المقال السابق

لبنان  بري: التاريخ يعيد نفسه والحق يحررنا
31/03/2024
خاص خاص: مأزق استراتيجي للعدو على الجبهة الشمالية 

هلال السلمان 
بدأ الخبراء السياسيون والعسكريون لدى الكيان الصهيوني بالاعتراف مؤخرا بحصول "مأزق استراتيجي" لكيان الاحتلال على الجبهة الشمالية مع لبنان، بعد ستة أشهر من "حرب الاستنزاف والإنهاك" التي تخوضها المقاومة الاسلامية ضد الجيش الصهيوني على طول الجبهة بين لبنان وشمال فلسطين المحتلة، من الناقورة غربا الى عمق الجولان السوري المحتل، شرقا. 
وفي هذا السياق، ترى مصادر سياسية لبنانية مطلعة في حديث لـ"المحور الاخباري"، "أن هذا المأزق الاستراتيجي للعدو  صنعته الانجازات المتراكمة للمقاومة الاسلامية على هذه الجبهة التي تتواصل فيها العمليات النوعية ضد مواقع وحشودات العدو  يوميا منذ الثامن من تشرين الثاني 2023". 
                                                عجز عن الذهاب الى الحرب الشاملة 
وباعتقاد المصادر فإن إنجازت كبيرة حققتها المقاومة على هذه الجبهة حتى الان عمقت المأزق الصهيوني، منها: 
                                         
أولا : إنكشاف العجز الصهيوني عن الذهاب الى الحرب المفتوحة مع المقاومة في لبنان حتى الان، رغم مئات التهديدات التي أطلقها قادة العدو بهذا الصدد على مدى أشهر، من رئيس الحكومة بينامين نتنياهو الى وزير حربه يوآف غالانت الى رئيس الاركان هيرتسي هليفي وغيرهم من القادة والوزراء.
ورغم موجات التصعيد الصهيوني ومحاولة التفلت بين فترة وأخرى من قواعد الاشتباك التي رسمتها المقاومة، فإن  التصعيد الصهيوني يحاذر الذهاب نحو الحرب الشاملة، وفي هذا الاطار، تشيرالمصادر الى تصريحات غالانت الاخيرة بعد عودته من واشنطن وزيارته جبهة الشمال والتي تحدث فيها عن "الانتقال من الدفاع الى الهجوم على الجبهة الشمالية"، وترى المصادر "ان هذا الموقف هو اعتراف من قيادة العدو بعجزها عن الذهاب الى الحرب المفتوحة، واستبدالها بتوجيه ضربات موضعية مؤلمة للمقاومة، كما حصل في العدوان الغادر على ريف حلب قبل ايام والذي استهدف نقاطا للجيش السوري والمقاومة، هي عبارة عن نقاط تمركز في مواجهة ارهابيي جبهة النصرة". 
                                                 استمرار التهجير لأكثر من 100الف مستوطن 
ثانيا: من علامات المأزق الاستراتيجي على الجبهة الشمالية للكيان الصهيوني، هو التهجير المتواصل لأكثر من مئة الف مستوطن منذ نصف عام، ومن غير الواضح_تقول المصادر _ عدد الذين سوف يعودون الى المستوطنات المحاذية للحدود مع لبنان حتى لو توقفت المعركة، بسبب رعبهم من "قوة الرضوان"، وهو امر يحصل للمرة الاولى منذ إنشاء الكيان الصهيوني عام 1948.
ففلسفة هذا الاستيطان _تضيف المصادر_ الذي جلب الصهاينة من بقاع الارض البعيدة الى فلسطين هو الوعد بحياة آمنة لا يعكر صفوها خطر داهم يهدد الوجود، وهذه المعادلة لم تعد قائمة في شمال فلسطين مع الهاجس المتواصل للمستوطنين من عبور "قوة الرضوان" الى الجليل، وهو هاجس تحول الى "فوبيا" بعد ما جرى في "طوفان الاقصى" في السابع من اكتوبر على جبهة غزة. 
                                              التراجع التراكمي لجيش العدو أمام المقاومة اللبنانية 
ثالثا: من معالم المأزق الاستراتيجي للعدو على الجبهة الشمالية، هو معادلة "التراجع التراكمي" للجيش الصهيوني امام المقاومة اللبنانية منذ عشرات السنين بخط بياني يسير باتجاه واحد، فمن الهروب من بيروت عام اثنين وثمانين ، الى الانسحاب من معظم مدن وقرى الجنوب عام 85، والاندحار المذل عن الشريط الحدودي المحتل عام الفين، والهزيمة التاريخية في عدوان 2006، ها هو العدو يتراجع مجددا داخل حدود فلسطين المحتلة، ويعتمد خططا دفاعية خشية هجوم المقاومة، وينتقل الحزام الامني من جنوب لبنان الى داخل فلسطين المحتلة، ومعه بتنا نشاهد سواتر ترابية وإسمنتية داخل المستعمرات لمنع المستوطنين من دخولها خشية صواريخ وهجمات المقاومة. فضلا عن تراجع العدو عن مواقعه الثابتة والعلنية على طول الحدود الى مواقع وتموضعات مخفية في الاحراج، واختباء الجنود داخل الابنية السكنية في المستعمرات، يضاف الى ذلك إعتماد أساليب متخفية وحذرة لتنقلات آليات العدو وقادته في المنطقة القريبة من الحدود مع لبنان، وهذه معادلة جديدة تضاف الى إنجازات المقاومة في معركتها الحالية مع جيش العدو . 
                                                             تفجر أزمة التجنيد الاجباري 
رابعا: تؤكد المصادر السياسية المطلعة أنه من أهم إنجازات المقاومة على الجبهة الشمالية،هي تفجر "أزمة التجنيد الاجباري" في المجتمع الصهيوني بين "العلمانيين" و"الحريديم"، وتهديد الحاخام الاكبر للحريديم بمغادرة الكيان الصهيوني إذا جرى إقرار قانون التجنيد الجديد في الحكومة الصهيونية، وهذه الازمة سببها الاكيد هو جر المقاومة الاسلامية لعدة فرق في جيش العدو الى الجبهة الشمالية للتخفيف عن غزة، وبالتالي وقع العدو في أزمة عديد بعد الخسائر البشرية الفادحة وعملية الانهاك التي تعرضت لها الفرق والالوية لجيش الاحتلال الغارقة في وحول ورمال قطاع غزة .
وتختم المصادرالسياسية، أنه لهذه الاسباب وغيرها الكثير، فإن العدو يواجه مأزقا استراتيجيا على الجبهة الشمالية، فيما بالمقابل تسجل هذه المعادلات إنجازا استراتيجيا للمقاومة الاسلامية، يقترب من الانجاز الذي حققته معركة طوفان الاقصى في 7اكتوبر في مستعمرات غلاف غزة والهزيمة المذلة لفرقة غزة في الجيش الصهيوني. 

خاص المحور الاخباري

الكلمات المفتاحية

مقالات المرتبطة