قال نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في كلمة بحسينية الإمام الهادي (ع) في الاوزاعي في الليلة الثالثة من محرم الحرام:
يوم الأحد قامت المقاومة الإسلامية، بعملية جهادية عسكرية، ضد آلية للعدو الإسرائيلي، فقتلت وجرحت من فيها، وهذا تنفيذ لوعد أطلقه الامين العام السيد حسن نصرالله (حفظه الله)، بأن حزب الله سيرد على الإعتداء الذي حصل في سوريا، وقتل شهيدين ياسر وحسن، وهذا الإلتزام هو عهدٌ قائمٌ لا بدَّ من تنفيذه مهما كلَّف الثمن.
المهم في ما جرى أنَّ من يرى المشهد في شبه الإجماع اللبناني، السياسي، والرسمي، والشعبي، حول حق المقاومة في الرد، يرى هذه العَظَمة وهذه المكانة في الرد، وهذه الثقة الموجودة بالمقاومة حتى على المستوى العربي والإسلامي، العالم كلُّه كان ينظر متى سيكون الرد.
نتياهو يظن بأنه يستطيع الفوز على المقاومة، فخرج إلى الإعلام وقال لم يحصل شيء، لم يتوقع أن تكون هناك صور حسيّة، لأنَّ المكان مكان صعب ومعقّد، وربما قال له القادة الإسرائيليون يصعب أن يكون هناك تصوير في تلك المنطقة لأنها بعيدة وخلف الحدود ودونها عقبات كثيرة، فاطمأن أنه لا يوجد تصوير، لكن تبين أنه يوجد تصوير، الصورة التي شاهدناها عن قصف الآلية الإسرائيلية من مكانين مختلفين وهي تشتعل بالكامل تكذِّب كل إدعاءات نتيناهو، وتثبت أنَّ المقاومة قادرة على أن تقوم بعملٍ شجاعٍ في لصعب الظروف وفي أخطر الأماكن، وأنها تلتزم بتنفيذ وعدها لتجعل الإسرائيلي يفهم معنى أن يكون الردع متوازناً، ففي الوقت الذي لا نريد فيه حرباً، ولكننا لا نقبل أن يعتدي علينا الإسرائيلي بحججّ مختلفة، فإنَّ لكلِّ إعتداءٍ رد، وعلى الإسرائيلي أن يفهم بأننا لن نقبل بتغييره لقواعد الإشتباك مهما كانت التهديدات ومهما كانت الأخطار، وما حصل هو أكبر دليل على جديّة المقاومة، وجديّة حزب الله في إبقاء توازن الردع وقواعد الإشتباك محفوظة في هذه المرحلة، ولا يمكن أن يخطوا الإسرائيلي خطواتٍ يريدها ويتوقع أن نسكت عنها.
انتهى الزمن الذي كان الإسرائيلي يبادر فيه إلى الإعتداء ويكتفي لبنان وغير لبنان بالشكوى لمجلس الأمن من دون فائدة، انتهى الزمن الذي يقرر فيه الإسرائيلي أن يبادر إلى حرب لأنه يعلم أنَّ ثمن الحرب عليه أقسى، ولأنَّ جبهته الداخلية لا تستطيع أن تتحمل، ولأنَّ تهديداً بعملية لمدَّة أسبوع شلَّ الإسرائيلي في مساحة جغرافية واسعة في منطقة الحدود وعطل قدرات الجيش الإسرائيلي وهي عملية صغيرة ومحدودة ولا أهداف محددة، الحمدلله، هذا من بركات الإيمان، وهذا من بركات الثقة بالله تعالى، ومن بركات الموقف الحق.
نحن جماعة نعمل لاستعادة أرضنا وتحرير شعبنا، ولسنا معتدين، الإسرائيلي هو المعتدي، نحن جماعة نريد استقلالاً وطنياً ولا نريد تبعية اجنبية كائناً ما كان عنوانها، وحتى لو بذلوا الأموال الكثيرة من أجل هذه التبعية لأن كرامتنا أعلى وأهم من كل الأموال التي يبذلونها، نحن لا نطالب إلى بالحق، ولا ندافع إلا عن الحق، والحق أقوى خاصةً إذا كانت معه قوّة، من آخرها لو لم يكن لدينا قوّة المقاومة لما استطعنا أن نسترد حقنا في أرضنا، ولو لم تكون معنا قوة المقاومة وتضحيات المجاهدين والمجاهدات لما استطعنا أن نخرج إسرائيل من لبنان من دون قيدٍ أو شرط، ولو لم تكن معنا قوة العزيمة والصدق والإستعداد للتضحية مهما بلغت لما استطعنا أن نعطّل إمارة التكفيريين في لبنان، ولا أن نبعد إسرائيل خلال هذه الفترة، ونحدث توازن الردع معها منذ سنة ٢٠٠٦ حتى الآن.
لا يوجد أحد في العالم يحترم الحق، جميعهم يخافون من القوّة، ولكن نحن سنعمل دائماً على أن نكون مع الحق بقوّة، ولن نكون مع الحق ضعفاء، لأن الحق مع الضعف لا محل له، والحق مع القوّة هو المنتصر في نهاية المطاف.
العلاقات الاعلامية