لاحظت مصادر سياسية مطلعة في حديث لـ"المحور الاخباري"، أن زيارة وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية عباس عراقجي الى بيروت اليوم، "تزامنت مع الاخفاق الاميركي في سياسة الضغوط القصوى"، التي مارستها واشنطن على لبنان للنيل من عناصر قوته وفي مقدمتها سلاح المقاومة، وقد تبلور هذا الاخفاق بإطاحة إدارة ترامب بنائبة المبعوث الاميركي الى المنطقة "مورغان اورتاغوس" المولجة الملف اللبناني .
وتشير المصادر، الى أن عراقجي الذي يزور لبنان للمرة الثالثة خلال أشهر عديدة، "يحمل رسالة دعم لسيادة لبنان في وجه الغطرسة الاميركية والعدوانية الصهيونية، كما أنه سيجدد العروض السابقة التي كانت قدمتها ايران لدعم لبنان بمشاريع اقتصادية، لا سيما ملف إعادة اعمار ما هدمه العدوان الصهيوني على لبنان".
وتلفت المصادر السياسية،"الى أن رئيس الدبلوماسية الايرانية سيضع المسؤولين في لبنان بأجواء المرحلة التي قطعتها المفاوضات بين طهران وواشنطن بشأن الملف النووي ورفع العقوبات، وانعكاس نتائج هذه المفاوضات على المنطقة".
عراقجي كان وصل الى بيروت صباحا، آتيا من مصر والتقى وزير الخارجية يوسف رجي ثم التقى رئيس الجمهورية جوزيف عون، ثم توجه الى عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وفي جدول اعماله لقاء رئيس الحكومة نواف سلام، وتوقيع كتابه الذي صدر عنه مؤخرا عن فنون التفاوض .
عون خلال لقائه عراقجي: الحوار الداخلي المدخل لكل المسائل المختلف عليها
رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اكد خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ان
" لبنان يتطلع الى تعزيز العلاقات من دولة الى دولة مع ايران".
وقال: ان "الحوار الداخلي هو المدخل لكل المسائل المختلف عليها، وكذلك الحوار بين الدول بعيداً من العنف".
واكد ان" إعادة اعمار ما هدمته الحرب الإسرائيلية على لبنان من الأولويات التي نعمل عليها مع الحكومة بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة وفق القوانين المرعية الاجراء".
بدوره اعلن وزير الخارجية الإيراني "دعم بلاده استقلال لبنان وسيادته ووحدة أراضيه والجهود التي يبذلها لانهاء الاحتلال الإسرائيلي"
واشار الى ان" دعم ايران للبنان يأتي في اطار العلاقات الجيدة بين البلدين ومبدأ عدم التدخل في السياسة الداخلية"، معربا عن دعم ايران "للحوار الوطني في لبنان بين الطوائف والمجموعات والاتجاهات المختلفة".
رجي التقى عراقجي: لدعم حكومة لبنان والمؤسسات الرسمية للقيام بدورها في اعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي
واستقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي نظيره الايراني عبّاس عراقجي، وجرى البحث في آخر المستجدّات على الساحتين الاقليمية والدولية، بالاضافة الى المفاوضات الجارية بشأن الملف النووي الايراني.
وشكل اللقاء مناسبة لليحث في العلاقات الثنائية بين البلدين والسبيل الأمثل لتطويرها في الاتجاه السليم القائم على حسن التعاون والاحترام المتبادل لسيادة الدولتين.
واذ ساد اللقاء "نقاش صريح ومباشر" وفق مكتب وزير الخارجية، اكد الوزير رجّي للوزير الضيف ان" لبنان يعول على حرص الجمهورية الاسلامية الايرانية على أمنه واستقراره وسلمه الاهلي، تمكيناً له من تجاوز التحديّات الجسام التي يواجهها، بدءا باستكمال الجهد الديبلوماسي الرامي الى تحرير الاراضي التي ما زالت تحتلّها إسرائيل ووقف إعتداءاتها المتواصلة، وبسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها و حصر السلاح بيدها، وصولا الى تأمين الدعم اللازم من الدول الصديقة للبنان من خلال الحكومة اللبنانية والمؤسسات الرسمية حصراً لكي تتمكن من القيام بدورها في اعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي المنشود".
من جهته، أكد الوزير عراقجي أن زيارته تأتي في إطار" فتح صفحة جديدة في العلاقة مع لبنان انطلاقا من الظروف المستجدة التي يشهدها لبنان والمنطقة".
عراقجي في بيروت: نأمل فتح صفحة جديدة مع لبنان على أساس الاحترام المتبادل
حميد ممثلا بري: نستذكر دائما مواقف إيران تجاه لبنان في الاوقات العصيبة والصعبة
وكان وصل صباح اليوم الى مطار بيروت الدولي وزير الخارجية الإيرانية الدكتور عباس عراقجي آتيًا من مصر في زيارة رسمية يجري خلالها محادثات مع كبار المسؤولين.
