اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان "لا وحدة للبنان من دون وحدة الجبل بشقيه الدرزي والمسيحي"، داعيا الى "تخصيصه بمشاريع انمائية"، وقال: "وعد مني لكم بتثبيت اقامتكم في مناطقكم وقراكم واعرف كيف افي بالوعد".
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين، رئيس حزب "التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب مع وفد كبير من مشايخ الجبل ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات ومسؤولين حزبيين ومواطنين اتوا للترحيب به في المقر الصيفي.
في مستهل اللقاء، القى وهاب كلمة، فقال: "فخامة الرئيس، على بعد مئات الامتار من هنا، كان فخر الدين المعني الكبير الذي امتدت امارته من صفد حتى حلب وشرقا حتى تدمر، واسس لبنان بجناحيه المسلم والمسيحي، وانت يا فخامة الرئيس اعرفك جيدا واعرف ان فخر الدين هو من يسكنك، المؤسس الوحدوي اللبناني الحقيقي الذي جعل من الشوف عاصمة الامارة المتحررة الى حد ما ضمن السلطنة العثمانية، ونحن فخامة الرئيس ابناء الجبل ما زال في عقل كل منا فخر الدين وحلم فخر الدين".
اضاف: "نحن واياكم اسسنا لبنان، وبالرغم من التغييرات الديموغرافية، ما زال في ذهننا اننا الحكام والمؤسسون، وهذا امر لا يفهمه كثيرون، لكن فخامتك تعرف الجبل جيدا وتعرف ان لبنان لن يكون بخير اذا لم يكن الجبل بخير".
وتابع: "فخامة الرئيس، بين الدروز والمسيحيين مئات السنين من التحالف وسنوات قليلة من النزاع، فلنستعد سنوات التحالف ولننسى سنوات النزاع والصراع، فالجبل لا ينهض الا بتحالفنا. وعندما كان التحالف قائما اتينا الى الجبل بافضل زراعته وبفن العمارة وبالتطوير، وفي اشهر الصراع القليلة دمرنا ما بنيناه. فهل سنبقى نعيش اسرى صراعاتنا ام نستجيب لطموحات شبابنا بالتطوير والبناء؟. فخامة الرئيس انت بالنسبة لنا لست فقط رئيس البلاد، بل انت رئيس مؤسس لوطن نحلم به، وطن كنا قادرين على صنعه منذ اربعمائة عام، فما بالنا اليوم نعجز عن تجديد التجربة؟ فخامة الرئيس، نريد الوطن الذي وعدتنا به، وطن مؤسسات وقانون وشفافية، وطن يفتخر ابناؤه بالانتماء اليه، وطن يستعيد مغتربيه ويصنع مستقبلا لخريجيه، وطن لا يقف فيه مريض على باب مستشفى وطالب خارج الجامعة لعجزهما عن تأمين المال".
واردف وهاب: "فخامة الرئيس، انت هنا اليوم على كرسي فخر الدين، فلنعيد نحن واياكم الشوف والجبل الى سابق عزه، ونعزز وضع المقيم بالانماء المتوازن ولنعزز اقامة العائد بالمشاريع الاستراتيجية. اما الترحيب، فلست هنا لارحب بك، فليس بيت الدين بيتك، بل لك في كل قلب من قلوبنا بيت، اطال الله بعمرك وسدد خطاك".
رئيس الجمهورية
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مؤكدا سعيه الى "انهاء المشاكل السابقة والسير بعصر نهضة جديد، بدأنا به بالفعل وقد اتى بعض الاحداث ليشكل نوعا من الخلل، ومن واجبنا اعادة تصحيح هذا الخلل".
وشدد الرئيس عون على ان "لا وحدة للبنان من دون وحدة الجبل المعروف بشقيه الدرزي المسيحي"، موضحا انه لا يقول ذلك "انتقاصا لباقي المكونات، بل من منطلق وصف واقع الحال قبل انشاء دولة لبنان الكبير الذي سيحتفل به لبنان العام المقبل، حيث تمكن الامتداد الحيوي للبنان الصغير من ان يكبر ويستوعب كل المكونات اللبنانية".
وتوجه رئيس الجمهورية الى اعضاء الوفد مؤكدا مشاطرته احلامهم، لافتا الى سعيه "لمعالجة ارث لبنان الثقيل من الازمات المتعددة"، مشددا على "ضرورة تخصيص الجبل بمشاريع انمائية"، وقال: "وعد مني لكم بتثبيت اقامتكم في مناطقكم وقراكم واعرف كيف افي بالوعد".