هلال السلمان
تؤكد مصادر سياسية لبنانية مطلعة، "أن كل التهويل والضغط الاميركي الذي حصل خلال الايام الخمسة الاخيرة على لبنان في أعقاب إنطلاق معركة طوفان الاقصى لم يؤت ثماره بمنع لبنان والمقاومة فيه عن نصرة فلسطين والدفع بهما الى خيار النأي بأنفسهم عما يجري في قطاع غزة". وتشير المصادر في حديث لموقع "المحور الاخباري" الى
"أن ضغوطا اميركية هائلة مورست على لبنان الرسمي، وجرى إيصال رسائل الى قيادة المقاومة تحذر من مغبة الانخراط في المعركة ضد كيان العدو إنطلاقا من جبهة الجنوب اللبناني".
وتضيف المصادر ،" أن الوقائع الميدانية الحاصلة على جبهة الجنوب اللبناني، تؤكد أن الضغوط الاميركية المترافقة مع التهويل بقدوم أكبر حاملة طائرات اميركية الى شرق البحر المتوسط لم تؤثر على قرار المقاومة في لبنان التي اكدت عبر قادتها ان المقاومة في لبنان ليست على الحياد فيما يجري في قطاع غزة ومحيطه المتمثل بمعركة طوفان الاقصى".
وترى المصادر "ان ما يجري على جبهة الجنوب اللبناني بمواجهة جيش العدو شمال فلسطين المحتلة يجري وفق
خطة واستراتيجية مرسومة سلفا في سياق تنسيق العمل المقاوم بما يؤدي الى تحقيق الهدف المنشود من اي عمل عسكري من خلال هذه الجبهة".
وتلفت المصادر الى "معادلة يجب ان تكون واضحة للجميع ومفادها ان المقاومة ليست ولن تكون حرسا لحدود الكيان الصهيوني في جنوب لبنان"، مشيرة الى نوع من الترابط الموضوعي في تسلسل الاحداث الذي انطلق من خلال عملية تسلل الى شمال فلسطين المحتلة من قبل مجموعة عسكرية في "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي الاحد الماضي، حيث اشتبكت مع جيش العدو داخل حدود فلسطين المحتلة، ما ادى الى مقتل ثلاثة جنود بينهم ضابط كبير، واستشهاد مقاومين من المجموعة ،وبعد ذلك جاء رد المقاومة الاسلامية على استشهاد ثلاثة من مجاهديها حيث قصفت ثكنتين كبيرتين لجيش العدو شمال فلسطين المحتلة، وأتبعت ذلك باستهداف آلية لجيش الاحتلال في مستعمرة افيفيم الثلاثاء، بعد ذلك جاءت عملية إطلاق "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" امس صلية صواريخ من سهل القليلة جنوب صور باتجاه المستعمرات الصهيونية شمال فلسطين المحتلة .
واستمر الامر على هذا المنوال اليوم الاربعاء ، وترى المصادر "ان هذا التكتيك العسكري على جبهة الجنوب اللبناني يأتي في سياق عملية إشغال وإرباك للجيش الاسرائيلي لتشتيت قواته وعدم حشدها بمواجهة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ، وهذا امر هام جدا ويربك قيادة العدو التي تلقت ضربة قاسمة وحاسمة من خلال معركة طوفان الاقصى وتحاول الاستيقاض من هذه الصدمة".
بالمحصلة، تؤكد المصادر السياسية اللبنانية، "انه رغم كون ما يجري في جبهة الجنوب حاليا هو عملية إشغال وإرباك للاسرائيلي إلا أن فتح الجبهة له حساباته الدقيقة وتوقيته الصحيح لدى قيادة المقاومة ومحورالمقاومة ويتعلق الامر بجانب كبير منه بحسابات الحرب الكبرى والشاملة مع كيان الاحتلال، وإن كان الامر كذلك يتعلق في جانب منه بمدى تطور الاحداث على جبهة قطاع غزة والمدى الذي يمكن ان يذهب اليه التغول الصهيوني بحرب الابادة على المدنيين في قطاع غزة" .
خاص المحور الاخباري