المقال السابق

لبنان شهيدة و11 جريحا في عدوان صهيوني على النبطية
منذ 6 ساعات

المقال التالي

خاص خاص: براك يستعيد جنبلاط الى الحضن الاميركي 
منذ 7 ساعات
حزب الله الشيخ قاسم: إيران انتصرت وخيارنا العمل لتحرير الأرض 

أكد الامين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في كلمته خلال المجلس العاشورائي في الليلة الاولى من احياء مراسم عاشوراء في مجمع سيد الاوصياء، أن الجمهورية الاسلامية الايرانية حققت نصرا واضحا على الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الاميركية،وشدد على اننا في لبنان ماضون بخيار المقاومة والصمود في وجه الغطرسة الصهيونية . 
فيما يلي الكلمة السياسية للشيخ قاسم في المجلس العاشورائي:  

...طريق الحسين، سلام الله تعالى عليه، له أنصار وله مريدون. الجمهورية الإسلامية الإيرانية تسير على ‏طريق الإمام ‏الحسين عليه السلام، وأنا اليوم سأتكلم عن موضوع الجمهورية الإسلامية في السياسة، ونترك ‏الأبحاث السياسية ‏الأخرى لليالي أخرى لأن المجال لا يتسع. الجمهورية الإسلامية واجهت عدواناً إسرائيلياً ‏أمريكياً عالمياً، زوراً وعدواناً، بادعاءات لا محل لها على الإطلاق. الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بعد أن ‏نجحت ثورتها في سنة 1979 على يد الإمام ‏الخميني، قدّس الله روحه الشريفة، وانطلقت عزيزة منذ حوالي ‏‏46 سنة تقريباً، استطاعت أن تحدث تغييراً عظيماً وكبيراً، ‏ليس على مستوى إيران فقط، بل على مستوى ‏المنطقة والعالم.‏

منهج الحسين عليه السلام حضر في الجمهورية ‏الإسلامية، يعني أصحاب الموقف، أصحاب الاتجاه، ‏أصحاب القرار، أصحاب العطاء. دعونا نجري تقييماً سريعاً، لماذا حصل هذا ‏العدوان الإسرائيلي على ‏الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟ سأطرح أربعة أمور:‏

أولًا، الهدف المركزي لإسرائيل وأمريكا، ‏ضرب أي قدرة مستقلة وداعمة للمقاومة في منطقتنا، وضرب أي اتجاه ‏يسعى إلى تحرير فلسطين، وذنب إيران الكبير ‏جداً أنها دعمت فلسطين والقدس والفلسطينيين من أجل أن ‏يحرروا أرضهم المغصوبة والمحتلة. والآن حتى عندما تتحدث ‏الأمم المتحدة عن إسرائيل تقول "الاحتلال ‏الإسرائيلي"، يعني صفة ملازمة الاحتلال منذ 75 سنة، ما زالت وستبقى، وإن شاء الله ‏يأخذونها معهم ويخرجون من الأرض نهائياً.‏

فإذًا، السبب الأول أن إيران تشكل قدرة مستقلة داعمة ‏للمقاومة، وهذا أمر لا يقبلون به.‏

ثانيًا، إسرائيل كيان توسعي، والله يجب أن نفهم، يجب أن يعرف الناس، يجب أن يعرف العالم، ‏إسرائيل لن تكتفي ‏بأراضي 1948 في فلسطين، ولن تكتفي بأراضي فلسطين كلها دون استثناء، ولن تكتفي باحتلال ‏الجولان ‏وما بعده. إسرائيل تريد أن تسيطر على كل المنطقة بقدر ما تصل إليه يدها، ولن تتوقف يوماً بعد يوم، وهذا ‏تثبته ‏الأيام وتثبته الوقائع. إسرائيل تعمل للمزيد من السيطرة والتوسع، وذلك لمصلحتها ومصلحة الطاغوت ‏الأمريكي، لأن ‏الطاغوت الأمريكي هو الذي سيستعمر من خلال هذه الأداة الإسرائيلية ويكبر. فإذًا، إسرائيل ‏هاجمت إيران كجزء من ‏العمل التوسعي.‏

