هلال السلمان
بات واضحا إرتفاع منسوب حماوة المواجهة بين المقاومة الاسلامية في لبنان والجيش الصهيوني على جبهة الجنوب، خلال الاسبوعين الاخيرين، فهل يعد ذلك مؤشرا على اتجاه المواجهة نحو "التدحرج الكبير"، وصولا الى الحرب الشاملة؟،أم تبقى الاوضاع عند السقف الذي نحته منذ 8تشرين أول الماضي رغم التغير الجزئي في التكتيك الحربي؟.
فقد لاحظ المراقبون أن عمليات المقاومة الاسلامية إزدادت نوعيةً خلال الاسبوعين الاخيرين لعدة نواحي منها :
1-إزدياد العمق الجغرافي للاهداف العسكرية المضروبة بصواريخ موجهة والتي بلغت في بعض العمليات 8كيلومترات.
2-استهداف وتدمير مبان سكنية يتحصن فيها جنود صهاينة داخل المستعمرات بصواريخ تحمل رؤوس متفجرة "فراغية".
2-ضرب أهداف حساسة، بعيدة عن الحدود ،منها استهداف قاعدة للقبة الحديدية، ومراكز قيادة مستحدثة في اكثر من قطاع وضرب مبان ثكنات تابعة لأجهزة استخبارات العدو، وإلحاق خسائر بشرية فادحة بضباط وجنود الاحتلال.
بالمقابل، عمد الجيش الصهيوني الى توسيع دائرة عدوانه لتطال مبان سكنية داخل القرى الحدودية، وذلك باستهدافها بغارات من الطيران الحربي بحيث تلحق كل غارة أضرارا بحي سكني كامل، مع إزدياد أعداد الشهداء المدنيين كما حصل في العديد من القرى منها حولا ومركبا والخيام وكفركلا وميس الجبل وليل امس في بنت جبيل.
مصادر مطلعة تستبعد في حديث لـ"المحور الاخباري"، "ذهاب الامور نحو التدحرج الكبير او الحرب الشاملة على جبهة الجنوب رغم التصعيد الحاصل من الجانبين ، فمن جهة حزب الله فإنه رسم المعادلة منذ اليوم الثاني لمعركة طوفان الاقصى، لجهة ان جبهة الجنوب اللبناني هي جبهة مساندة للمقاومة في غزة وإشغال وإنهاك لجيش العدو وفرقه العسكرية على جبهة الشمال واستنزاف جبهته الداخلية، من خلال عبء المهجرين الصهيانة من مستوطنات الشمال والبالغ عددهم قرابة 120الف مستوطن قد نزحوا عن قرابة 26مستوطنة شمال فلسطين المحتلة، وبات هؤلاء يتظاهرون يوميا ضد حكومة نتنياهو". والمعادلة ستبقى على هذه الوتيرة اذا بقيت المقاومة صامدة في غزة ولم يغامر العدو على جبهة لبنان.
أما في الجانب الصهيوني، فتؤكد المصادر، "أن كيان العدو لا يزال مردوعا على الجبهة الشمالية رغم التصريحات التهويلية لبعض قادته، فهو غارق في وحول غزة ولا يستطيع باي حال من الاحوال خوض الحرب على جبهتين" ، اما عن تفسير توسيع العدو لدائرة عدوانه في الجنوب واستهداف نقاط على بعد يزيد عن 20كيلومترا في بعض المناطق، فترجح المصادر "ان العدو يستهدف بعض التجهيزات التي تستخدم لمرة واحدة، التي أبقيت في مكانها بعد أدائها المهام المطلوبة منها".وتشدد المصادر، "على أن العدو لو كان بوضعية تؤهله المبادرة وتحقيق مكاسب على جبهة لبنان لما بقي في دائرة تلقي الصفعات اليومية التي توجهها المقاومة الاسلامية لقواته على طول الجبهة من الناقورة الى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا".
خاص المحور الاخباري