الرئيس عون ابلغ وفد جامعة الدول العربية ان الأولوية انتخاب الرئيس: وجوده أساسي لتشكيل الحكومة ولن تتحقق الشراكة الكاملة والميثاقية في غيابه.. زكي: من المبكر الحديث عن مبادرة عربية من اجل لبنان
أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان "الأولوية المطلقة يجب ان تكون راهناً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لان وجود الرئيس أساسي لتشكيل حكومة جديدة وليس العكس". واعتبر ان "الجهود يجب ان تنصب على انجاز الاستحقاق الرئاسي، لان بلداً مثل لبنان بخصوصيته وتميّزه وتعدديته، لا يمكن ان تتحقق فيه الشراكة الوطنية الكاملة والميثاقية في غياب رئيس الجمهورية، ما يمكن ان يعرّضه لاوضاع تؤثر على وحدته وتضامن أبنائه".
وأشار الرئيس عون الى ان لبنان "ينتظر نتيجة الاتصالات التي يجريها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين مع الإسرائيليين لتحديد مسار المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود الجنوبية".
وكان السفير زكي نقل الى الرئيس عون في مستهل اللقاء تحيات الأمين العام للجامعة العربية احمد أبو الغيط وتمنياته بدوام استقرار لبنان. وأوضح ان زيارته لبيروت "تندرج في اطار اهتمام الجامعة بالأوضاع اللبنانية، لا سيما في ما خص الاستحقاق الرئاسي ومواقف الأطراف اللبنانية منه، مع تأكيد أهمية انتخاب رئيس جديد للجمهورية وضرورة تعاون الجميع لتحقيق هذه الغاية".
وضم الوفد المرافق للسفير زكي، لمى قاسم، المستشار جمال رشدي والمستشار يوسف السبعاوي، وحضر عن الجانب اللبناني الوزير السابق سليم جريصاتي، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والمستشاران رفيق شلالا واسامة خشاب.
السفير زكي
بعد الاجتماع، ادلى السفير زكي بتصريح قال فيه: "تشرفت اليوم بمقابلة فخامة الرئيس، وهذا هو اليوم الثاني لزيارتي الى لبنان. بالأمس كانت هناك لقاءات مع رؤساء الكتل السياسية في البرلمان من "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" و"الكتائب" و"التقدمي الاشتراكي" وحركة "امل"، وكانت هناك احاديث كثيرة حول موضوع الاستحقاق الرئاسي، ونحن نستشعر ان الاقتراب من هذا الاستحقاق من دون بوادر الوصول الى ما يشبه التوافق حول من سيصل الى سدة الرئاسة اللبنانية، هو امر يبعث على قدر من القلق لان لبنان في هذه الفترة وهذه الظروف لا يحتاج الى فراغ رئاسي، وهذا امر مهم. الجامعة العربية التي تواكب لبنان كعادتها في كل محطاته واستحقاقاته الرئيسية، تسعى ايضاً لتسهيل حصول هذا الاستحقاق بسلام، وتأمل ان يمر بشكل سلس، وهذا الامر يتطلب الكثير من التواصل والتفاهمات بين المعنيين للوصول الى تفاهم مشترك مطلوب يؤدي الى الوصول الى اتفاق، وهذا الموضوع يستمر في كسب رعاية واهتمام امين عام جامعة الدول العربية. من هنا فالزيارة لن تكون الأخيرة لوفد الجامعة في هذا السياق، وسنستمر في التواصل بناءً على طلبات من الكتل السياسية، وفي تقديم الدعم لان هدفنا هو مصلحة الدولة والشعب اللبناني وكل ما يمكن تسهيل الوصول الى تفاهم، وهو ما شرحته لفخامة الرئيس اليوم وسأتشرف ايضاً بمقابلة دولة الرئيس ميقاتي لنقل الصورة نفسها وللحديث عن هذا الموضوع المهم".
