تسلّمت مصر، من السلطات الصهيونية، جثمان الجندي الشهيد محمد صلاح الذي قَتل 3 جنود إسرائيليين بعد عبوره الشريط الحدودي،بين سيناء وفلسطين المحتلة في وقت لا تزال فيه التحقيقات جارية بشكل موسَّع مع قادة الجندي وعائلته وأصدقائه المقرّبين، من قِبَل الجهات المصرية المعنيّة، سواءً العسكرية أو التابعة لوزارة الداخلية. وأبلغت السلطات الأمنية، عائلة صلاح، بأن عملية الدفن ستتمّ بشكل سريع ليلاً، وبحضور عدد محدود للغاية، فيما جرى توقيف شقيقه وعمّه، وطُلب من باقي أفراد عائلته عدم الحديث مع وسائل الإعلام وعدم الإدلاء بأيّ معلومات حول حياته. وكان أَوقف جهاز الأمن الوطني عدداً من أصدقاء الشهيد المقرَّبين، بعد وقت قصير من وقوع الحادث، من دون أن يفصح عن أيّ معلومات أو تفاصيل حول الجهة التي نُقلوا إليها، بينما يُتوقّع الإفراج عنهم خلال ساعات، مع انتهاء التحقيقات التي تُركّز بشكل أساسي على محاولة فهم دوافع صلاح إلى العملية، وما إن كانت هناك إشارات قد تحدّث بها مع أصدقائه وزملائه في الوحدة ومركز التدريب الذي تلقّى فيه تدريبات قبل الانتقال إلى نقطة عمله.
ووفق المعلومات الأوّلية المتوفّرة عن الشهيد، فالأخير هو من عائلة متواضعة تعيش في ضاحية عين شمس في القاهرة. والده كان يعمل سائقاً، ولديه شقيقان، وهو التحق بالتجنيد العام الماضي، وكان يُفترض أن يستمرّ فيه لمدّة 3 سنوات كفرد شرطة في الأمن المركزي، وتحديداً عند العلامة 47 على الحدود الدولية، والتي يتواجد فيها أفراد شرطة وفق «اتفاقية كامب ديفيد» بأسلحة خفيفة. وبينما كانت آخر زيارة تواجَد فيها وسط عائلته منتصف الشهر الماضي، خلصت التحقيقات التي تقودها المخابرات الحربية بمشاركة الأمن الوطني وعدد من القطاعات المعنيّة بالحادث، إلى صياغة سيناريو رسمي متّسق مع البيان الصادر عن القوات المسلّحة على الفور. وإذ جرى التشديد على ضرورة غلق الملفّ بشكل سريع وفوري، وتسوية جميع الأمور الخاصة به داخلياً، فقد صدرت قرارات بإيقاف ضباط في وزارة الداخلية معنيّين بالأمر، وإحالتهم على التحقيق على الفور، وإبلاغهم بالتقاعد في الحركة المقبلة للوزارة، والتي ستشهد تغييرات على مستوى واسع في هذه المنطقة. ودانت التحقيقات الأوّلية عدم متابعة المسؤولين عن ترشيح الجندي للخدمة في هذه المنطقة لصفحته على «فيسبوك»، والتي تحدّث فيها عن دعمه الفلسطينيين في مواجهة "إسرائيل"، وهي عبارة نشرها قبل التحاقه بالجيش بعام تقريباً، الأمر الذي كان «يستوجب» إبعاده عن هذه المنطقة.
رصد المحور الاخباري