هلال السلمان
يرى خبراء مختصون بالشأن العسكري أن هناك أسباب عديدة لعدم إنطلاق الهجوم البري للجيش الصهيوني على قطاع غزة بعد مضي 18يوما على معركة "طوفان الاقصى" وبدء العدوان على القطاع، رغم التهويل المتواصل والاستعدادات اللوجستية للكيان الصهيوني على هذا الصعيد .
ويلخص مصدر مطلع في حديث لـ"المحور الاخباري" التردد الصهيوني بإطلاق الهجوم البري بأربعة اسباب على الشكل التالي:
أولا : خشية الولايات المتحدة الاميركية من توسع الحرب ودخول "محورالمقاومة" على خط المواجهة الشاملة، ومن ضمن الاهداف ضرب جميع القواعد والبوارج الاميركية في المنطقة، وهو ما لاحت بشائره مؤخرا في العراق وسوريا واليمن، يضاف الى هذا الخشية الكبيرة من توسع الحرب على الجبهة الشمالية مع حشد الجيش الصهيوني ثلاث فرق مقابل حزب الله الذي فتح الجبهة اللبنانية من الناقورة حتى جبل الشيخ في سياق استراتيجية التدخل المتدرج الذي يتناسب مع إدارة المعركة غير آبه لكل التهويل والتهديد الغربي تجاه لبنان .
ثانيا : الخلافات السياسية بين قادة الكيان الصهيوني، وفي هذا السياق، يشير المصدر الى ان السكاكين باتت جاهزة من قبل خصوم رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو للنيل منه، وهم بدأوا منذ الان التحضير للجنة تحقيق قضائية بعيدة عن تدخل الحكومة لتحميله مسؤولية الهزيمة في 7تشرين اول ، وهو لذلك يحسب الف حساب لتلافي مزيد من الغرق في وحول قطاع غزة .
ثالثا : عدم الجهوزية المعنوية للجيش الصهيوني رغم العتاد والعديد الكبير المتوفر لخوض المعركة، وفي هذا الاطار يلفت المصدر الى ان مشهد الهزيمة المذلة لفرقة غزة الصهيونية واستسلام الجنود لمقاتلي كتائب القسام دون اطلاق رصاصة واحدة، حفر عميقا في وعي الجنود الذين اغلبيتهم الساحقة ستكون من جنود الاحتياط الذين خرجوا من الخدمة العسكرية منذ سنوات وليسوا مؤهلين لخوض حرب شوارع وأنفاق مع مقاتلي حماس والجهاد الاسلامي الذين يعدون بعشرات الالاف وينتظرون لحظة الالتحام مع الجحافل الصهيونية المتقدمة نحو أطراف القطاع.
رابعا: الخشية من المفاجآت والغرق في وحول قطاع غزة الذي ينتظر مقاوموه التورط البري لجيش العدو بفارغ الصبر لتوجيه ضربة مميتة للجيش الصهيوني، ويدرك قادة الجيش الصهيوني -بحسب المصدر- ان قطاع غزة من فوق ليس مثله من تحت، فما ينتظر دباباتهم هو التدمير والاحراق تكرارا لمشهد 7اكتوبر الجاري، ولذلك يخشى قادة الكيان الصهيوني ورعاته الاميركيون من هزيمة إضافية تكرس مشهدية الازمة الوجودية لهذا الكيان من خلال حتمية الزوال، لذلك يعوضون عن اطلاق الهجوم البري بحرب الابادة على الاطفال والنساء والشيوخ وتدمير قطاع غزة علهم يعوضون عن الهزيمة ويغطوا على عجزههم في اطلاق الهجوم البري، والذي لا زال متعثرا حتى الان .
خاص المحور الاخباري