هلال السلمان
بدا واضحا مؤخرا، "إنزياح" الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن مشاريع رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو التي يهدف من خلالها الاخير الى الذهاب لمزيد من المغامرات العدوانية والتصعيد في المنطقة، في سياق الرؤية التوسعية لليمين الصهيوني المتطرف الحاكم في تل أبيب، ويريد جر إدارة ترامب خلف هذا المشروع.
على أن ترامب الذي ماشى نتنياهو في الاشهر الاولى لولايته الثانية، من خلال دعم استمرار العدوان على غزة وتغطية العربدة في وسوريا، واستمرار العدوان على لبنان، اكتشف مؤخرا أن نتنياهو الذي لا تجمعه به اصلا "كيمياء" منذ الولاية الاولى، "يتلاعب به" وبإدارته وبأهدافه التي يأتي في رأس اولوياتها مصالح واشنطن قبل مصلحة الصهاينة في تل ابيب.
لذلك كانت "انتفاضة" ترامب على نتنياهو من خلال العديد من الخطوات الملموسة التي اتخذها على الشكل التالي:
اولا: عمد ترامب الى "تنظيف" فريقه المقرب منه من "ودائع نتنياهو" والحاملين لرؤية الاخير حول سياسات واشنطن في الشرق الاوسط، وكان قرار ترامب في هذا السياق، بإقالة مستشاره للامن القومي مايك والتز المقرب جدا من نتنياهو ويتبنى رؤيته في منطقة الشرق الاوسط .
ثانيا: ذهب ترامب بقناعة تامة الى مفاوضات دبلوماسية مع ايران للوصول الى اتفاق حول الملف النووي وقضية رفع العقوبات،فيما كان نتنياهو يسعى لجر واشنطن الى مغامرة عدوانية تجاه ايران، وفي هذا الاطار، تؤكد صحيفة "واشنطن بوست"، أن قرار ترامب بإقالة مستشاره للأمن القومي مايكل والتز، "كان نتيجة غضبه منه بعد تنسيقه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خاصة في ما يتعلق باستخدام القوة العسكرية ضد إيران".
ثالثا: الاتفاق الذي أبرمه ترامب مع قيادة "انصار الله" في صنعاء، والذي افضى الى وقف العدوان الامريكي على اليمن مقابل وقف الجيش اليمني استهداف البوارج الاميركية في البحرين الاحمر والعربي، مع استمرار صنعاء بضرب الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على عمق الكيان الصهيوني، وهو ما جرى بعد توقيع الاتفاق، ما اغضب قادة كيان العدو.
رابعا: كانت الخطوة الرابعة في "انزياح" ترامب عن سياسات نتنياهو، هو المفاوضات المباشرة التي جرت بين واشنطن وحركة حماس والتي أفضت الى أطلاق سراح اسير صهيوني يحمل الجنسية الاميركية، وهي مفاوضات جرت دون معرفة الحكومة الصهيونية ودون تنسيق معها، وقد أحرجت هذه المفاوضات نتنياهو وحلفاءه في اليمين المتطرف، اولا مع عائلات الاسرى الصهاينة الذين اتهموا نتنياهو بترك مصير ابنائهم فيما اهتم ترامب بمصيرهم اكثر منه، وهو ما عبر عنه الاسير الصهيوني المفرج عنه عيدان الكسندر من خلال شكره ترامب على اطلاقه ورفضه بالمقابل لقاء نتنياهو، يضاف الى ذلك بروز رغبة لدى إدارة ترامب بضرورة انهاء العدوان على غزة بعدما فشل نتنياهو في تحقيق أية اهداف،لجهة القضاء على المقاومة رغم مرور اكثر من عام ونصف العام من تاريخ بدء العدوان على غزة ، وقد عبر ترامب عن غضبه من سياسات نتنياهو، بالاعلان أنه لن يزور الكيان الصهيوني خلال جولته في المنطقة، التي بدأها اليوم من السعودية.
وهنا تتساءل مصادر سياسية مطلعة في حديث لـ"المحور الاخباري"، "عما اذا كان هذا الافتراق الكبير بين سياستي ترامب ونتنياهو في المنطقة سيصل صداه أيضا الى مقاربة الوضع في لبنان ؟، وهل يبدل ترامب في طريقة التعاطي الاميركية التي تغطي منذ خمسة اشهر الى الان العدوانية الصهيونية على لبنان،وتتغاضى عن تفلت العدو من الالتزام باتفاق وقف اطلاق النار؟".
وفي هذا السياق،تضيف المصادر، "هل سيكون هناك قرار جديد لإدارة ترامب بوضع حد لعدوانية نتنياهو في لبنان؟، وهل سيأتي الايعاز الى نائبة المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط ،"الصهيونية"، مورغان أورتاغوس بأن تحمل ضغوطها الى تل ابيب بدل حملها الى القيادات اللبنانية كما تفعل منذ خمسة اشهر؟"، من دون ان تستبعد المصادر، "ان يجري إستبدال أورتاغوس بموفد آخر تكون مهمته مواكبة المقاربة الجديدة لإدارة ترامب تجاه المنطقة ومن ضمنها لبنان".
أسئلة لا يمكن حسم الاجابة عنها مبكرا، بانتظار زيارة الاخيرة الى لبنان نهاية الشهرالجاري.
خاص المحور الاخباري