سئل: ما هو الانطباع الذي خرجتم به من لقاء فخامة الرئيس، وهل يمكن الحديث عن ملامح مبادرة عربية من اجل لبنان؟
أجاب: "رؤيتنا لهذا الموضوع تقضي بوجوب ان تحصل تفاهمات لبنانية داخلية، ويجب على السياسيين اللبنانيين التواصل مع بعضهم للوصول الى ما يجب الوصول اليه، أي الى اتفاق حول الاستحقاق الرئاسي. اما العوامل الخارجية حتى ولو كانت على غرار دعم الجامعة العربية، فتبقى خارجية ولا ينبغي ان يكون الاعتماد الأساسي عليها. الجامعة ليست لاعباً منحازاً بل تضع مصلحة الدولة اللبنانية فوق أي اعتبار ولا تملك مصالح ورؤية ضيقة. وبالامس، اكدت خلال الاتصالات التي اجريناها، على هذا الامر وعلى ان الجامعة حاضرة لكل ما يطلب منها، وقد رحب الجميع بذلك لانهم يدركون انه في الماضي لم تخذل الجامعة لبنان وكانت حاضرة معه في كل استحقاقاته ودعمته بشكل كبير في أوقات الشدة. اما القيام بمبادرة عربية، فقد يكون من المبكر الحديث عنها، ويمكن تكثيف الاتصالات مع الجميع لاستكشاف فرص الوصول الى توافق قبل انتهاء المهل المحددة".
سئل: ما هو موقف الجامعة العربية من مسألة ترسيم الحدود البحرية التي تجرى عبر الوسيط الأميركي؟
أجاب: "موقفنا واضح ويتمثل بتأييد كامل للبنان في الاتفاق واهدافه وما يقوم به للحفاظ على حقوقه، وسبق ان اعلنّا ذلك سابقاً، وأؤكد عليه مجدداً الآن. فالجامعة تساند وتؤيد الحقوق اللبنانية في أراضي لبنان ومياهه، وتقف الى جانبه في هذه المسألة.
طرابلسي ووفد انجيلي
الى ذلك، استقبل الرئيس عون في حضور النائب القس ادغار طرابلسي، وفداً ضمّ رئيس "رابطة الإصلاح الانجيلية في الشرق الأوسط" وراعي الكنيسة الانجيلية في قبرص القس فكتور عطا الله ورئيس "جمعية الإصلاح الإنجيلي في لبنان" القس الدكتور صموئيل خراط.
ونقل القس عطا الله الى الرئيس عون "محبة واحترام المسيحيين في بلدان خدمات الرابطة"، واثنى مع القس خراط على رؤية رئيس الجمهورية "نحو الحفاظ على الوجود المسيحي الكريم والفاعل في الشرق الأوسط، وصون الوحدة الوطنية والحريات الدينية في لبنان".
وهنأ الوفد الرئيس عون على "نجاحه في قيادة إمكانية تحول لبنان الى بلد منتج للغاز، مما يخرجه من ازماته الاقتصادية المتراكمة".
وناقش أعضاء الوفد "تأثير وجود النازحين السوريين على الأوضاع الاقتصادية"، وايدوا مطالبة الدولة اللبنانية للمجتمع الدولي باعادتهم ودعمهم داخل أراضي الدولة السورية الآمنة.
بانو
واستقبل الرئيس عون النائب السابق أنطوان بانو واجرى معه جولة افق تناولت الأوضاع الراهنة في ضوء التطورات الأخيرة.
واكد بانو "خطورة عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية المحددة"، محذراً من "وقوع البلاد في فراغ رئاسي يؤدي الى حدوث خلل جسيم في التوازن الوطني الذي كان وسيبقى، ميزة لبنان والحجر الأساس لدوره في محيطه والعالم"، معتبراً ان "جسم الوطن لا يمكن ان يكون بلا رأس، لا سيما وان التجارب التي عاشها لبنان من دون رئيس للجمهورية خلال الأعوام الماضية كانت لها انعكاسات سلبية كبرى على الوحدة الوطنية والانتظام العام".
رصد المحور الاخباري