الديار : بقلم : محمد بلوط: اسبوع مفصلي لخطوات احترازية : فك اضراب المصارف وتدابير لمنع انفلات الشارع.. معلومات موثقة عند حزب الله استدعت تحذير نصرالله من تداعيات مخطط الفوضى.. الجلسة التشريعية على كف النصاب... ولجنة الاخوة والصداقة البرلمانية الى دمشق اليوم
ماذا سيحمل الاسبوع المقبل من تطورات بعد ارتفاع وتيرة الاحتقان في الايام الاخيرة، وبروز ملامح دخول البلاد في فوضى عارمة على غير صعيد .وعلى وقع التصعيد السياسي المرتبط بالحسابات المتعلقة بالاستحقاقات والملفات الاساسية وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي، تبقى البلاد تتقلب على صفيح ساخن نتيجة الانهيار الذي بات يهدد بالارتطام الكبير .وفي هذا الاطار قالت مصادر مطلعة لـ «الديار» ان ما جرى في الايام القليلة الماضية على الارض بالتزامن مع اضراب المصارف وقفزات الدولار الجنونية يشكل جرس انذار حقيقي من احتمال الذهاب الى مزيد من التداعيات الخطيرة تهدد الاستقرار العام في البلاد .واضافت ان هذه الحقيقة استدعت الى المسارعة لعقد اجتماع مجلس الامن المركزي في السراي، ثم اجراءاتصالات على ارفع مستوى لاستدراك الموقف ولجم الوضع، ولاتخاذ خطوات وتدابير عملية وسريعة على الصعيد الامني وعلى صعيد وقف لعبة الدولار الجهنمية ومعالجة اضراب المصارف .لكن ما تكشف في اليومين الماضيين خصوصا بعد خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، يؤشر الى ان ما شهدته البلاد مؤخرا لا يرتبط بمسألة استخدام لعبة الدولار لممارسة الضغوط من اجل مآرب سياسية فحسب، بل انه جزء من سيناريو اكبر لادخال البلاد في فوضى شاملة غير محسوبة النتائج.
معلومات لحزب الله عن خطة للفوضى
ووفقا لمصدر نيابي بارز لـ «الديار» فان خطاب السيد نصرالله والتحذيرات التي تضمنها لم تات من فراغ، وانما تستند الى معلومات بعضها موثق توافرت للحزب مؤخرا تؤشر الى توجه الادارة الاميركية وجهات خارجية وداخلية الى ترك الساحة اللبنانية تنزلق مرة اخرى في الفوضى بهدف الضغط على لبنان وعلى الحزب من اجل خلق معادلة سياسية جديدة وفرض واقع جديد يتحكم بالاستحقاق الرئاسي والمرحلة المقبلة .واضاف المصدر ان بعض هذه المعلومات يشير الى ان هناك امرا ما أخذ يدبر مؤخرا للانقلاب على الاجواء التي سادت بعد اتفاق ترسيم الحدود ولاحداث وتوسيع التوترات على الارض من خلال استخدام الضغط المالي والاجتماعي وسد كل المنافذ امام محاولات لجم التدهور الحاصل .وقال المصدر ان ما بعد خطاب السيد نصرالله ليس كما قبله، وان خطابه بالامس شبيه بخطابه قبل اتفاق ترسيم الحدود البحرية، ويمكن وصفه بان يرسم الحدود السياسية وغير السياسية الممنوع تجاوزها، لذلك تضمن عبارات حازمة وشديدة الوضوح واللهجة على شكل رسالة قوية في وجه كل ما يمكن ان يخطط له لاغراق البلاد في الفوضى .وتابع المصدر ان رسالة السيد نصرالله واضحة، وان على من يعنيهم الامر ان يفهمونها جيدا، خصوصا انها تضمنت عبارات صريحة بالاستعداد لكل الحسابات بما في ذلك حساب المواجهة في كل الاتجاهات ومنها مع العدو الاسرائيلي .
