قال نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في كلمة في احتفال بالذكرى السنوية السادسة
للشهيد القائد علاء حمادة :لقد ثبت أنَّ القتال في سوريا كان عملاً حكيماً لأننا قاتلنا في موقع يدفع عنا في مواقع كثيرة قريبة ويحقق إمكانية أن تبقى سوريا جزءاً لا يتجزأ من محور المقاومة صامدة ومرفوعة الرأس، إذ أنَّ أي خسارة تشمل موقع من مواقع المقاومة ومحور المقاومة هي خسارة لكل المحور، وأي موقع ينجح ويربح وينتصر هو ربح لكل المحور بدون استثناء. نحن عندما قاتلنا في سوريا منعنا هؤلاء التكفيريين من أن يزدادوا وأن يستحكموا، لأنَّه بعد ذلك يمكن أن يتمكنوا من بوابة لبنان من شرقه من منطقة البقاع ومن شماله من منطقة الشمال، ويصبح التعاطي معهم أصعب لأنهم يملكون ظهراً وتأييداً، لكن عندما ذهبنا إلى سوريا عطّلنا خلفيتهم واستحكمنا بأن نواجههم على أرضنا فأصبحوا بلا امتداد، أسقطناهم هناك ثم أسقطناهم هنا في لبنان، وبالتالي هذا التكامل الذي حصل بيننا وبين سوريا والعراق ساعد في إسقاط المشروع التكفيري الخطر الذي لا يعرف اتجاهاً في طاعة الله، والذي يُعتبر مأجوراً وممولاً من قبل أمريكا وإسرائيل والبلدان الكبرى التي تؤيد الظلم والاستبداد والانحراف، فكان هذا العمل بمساهمتنا في سوريا هو نجاح كبير وانتصار كبير، ليسقط هذا المشروع الذي ساعد على أن نكون في لبنان أعزة أكثر وأقوياء أكثر وكذلك حماية للمحور من خلال سوريا وانتصار سوريا. البعض لم يعجبهم أننا نقاتل في سوريا على الرغم من أننا نقدم التضحيات، يقولون لنا اتركوا سوريا ولبنان وفلسطين والعراق بحالهم وهذا المنطق هو منطق البريطانيين قديماً ومنطق كل المستكبرين والمستعمرين. هل يحق لكم أيها الظلمة أن تجتمعوا من أنحاء العالم ونحن لا يحق لنا أن نجتمع مع بعضنا لندافع عن أرضنا وكرامتنا وعزتنا وحريتنا ومستقبل اطفالنا؟ هؤلاء يعتقدون أننا تجاوزنا الضوابط، نعم نحن تجاوزنا ضوابط الاستكبار والشياطين التي يضعونها من أجل أن يقيِّدونا وذهبنا إلى ضوابط الكرامة والحق والأرض والتحرير وفزنا بحمد الله تعالى بما قمنا به، وهذا ما سنستمر عليه إن شاء الله.
اضاف : ثانياً، لم يكن لبنان لتتحرر أرضه لولا المقاومة، ولم يكن ليردع إسرائيل لولا المقاومة، ولم يكن ليحصل على حقوقه في النفط والغاز والبحر لولا المقاومة بالتعاون والمساندة مع الشرفاء الذين يريدون التحرير وتحصيل حقوقه. أما الأصوات المعادية للمقاومة بكل صراحة هي تفضل الاحتلال على أن يكون التحرير على يد حزب الله، هؤلاء يفضلون الاحتلال على أن يكون التحرير بيد حزب الله، وبعضهم يعمل تابعاً للسفارات، وكل همِّه أن يكون مقبولاً حتى ولو ذهب لبنان وشعب لبنان، آخر همِّه أن يكون هناك لبنان السيد الحر المستقل.
