على الرغم من إعلان «إذاعة الجيش الإسرائيلي» عدم توفّر أي معلومات تفيد بوجود أي اسرى صهاينة في «مجمع الشفاء» الطبي، فقد أقدم الجيش الإسرائيلي على تطويق المستشفى من جميع الاتجاهات «وتميشط محيطها»، وتحويلها إلى شبه «ثكنة عسكرية»، قبل أن يقتحمها، ويعتقل عدداً من النازحين فيها.
وشهد داخل المستشفى، كما محيطه، إطلاق نار، ما أجبر العاملين على الابتعاد عن النوافذ، وفق ما أكد أحد الأطباء في المستشفى، والذي نفى صحة أي مزاعم، حول أن تكون «حماس» قد استخدمت المستشفى كمركز للقيادة.
وحذّر «المرصد الأورومتوسطي» لحقوق الإنسان، من جهته، من أنّ إسرائيل تحول مباني «مجمع الشفاء» الطبي في غزة إلى مركز للاعتقال والتنكيل، متخوفاً من حدوث عمليات قتل، مع استمرار إطلاق النار المتقطع، داخل المجمع منذ اقتحامه.
وأكّد المرصد أنّ مزاعم استخدام «مستشفى الشفاء» لأغراض عسكرية، لا تحتاج إلى كل هذا الوقت، للتمشيط والمداهمة، لافتاً إلى أنّ «طول الفترة التي يستغرقها الجيش داخل المجمع، يثير مخاوف من إعداد مسرح لمشهد مصطنع».
وتعقيباً على هذه الأحداث، اعتبرت الخارجية الأردنية أنّ اقتحام المستشفى يعدّ انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني، محملةً إسرائيل «مسؤولية سلامة الموجودين فيه»، مشيرةً إلى أنّ استمرار تدمير المرافق المدنية في غزة، هو إمعان في ارتكاب «جرائم حرب»، وانتهاك القانون الإنساني.
بدورها، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن متحدث باسم مجلس الأمن الأميركي قول إنّ واشنطن «لا تريد أن ترى معركة بالأسلحة النارية في المستشفى»، مشدداً على ضرورة «حماية المستشفيات، وعدم قصفها من الجو».
وعلى رغم هذه التصريحات، ومع أن واشنطن تكثّف جهودها في اتّجاه إرساء هدنة تتيح إتمام عملية تبادل الأسرى كما تزعم، إلّا أنها تؤمّن، في المقابل، غطاءً تامّاً للعدوان الإسرائيلي على المستشفيات؛ إذ زعم «البنتاغون»، مساء أمس، أن «حماس والجهاد تديران مركز قيادة وسيطرة من مجمّع الشفاء في غزة»، في حين أعلنت الخارجية إجراء محادثات مع منظمات إنسانية وأطراف ثالثة بشأن إخلاء مستشفيات القطاع.
رصد المحور الاخباري