عقدت هيئة تنسيق لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية اجتماعها الدوري اليوم، في مقر حركة الناصريين المستقلين-المرابطون، بحضور أمين الهيئة القيادية للحركة العميد مصطفى حمدان، ناقشت خلاله الأوضاع السياسية المحلية والإقليمية، وأصدرت في نهاية اللقاء البيان التالي:
أولاً: تابعت هيئة التنسيق بقلق بالغ تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، لا سيما أزمة الرغيف، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى المزيد من التدهور في تأمين متطلبات الحد الأدنى من مقومات الحياة، وصولاً إلى الانفجار الاجتماعي.
لذلك تدعو الهيئة جميع المعنيين بالإسراع في تشكيل الحكومة للبدء في معالجة الأزمات التي تضغط بقوة على مصالح الناس، كما تدعو الوزارات والأجهزة المعنية إلى المبادرة في إيجاد حلول، ولو مؤقتة إلى حين تشكيل الحكومة، تساهم في التخفيف من معاناة الشعب وآلامه.
ثانياً: ترى هيئة التنسيق أن الحل الذي يمكن أن يشكل بارقة أمل لإخراج البلد من أزماته هو الإستفادة من ثروات لبنان الكامنة في البحر والبر من نفط وغاز، مع التأكيد أن هذا الحل قابل للتحقق من خلال عناصر القوة الموجودة لدينا، وعلى رأسها المقاومة القوية والمقتدرة.
إن المعادلة التي وضعها سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بأنه ممنوع على العدو أن يستخرج نفطه إذا لم يُسمح للبنان بالإستفادة من ثرواته، والتي أكدها بالأمس مشيراً إلى امتلاك المقاومة القدرات اللازمة لذلك، تجعل لبنان في موقف القوي والقادر على فرض شروطه، وتستدعي وقوف جميع اللبنانيين خلف هذا الموقف الوطني، الذي يمكن أن يؤدي إلى بداية الخروج من النفق المظلم الذي وصلنا إليه بفعل السياسات الخاطئة والفساد، كما يشكل الفرصة الجدية والوحيدة لكسر الحصار الأميركي على لبنان وشعبه.
وترى هيئة التنسيق أن المسؤولين في الدولة أمام امتحان جدي باتخاذ قرار جريء وحاسم لمصلحة لبنان، في الموافقة على العرض الذي قدمه سماحة السيد نصرالله بالأمس، للحصول على الفيول الإيراني مجاناً لتشغيل معامل الكهرباء، لأن هذا الأمر يخدم جميع اللبنانيين دون استثناء، وليس لجهة دون أخرى، ومن يرفض هذا العرض فإنه يضع نفسه في خانة الاتهام بالعمل للخارج ضد بلده وشعبه.
ثالثاً: توقفت هيئة التنسيق أمام الأحداث التي حصلت في الأيام الماضية، والتي تخللتها مواقف خطيرة كادت أن تفتح أبواب الفتنة لولا وعي غالبية القيادات السياسية والدينية، ورأت الهيئة أن ما حصل في قضية المطران الحاج هو شأن قضائي بحت تتابعه الاجهزة المعنية، ولكن ما حصل في الديمان من استغلال حزب القوات اللبنانية للصرح الديني في التهجم على المقاومة وتوجيه الشتائم لها، مرفوض بالكامل من قبل جميع اللبنانيين الحريصين على الاستقرار والسلم الأهلي.
إن اللبنانيين جميعاً يعرفون تاريخ المدعو جعجع وحزبه، وهو تاريخ حافل بالإرهاب والقتل ولم يوفر أحداً في البيئة المسيحية، فضلاً عن المجازر التي قام بها بخلفية طائفية، وتدمير الكنائس وتصفية المعارضين له، ولذلك تعتبر هيئة التنسيق أن سياسة الكذب من خلال اتهام المقاومة بالإرهاب، لن تستطيع تغيير حقائق التاريخ الأسود للقوات اللبنانية، والتي يعلمها القاصي والداني.
رابعاً: تؤكد هيئة التنسيق أن محاولات التحريض الطائفي، وأخذ البلد إلى الاقتتال الطائفي من جديد، التي ينتهجها حزب القوات، لن تؤدي إلى نتيجة، لأن اللبنانيين متمسكون باستقرار بلدهم، ويعلمون جيداً أن التحريض لا يخدم إلا العدو الاسرائيلي.
كما تؤكد ان محاولة استغلال أي حادثة للترويج إلى التطبيع لن تمر، في ظل وجود قوى سياسية وطنية ومقاوِمة، وتعتبر أن الأراضي الفلسطينية مقدسة ولكنها مدنسة ومحتلة من الصهاينة، ولا حل مع هؤلاء الأعداء إلا بالمقاومة حتى تحرير تلك المقدسات، وعندها نذهب جميعاً لزيارتها وللتعاون مع شعبها الفلسطيني في إرساء كل قواعد المحبة والأخوة فيما بيننا.
رصد المحور الاخباري