استقبله في مبنى الطيران العام في المطار النائب ايوب حميد ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائبان ابراهيم الموسوي وأمين شري والسفير الايراني مجتبى أماني ووفد من السفارة ومدير المراسم في وزارة الخارجية اللبنانية السفير أسامة خشاب، علي غريب عن حزب البعث وائل حسنية عن الحزب السوري القومي ونائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي وعصمت عريض عن الحزب الديمقراطي اللبناني، الشيخ عبدالله جبري عن "حركة الأمة"، مهدي مصطفى عن "الحزب الديمقراطي العربي" وربيع بنات عن " القومي"، شاكر البرجاوي، وئام وهاب عن "حزب التوحيد العربي"، محفوظ منور عن "الجهاد الاسلامي"، ايمن شناعة عن حركة "حماس" ووفد من الاحزاب اللبنانية والفلسطينية.
تحدث الوزير عراقجي في المطار وقال: "انني سعيد للغاية ان تتاح لي هذه الفرصة لكي ازور لبنان مجدداً والتقي المسؤولين والشعب ، وهنا اتقدم بأسمى آيات التهاني بمناسبة عيد المقاومة والتحرير الذي كان قبل ايام، كما اهنئ سلفاً بعيد الأضحى المبارك".
اضاف: "زيارتي هذه تأتي في اطار الزيارة التي قمت بها والجولة الاقليمية التي قمت بها والتي كانت قبل ذلك الى القاهرة، وكانت لدي لقاءات جيدة ومهمة للغاية مع السلطات في مصر واليوم ايضاً ستكون لدي لقاءات مع السلطات العليا في لبنان".
اضاف: "في السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية الايرانية نحن نضع في سلم اولوياتنا دول الجوار ودول غرب آسيا واصدقاءنا في المنطقة. ان علاقاتنا مع لبنان تاريخية ومتجذرة ولطالما كانت ودية وعلى اساس الاحترام المتبادل ونحن عازمون على استمرار هذه العلاقات وفقاً لهذا الأساس اي الاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة، وبالنسبة لنا ولدول المنطقة برمتها نولي اهمية بالغة لاستقلال لبنان وسيادته ووحدة اراضيه ولطالما نحن قمنا بدعم سيادة لبنان ووحدة اراضيه في جميع المراحل وما زلنا ندعم لبنان في هذه الظروف التي يعيشها اي الاحتلال من قبل الصهاينة، بمعنى ان دولة صديقة تدعم اصدقاءها في لبنان وليس بمعنى التدخل بالشؤون الداخلية للبنان ، وطبعاً اي دولة ليس لها هذا الحق لكي تقوم في التدخل بشؤون اي دولة في هذه المنطقة".
وقال: "سألتقي رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء ووزير الخارجية، ونأمل في ظل الظروف الجديدة في المنطقة ولبنان ان تكون هناك صفحة جديدة في العلاقات مع لبنان على اساس الاحترام المتبادل والمصالح المتبادل" .
حميد
بدوره، قال النائب حميد: "شرفني الرئيس نبيه بري واخواني جميعا على المستويات كافة في كتلة الوفاء للمقاومة والقوى الوطنية والإسلامية والاخوة المجاهدين من أبناء فلسطين الحبيبة ان انوب عنهم بالترحيب بمعاليك وفي نفس الوقت نستذكر دائما مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ تأسيسها تجاه القضايا الإنسانية وقضايا لبنان و قضايا المستضعفين في الأرض".
اضاف:" إننا اذ نرحب بكم ، نحيي هذه الدينامية التي تتحلون بها
والعلاقات التي توطدت بفعل الديبلوماسية التي تعتمدون أكان مع الجوار العربي ام مع الدول الإسلامية او على مستوى الأصدقاء في العالم . لا شك انها من الفرص الإيجابية التي تعطي للجمهورية الإسلامية ما تستحق من حضور على المستوى الدولي ونحن نستذكر دائما المواقف التي كانت للجمهورية الإسلامية تجاه لبنان في الاوقات العصيبة والصعبة أكان إبان مرحلة التحرير الأولى وطرد العدو الإسرائيلي من أرضنا الطاهرة ام في المحطات القاسية التي لا زلنا نعيشها وهي العدوان الإسرائيلي المتمادي على لبنان . ندرك تماما عمق هذه العلاقة التي تربط الشعبين اللبناني و الايراني التي اتسمت دائما بالايجابيات ونقدر عاليا ما تقدمونه دائما من عروضات لجهة خدمة لبنان والنهضة لبناه التحتية في كل الاتجاهات و ليس أقلها الكهرباء ".
ختم:"إننا إذ نكرر الترحيب بكم ومن خلالكم بالاخوة والاشقاء في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ونرحب بهذه الروحية التي لطالما طبعت هذه العلاقات أكان على مستوى القيادة الإيرانية الممثلة بسماحة القائد على الخامنئي ام بفخامة رئيس الجمهورية ام بمجلس الشورى وكل الشعب الإيراني وجدناه دائما في المحطات القاسية و الصعبة
اجدد باسم الاخوة الحضور الترحيب بكم أنتم بين اهلكم واخوانكم وهذا الحضور الكثيف والكبير اليوم لاستقبالكم والترحيب بكم انما هو يعبر عن عمق هذه العلاقة التي لطالما كانت علاقات الاحترام والاخوة الصادقة والنبيلة التي تربط ابناء الشعب اللبناني وشعب فلسطين مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
خاص المحور الاخباري