بعد ثلاثة اشهر من عمر العهد الجديد في لبنان، استفاقت الرياض من أوهامها، ولمست عقم رهاناتها التي كانت تتوسل وصول عهد جديد في لبنان لتحقيقها وهي ضرب مشروع المقاومة في لبنان.
وفي هذا السياق، تقول مصادر مطلعة في حديث لـ"المحور الاخباري"، "أنه كان من الواضح لجميع المراقبين السياسيين أن السعودية لن تقدم أية مساعدات مالية واقتصادية للبنان إلا بعد ان ترى العهد الجديد يسير في مخطط ضرب سلاح المقاومة، وهو ما لم يتحقق، حيث قدم رئيس الجمهورية جوزيف عون مصلحة لبنان والسلم الاهلي فيه على اية مصلحة خارجية، سواء كانت أميركية أو سعودية، لأنه يدرك أن اي صدام بين الجيش والمقاومة سيجر الى حرب اهلية ولن يستفيد منه سوى العدو الصهيوني وأصحاب المشاريع المتربصين شرا بلبنان".
وتضيف المصادر، "يبدو أن هذا البعد الوطني في مواقف عون لمسه السعوديون خلال زيارته الاولى الى الرياض قبل شهر رمضان المبارك، وأنه عليهم عدم الرهان على شقاق داخلي يخدم مصلحتهم المعادية لنهج وخيار المقاومة في لبنان".
وبناءً عليه، تتابع المصادر المطلعة، "أن السعودية حسمت خيارها باستمرار حصارها المالي والاقتصادي على لبنان، وبالتالي غاب الحديث عن الزيارة الثانية التي كانت مرتقبة للعماد عون الى السعودية بعد عيد الفطر المبارك والتي كان يفترض ان يجري خلالها توقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية بين الجانبين، وبموازاة ذلك لم ترفع السعودية ومعها بعض دول الخليج التي تدور في فلكها، حظر سفر مواطنيها الى لبنان".
وتتوقف المصادر عند "الاستدعاء" السعودي لرئيس حكومة لبنان نواف سلام مؤخرا الى الرياض و"الاحتفاء" به بالصلاة الى جانب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وقد جاء هذا التكريم السعودي لسلام بعد الانتكاسة الكبيرة له في جلسة مجلس الوزراء التي اختار فيها رئيس الجمهورية جوزيف عون التصويت على تعيين حاكم مصرف لبنان،وترى المصادر ان هذا "الاحتضان" السعودي لسلام يأتي كرد على ما قام به رئيس الجمهورية في جلسة تعيين الحاكم .
كذلك تؤكد المصادر أن الرياض ليست بعيدة عن الايعاز بـ"الحملة" التي بدأها رئيس حزب القوات سمير جعجع على الرئيس عون مؤخرا.
خاص المحور الاخباري