خاص: حكمة الحزب أسقطت الكمين المستعجل لإيقاع الصدام بينه وبين الجيش على طريق المطار
هلال السلمان
لم يستطع أحد من المراقبين والمتابعين حتى الان، إعطاء تفسير لسبب مبادرة عناصر الجيش الذين كانوا منتشرين عند مدخل مطار بيروت الى الاعتداء بالغازات السامة على الاعتصام السلمي الذي كان ينظمه حزب الله عند جسر الكوكودي بعد ظهر امس، رفضا للاملاءات الصهيونية على لبنان بمنع الطيران الايراني من الهبوط في مطار بيروت.
فالاعتصام كان سلميا وحضاريا بامتياز، وحصل الاعتداء في الوقت الذي كان الاعتصام قد شارف على الانتهاء، حيث أن نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي كان قد شارف على اختتام كلمته من على المنصة التي كان يعتليها على سيارة (بيك آب) عندما سقطت القنبلة الغازية الاولى امام تلك المنصة مباشرة، لتليها عشرات القنابل الغازية التي أدت الى عشرات الاصابات وحالات الاختناق بين المشاركين والمشاركات في ذلك الاعتصام السلمي.
مصادر سياسية متابعة تؤكد في حديث لـ"المحور الاخباري"، "أن ما جرى كان كمينا معدا على عجل في غرف مظلمة لإيقاع الصدام بين الجيش وحزب الله، باعتبار ان الحزب هو الذي دعا رسميا الى هذ الاعتصام والفرصة سانحة لذلك، لكن حكمة حزب الله قطعت الطريق على هذا المخطط الخبيث ودفنته في مهده ، من خلال الاعلان فورا عن انتهاء الاعتصام ودعوة المعتصمين الى المغادرة بعدما أوصل الرسالة المرجوة من الاعتصام".
وتتابع المصادر أن ما يرجح فرضية "الكمين المستعجل"، "هو ما جرى القيام به في بداية الاعتصام حيث كان المخطط بضرب الاعتصام منذ البداية، وذلك من خلال الزج بقافلة لقوات اليونيفيل بين المعتصمين في وسط الطريق برفقة سيارة من الشرطة العسكرية،وذلك في التوقيت نفسه لبداية الاعتصام، مع الاشارة الى أن الطريق الجانبية المؤدية من جادة الرئيس حافظ الاسد الى المطار كانت مفتوحة بشكل طبيعي في ذلك الوقت، والامر الانسب هو سلوك تلك القافلة ذلك الطريق الى داخل المطار، لكن ما جرى هو عكس ذلك، فالمخطط كان المرور بقافلة اليونيفيل بين المعتصمين على طريق المطار القديمة مع توقع التعرض لها من قبل هؤلاء، لكن ذلك لم يحصل ومرت القافلة بسلام دون ان يعترض طريقها أحد، ما فوت الفرصة على اصحاب الغرف المظلمة. فكان القرار بأن يكون الاعتداء على الاعتصام خلال كلمة المسؤول في حزب الله محمود قماطي بعد مضي نصف ساعة على بدايته" .
وهنا تطرح التساؤلات من هي الجهة التي أرادت الزج بالجيش في صدام مع حزب الله من خلال استهداف اعتصام سلمي حضاري يحتج على العربدة الاسرائيلية في لبنان، ولخدمة اي مشروع؟.
وتجيب المصادر السياسية "أن الاميركيين هم على رأس اللائحة في المصلحة والهدف بحصول صدام بين حزب الله والجيش في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ لبنان، ولدى هؤلاء قدرات عمليانة نافذة في مفاصل بعض المؤسسات الامنية في لبنان لبث سمومهم ومخططاتهم الشريرة لمصلحة العدو الصهيوني".
ولا شك ان الامر بموضوع كشف الملابسات هو برسم قيادة الجيش لإجراء تحقيق بما جرى من اعتداء وتحديد المسؤوليات وفق ما طالب حزب الله في البيان الذي صدر اليوم عنه بشأن الحادثة.
وهنا تلفت المصادر الى "ان الجيش حاليا يقوده رئيس الاركان حسان عودة المحسوب على الحزب الاشتراكي، بعدما بات قائد الجيش الاصلي جوزيف عون رئيسا للجمهورية، وليس من باب الصدفة ان يكون وزير الاشغال فايز رسامني الذي رضخ للاملاءات الصهيونية بشأن المطار ومنع الطائرة الايرانية، هو الوزير المحسوب على الحزب الاشتراكي، وليس من باب المصادفة ايضا انتزاع وزارة الاشغال والنقل من حصة حزب الله كما كان حاصلا في الحكومة السابقة وإعطائها للحزب الاشتراكي في حكومة نواف سلام، وهو الحزب المنغمس مجددا بالمشروع الاميركي السعودي في لبنان، حيث يبشر وليد جنبلاط بمرحلة جديدة لا بد من التكيف معها ودعوته حزب الله الى المقاومة "الثقافية" بدل المقاومة المسلحة ضد الكيان الصهيوني، في استعادة لخيار جربه جنبلاط مع فريق 14آذار منذ عام 2005 قبل ان يتراجع لاحقا ويتهم الاخرين بأنهم حمسوه، عندما شارك في القرار المشؤوم لحكومة فؤاد السنيورة بنزع سلاح الاشارة للمقاومة في 5ايار عام 2008".
خاص المحور الاخباري