الذي يتكلم عن السيادة والحرية والاستقلال نقول له ترجم لنا ما تقول، السيادة والحرية والاستقلال ليست أغنية وليست كلمات على المنابر بل هي قتال ضد العدو وتضحية بالدم والأموال. ماذا فعل بعض مدَّعي السيادة في لبنان غير إثارة الفتن والفوضى والتحريض بناءً على طلب الأمريكي والترويج للعقوبات واستدعاء الأجنبي من أجل أن يساعده ويناصره على أهل بلده وإثارة البلبلة والصراخ المرتفع من غير وجه حق؟ ماذا فعل هؤلاء غير هذه الأفعال الشنيعة التي تملأ الساحة في لبنان؟ فقط نسمع منهم الصراخ والعويل قولوا لنا بالله عليكم ماذا فعلتم يا بعض مدعي السيادة لسيادة لبنان؟ أين قاتلتم من أجل لبنان؟ نعم حصل أنَّ البعض قاتل بطريقة فئوية من أجل أن يُحصِّل مكاسب على حساب لبنان، بينما المقاومة حَصَّلت وحققت كل المكاسب على حسابها لمصلحة لبنان، أعطت لبنان ولم تأخذ منه ، قدَّمت للمشروع المستقل ولم تكن مهتمة بأن تحقق المكتسبات الخاصة. بالتأكيد لو كنا في بلد يحترم نفسه لكان المقاومون في ذاك البلد يُدعمون مالياً وسياسياً وإعلامياً من قِبل الدولة لأنهم يقومون نيابة عن قوى الدولة وعن مشروع الدولة لحماية الدولة واستقلالها وتحريرها.
وقال الشيخ قاسم البلد متجه إلى انتخاب رئيس للجمهورية ونحن كحزب الله لم نتمكن الى الآن من الاتفاق مع بعض الاطراف على اسمٍ لرئيس الجمهورية يكون مقبولاً ويتمتع بالمواصفات المناسبة، لذلك ذهبنا إلى الورقة البيضاء، فالورقة البيضاء هي تعبير عن استمرار البحث ومحاولة إيجاد الاتفاق، لأنه لا يمكن للمجلس النيابي أن ينتج رئيساً إن لم تكن مجموعة وازنة من الكتل متفقة على اسم الرئيس. لدينا الرغبة بالتوافق مع قوى أخرى على رئيس وطني يؤمن بتكامل دور ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة، ويعمل على خطة واضحة للإنقاذ الاقتصادي والمالي، ولا نقبل أن يكون الرئيس أداةً امريكية لخدمة إسرائيل في مواجهة لبنان وشعب لبنان ومقاومة لبنان، ولا نقبل رئيسا تملؤه الأحقاد، وهو أعجز عن أن يمنع لبنان من قوته ومِنعته وانتصاراته الجلية في مواجهة إسرائيل والمشروع الأمريكي. من يطرح رئيساً استفزازياً هو في إحدى حالتين إما أنَّه يطرح هذا الاستفزازي ليحرقه من أجل شخص في الخفاء لوقت الحشرة فتكون المناورة بشخص لا يريدونه، وإما أنهم لا يريدون رئيساً وطنياً، وهم يعلمون أنه لن يمر، فلا هم يملكون العدد النيابي الكافي ولا ساحة لبنان تتحمل مثل هذا الاختيار حتى ولو روَّج له الغرب وحتى لو كان هناك بعض الإشادات غير الموضوعية لبعض الأشخاص الذين يطرحونهم.
نحن كحزب الله ندعو إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده ولكن بحكمة وحسن اختيار. نريد الرئيس الوطني الذي تتجلى وطنيته في أن يكون عاملاً من أجل كل الشعب اللبناني، وعاملاً باستقلال وليس تحت إمرة السفارة الأمريكية، وأن يكون ممتناً للمقاومة التي ساهمت في تحرير لبنان والأهم من كل ذلك عاملاً من أجل كرامة لبنان حتى يكون عزيزاً قوياً لا يتحكم به الآخرون.
العلاقات الاعلامية