اللبناني إلا السهر في الملاهي، والاكل في المطاعم.. لكن، للأسف، هناك من يمنعه من ممارسة هذا الحق!! 
ولن ننسى الخوف على هوية لبنان الثقافية، ووجه لبنان الحضاري، وإنتمائه إلى محيطه العربي.. وكأني بحزب الله، وهنا لابد أن نسمي الأشياء بمسمياتها، والشريحة التي يمثلها حزب الله، سقطت على هذه البقعة من الأرض، بسلة من السماء، ولم تكن يوماً ذات جذور وهوية وثقافة وحضارة ووجه لبناني عربي.. هم، أيها السادة، لبنانيون، دماؤهم وجراحم وأرواحهم وتضحياتهم، تشهد.. وهم أيضا عرب، تصريحاتهم وأفعالهم ونصرتهم للقضية الفلسطينية، ولكل القضايا "العربية" العادلة والمحقة، في سوريا والعراق واليمن، خير دليل على عروبتهم.. لقد مهروا انتماءهم ببذل الدماء، وأكدوا على لبنانيتهم وعروبتهم مرات ومرات.. لكن عين الحقد عن كل جميل عمياء..

*ناشطة اعلامية 

 

بريد المحور الاخباري

الكلمات المفتاحية

مقالات المرتبطة