محاولات للجم التدهور وتوجه لوقف اضراب المصارف
وفي ظل هذا المشهد الساخن علمت « الديار» ان اتصالات جرت في الثماني والاربعين ساعة على مستوى رفيع بين كبار المسؤولين وقيادات سياسية، لا سيما بين الرئيسين بري وميقاتي للعمل من اجل نزع فتائل التوتر الاخير .وقالت المعلومات ان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي سيترأس اجتماع المجلس المركزي للمصرف غدا لبحث سبل وقف التدهور النقدي، شدد في الاجتماع المالي الاخير الذي ترأسه الرئيس ميقاتي على ان اية خطة او اجراءات في هذا الصدد تستلزم وقف اضراب المصارف وعودتها الى العمل .واضافت ان ميقاتي اكد على انه سيتولى شخصيا اجراء الجهود والاتصالات اللازمة لمعالجة الوضع مع المصارف من اجل وقف اضرابها.وعلم انه اجرى بالفعل خلال الساعات الماضية اتصالات في هذا الصدد هناك نتائج متقدمة تؤشر الى ان المصارف تتجه الى وقف اضرابها الاسبوع المقبل، وقد تعلن عن ذلك غدا .ووفقا للمعلومات ايضا فان خلافات حصلت داخل جمعية المصارف مؤخرا حول كيفية التعاطي مع القضاء والتحقيقات القضائية. كما ان بعض المصارف تضغط لاحداث تعديلات اضافية على صيغة قانون الكابيتال كونترول التي انجزتها اللجان المشتركة وصارت الان على جدول الهيئة العامة للمجلس.ويرتبط حسم هذا الموضوع في الجلسة التشريعية للمجلس التي بات عقدها صعبا ومستبعدا بعد ان اعلن التيار الوطني الحر مقاطعتها، واقفل الابواب اما الاتصالات والمساعي التي جرت مؤخرا لاقناعه بالمشاركة في جلسة محدودة جدول الاعمال لا يتجاوز عدد بنوده الـ١٢ بندا، منها ٧ اتفاقيات وقروض، وقانون الكابيتال كونترول واقتراح قانون موحد يرمي للتمديد لمديرين عامين وقيادات امنية ابرزهم المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم .وقالت مصادر نيابية ان استمزاج اراء الكتل والنواب في شأن الجلسة استمر بعد اعلان موقف التيارالوطني الحر من دون معرفة النتائج.
مصير الجلسة التشريعية
وقالت مصادر مجلسية للديار ان مكتب المجلس سيتابع مناقشة هذا الموضوع في اجتماعه غدا برئاسة الرئيس بري، وانه من غير الممكن التكهن بمصير الجلسة وما اذا كان الرئيس بري سيدعو اليها .واكتفت مصادر قريبة من عين التينة بالقول ان الرئيس بري سيأخذ الموقف المناسب على ضوء نتيجة أجتماع مكتب المجلس، وهو صاحب الصلاحية في الدعوة الى عقد جلسة ام لا .وقالت ان بعض المواقف من الجلسة مبنية على السياسة وليس الدستور، مشيرة الى ان رئيس المجلس يتصرف وفق الاصول والدستور عدا ان هناك قوانين عديدة مهمة يجب اقرارها في هذا الوضع القائم .ولفتت الى ان الرئيس بري كان السباق والمبادر الاول لانتخاب رئيس الجمهورية منذ اللحظة الاولى ولم يتخلف عن قيامه بمسؤولياته كاملة تجاه هذا الاستحقاق، بل بادر ايضا للدعوة الى الحوار من اجل التوافق على انتخاب الرئيس لكن البعض تخلف وافشل المبادرة .وقالت مصادر نيابية ان الرئيس بري يتجه الى الدعوة للجلسة التشريعية في الخميس المقبل بغض النظر عن تامين نصابها ام لا، وليتحمل كل طرف او كتلة او نائب مسؤوليته تجاه هذا الامر .
