المقال السابق

حزب الله رعد أكد للودريان دعم موقف الدولة في التمديد لقوات اليونيفيل
12/06/2025

المقال التالي

إقليمي بقائي: جولة المفاوضات غير المباشرة بين إيران وأميركا الأحد المقبل في مسقط
10/06/2025
خاص خاص: لودريان يملأ الفراغين الاميركي والسعودي في لبنان 

هلال السلمان 
واصل الموفد الفرنسي (جان إيف لودريان) جولاته على المسؤولين الرسميين والقوى السياسية في لبنان، حيث يركز في محادثاته على ملف التجديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب، وملف إعادة الاعمار، واستشراف آفاق الوضع الاقتصادي في لبنان خلال المرحلة المقبلة. 
وترى مصادر سياسية مطلعة في حديث لـ"المحور الاخباري"، "أن زيارة الموفد الفرنسي الى لبنان منسقة مع الادارة الاميركية، وتحديدا لملء الفراغ الاميركي على الساحة اللبنانية الذي أملته عملية الاطاحة بنائبة الموفد الاميركي الى المنطقة (مورغان اورتاغوس) التي فشلت في مهمة النيل من سلاح المقاومة في لبنان". 
وكادت أورتاغوس _بحسب المصادر_ "أن تهدم خلال أسابيع وأشهر ما بنته الدولة العميقة الاميركية في لبنان خلال سنوات، من استقطاب قوى سياسية الى جانب مشروعها في لبنان مثل الرئيس السابق للحزب الاشتراكي وليد جنبلاط الذي هاجمته اورتاغوس بعنف واتهمته بتعاطي المخدرات، عندما أعطى رأيا مخالفا للتوجهات الاميركية،  كما افتعلت الاخيرة أزمة مع القائد الجديد للجيش اللبناني (فيكتور هيكل) الذي استعمل عبارة "العدو الاسرائيلي" خلال أحد لقاءاته بها ما أدى الى استنفارها ورفضها لهذا المصطلح، وكادت تحصل مشكلة كبيرة بين قيادة الجيش
والاميركيين".
 
المصادر المطلعة تشير الى انه "رغم الحديث عن تولي المبعوث الاميركي الى سوريا (طوم باراك) المهمة الجديدة خلفا لأورتاغوس في لبنان، فإن الاميركيين استنفدوا الموجة التي تمكنهم من فرض شروطهم على لبنان بما يخدم المصلحة الصهيونية بالكامل، وعليهم التعاطي بشيء من الواقعية مع الوضع اللبناني خلال المرحلة المقبلة". 

انكفاء سعودي 

وتلفت المصادر السياسة المطلعة الى ان "الحائط المسدود الذي وصل اليه الاميركيون في لبنان كان قد اصطدم به السعوديون قبلهم، وأدركوا مبكرا تلاشي أحلامهم بأن العهد الجديد في لبنان او السلطة الجديدة بجميع اركانها _التي اوصلوها الى الحكم_، سوف تستطيع تنفيذ مشروع حكام الرياض وحلمهم القديم بالنيل من مقومات قوة لبنان، او دفع البلد الى الحرب الاهلية التي دفع زعيم "حزب المستقبل" سعد الحريري، ثمن رفضه للمطالب السعودية بخوضها، ليس إنطلاقا من مبادئ يؤمن بها، وإنما لمعرفته بموازين القوى الداخلية التي جربها عام 2008وأدرك حينها إستحالة القدرة على ضرب المقاومة في لبنان لمصلحة مشاريع سعودية واميركية واسرائيلية". 

ومن هنا تؤكد المصادر، "أن السعودية التي وعدت لبنان بـ"المن والسلوى" والمساعدات الاقتصادية بعد انتخاب رئيس جديد لبنان وحكومة جديدة، لم تدفع حتى الان دولارا واحدا للبنان، وكذلك فإن معزوفة الاتفاقات التي تقارب العشرين اتفاقا التي هي جاهزة للتوقيع مع لبنان لم يعد يذكرها احد، كذلك تبخر الحديث عن الزيارة الثانية للرئيس جوزيف عون الى الرياض للتوقيع على تلك الاتفاقات، ايضا لم تستجب الرياض حتى الان لمطالب الرئيس عون بالسماح لرعاياها بالقدوم الى لبنان" .   

وبالاجمال، فإن المصادر السياسية المطلعة،  تشير الى "ان الدور الفرنسي المستجد والذي يبرز عادة مع إنكفاء الدورين الاميركي والسعودي على الساحة اللبنانية، يؤسس حاليا لمؤتمر دعم إعادة الاعمار خلال الشهور المقبلة وهو مؤتمر مشكوك بفعاليته مع استمرار مؤامرات تأخير الاعمار من الداخل الى الخارج على حد سواء ". 

هذا الدور الفرنسي المستجد في لبنان ُيبنى عليه في حال استمر "ستاتيكو المنطقة"، في حالة اللاسلم واللاحرب، أما اذا ذهبت الامور الى الحرب بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني من جهة والجمهورية الاسلامية الايرانية من جهة أخرى، فإن لبنان سيكون بالتأكيد في مرحلة ترقب كبير مع اندلاع تلك المواجهة التي قد تشعل المنطقة بأكملها. 

  

خاص المحور الاخباري

الكلمات المفتاحية

مقالات المرتبطة