وفد نيابي الى دمشق
من جهة ثانية علمت الديار ان وفدا من لجنة الاخوة والصداقة البرلمانية اللبنانية السورية برئاسة رئيس اللجنة النائب علي حسن خليل سيتوجه اليوم الى دمشق في زيارة تضامن يلتقي خلالها رئيس مجلس الشعب وعدد من اعضاء المجلس وقيادات سورية.
باسيل يوصل التصعيد في كل الاتجاهات
وامس اطلق رئيس التيار الوطني الحر مزيدا من المواقف النارية ووجه سهامه الى اكثر من اتجاه، على طريقة عليّ وعلى اعدائي.وركز تصويبه على خيارات الثنائي الشيعي حول الاستحقاق الرئاسي وملفات اخرى، غامزا من قناة حزب الله بعد موقف السيد نصرالله الاخير.كما رمى سهما على قائد الجيش من دون ان يسميه باشارته الى رفض المجيء برئيس الجمهورية على ضهر الفوضى .وفي كلمته التصعيدية وتوزيع رسائله النارية في احتفال للتيار بحضور عمه الرئيس السابق ميشال عون قال باسيل « يريدون اصلاحا ويريدون ايضا الاجتماع والاتيان برئيس جمهورية فاسد ورئيس حكومة فاسد وحاكم مركزي افسد منهم وبحمايتهم، وبيزعلوا اذا قلنا لا، لا ومئة لا .ومن يريد دولة واصلاحا بالقوة التي يملكها بدل ان يستخدمها ضد الغرب فليستخدمها ضد شخص كرياض سلامة».واضاف « لا احد يهددنا بالفوضى او بعقوبات، « قديمة هيدي»، او بالفراغ او بالحكومة او بمجلس النواب.رئيس الجمهورية اما نختاره بقناعتنا، ولا احد يفرضه علينا، رئيس جمهورية على ضهر الفوضى كرئيس على ضهر دبابة اسرائيلية».وقال « ان اللواء ابراهيم حبيبنا وصاحبنا، ونتمنى ان يبقى بالامن العام مثل المدراء العامين المناح لعمر الـ ٦٨ « .
رعد : المكاسرة بالرئيس تضعف الموقف العام
من جهته دعا رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الى التفاهم حول شخص رئيس الجمهورية الذي يصلح لهذه المرحلة في البلد، رافضا اي مرشح تحدي لاي طرف لا سيما ان البلد لا يحتمل ان نكاسر بعضنا .واضاف : ان اللجوء الى المكاسرة في ما يتعلق بانتخاب الرئيس هو اضعاف للموقف الوطني العام، وعلينا ان نتفاهم ونتحاور.نريد رئيسا منفتحا على الجميع ولا يكون عليه فيتو مسبق من الآخرين «.
تعميم الكويت لمواطنيها في لبنان ؟
على صعيد آخر برز امس بيان لوزارة الخارجية الكويتية الى المواطنين الكويتيين الموجودين في لبنان تدعوهم فيه الى « ضرورة الابتعاد عن مواقع الاحتجاجات والاضطرابات الامنية في عدد من المناطق اللبنانية .»وتسرب تعميم مماثل للموطنين الالمان في لبنان، لكن مصادر السفارة نفت ذلك .وقالت مصادر مطلعة للديار ان ما جرى مؤخرا لا يستدعي مثل هذه التعاميم والتعليمات، ولقد حصلت في السابق احداث مماثلة واوسع ولم تصدر مثل هذه البيانات .واعربت عن خشيتها من ان يكون هناك معلومات وتقارير استندت اليها بعض السفارات لتقويم الموقف في لبنان.وان هذا الامر يؤشر الى اجواء معينة قد تظهر في الايام المقبلة .
صحيفة الديار