ثالثًا، لا يوجد مبرر لهذا العدوان إلا الحديث عن أن إيران ستصل إلى القنبلة النووية. كل الأدلة تدل على أن ‏‏النووي سلمي، وبحسب القوانين الدولية ومنظمة الطاقة الذرية، يحق لإيران أن يكون لها برنامج سلمي. ‏والمراقبون في ‏منظمة الطاقة موجودون داخل المنشآت، وبالتالي يعرفون كل التفاصيل، وكل تقاريرهم تدل ‏على أنه لا يوجد شيء عسكري. لكن ‏هم يريدون أن يرفعوا شعارًا للعملية، لا يمكنهم أن يقولوا إنهم سيعتدون ‏على إيران، بل يقولون إن إيران تعتدي عليهم لأنها تفكر يوماً ‏من الأيام أن تقوم بعمل عسكري، بدليل أنها ‏لديها مقدمات سلمية نووية، لكن من يعرف ماذا ستفعل إيران في المستقبل؟ ‏وبالتالي، نحن يجب أن نواجهها. ‏حسناً، الآن المحاسبة على النوايا والمواجهة على النوايا! هذا طبعاً مبرر وإسرائيل لا تحتاج إلى ‏مبرر.‏

رابعًا، تبيّن من هذا العدوان أنه مهما عملت أمريكا، ومهما كانت مكانتها في العالم، ومهما حاولوا أن يغشوا ‏بالإعلام ‏ويكذبوا على العالم، فإن العالم كله تقريباً، من دول وشعوب، استنكر العدوان الإسرائيلي على إيران. وهذا ‏ما معناه؟ معنى أن العمل بشع جدًا، وإجرامه واضح جدًا، وواضح جدًا بأنه هو عمل عدواني حقيقي على دولة ‏مستقلة.

ما هي النتائج التي حصلت؟ بناءً على هذه المقدمات التي عملت على أساسها إسرائيل ‏للعدوان مع أمريكا، ما هي النتائج التي تحققت؟

النتيجة الأولى، أفشلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أهداف العدوان الثلاثة، كان هناك ثلاث أهداف للعدوان، ‏أولاً إلغاء التخصيب النووي، وبالتالي إيران عندها بعد وستستمر، والأضرار مهما كانت بالغة، ‏في نهاية المطاف لديهم العلم والإرادة والقرار، وبالتالي لم يتمكنوا من إنهاء البرنامج النووي السلمي.‏

ثانيًا، كانوا يريدون ضرب البرنامج الصاروخي، لماذا؟ لأن الصواريخ تشكل حالة دفاع، هم لا يريدون دولًا ‏تقدر أن تدافع عن نفسها، لا يريدون شعوبًا تدافع عن نفسها حتى يتمكنوا أن يقرروا ما يريدون، يدخلون إلى إيران ويخرجون منها متى ما أرادوا، لكن الصواريخ تمنعهم، فماذا حدث؟ لم يستطيعوا أن يضربوا المنظومة ‏الصاروخية، وبقية الصواريخ تنزل وتعمل تأثيراتها الكبيرة على الكيان الإسرائيلي.‏

ثالثًا، كانوا يريدون إسقاط النظام، عندما ضربوا البنية الأولى من القيادة واستهدفوا ولو بالتهديد سماحة الإمام ‏القائد دام ظله، وكذلك ضربوا الضربات المتعددة على النووي وعلى الصاروخي، كانوا يعتقدون أن القيادة ‏في إيران ستنهار، وبالتالي تستطيع إسرائيل التعاون مع جهة أخرى، وبالتالي تقدر أن تقود المسرح الإيراني كما ‏تريد، وهذا أيضًا لم يحصل.‏

إذًا ثلاث أهداف إسرائيلية كانت تريدها من خلال هذا العدوان على إيران: النووي وإلغاؤه، الصاروخي ‏وإلغاؤه، وإسقاط النظام، والثلاثة أهداف سقطت بالكامل بحمد الله تعالى.‏

اليوم نحن نعتبر أن إيران خرجت منتصرة بعد 12 يومًا، وقف إطلاق النار بالتأكيد هو مصلحة إيرانية ‏حقيقية لأنه إيقاف لعدوان عليها، وهذا الوقف لإطلاق النار هو إعلان مباشر ورسمي لسقوط أهداف العدوان ‏على إيران، هذه أول نتيجة.‏

النتيجة الثانية، لدينا إجماع شعبي منقطع النظير، ومعروف أن إيران دولة حرة، فيها معارضة، فيها موالاة، ‏فيها ناس عندهم موقف من النظام، وبالتالي هناك بعض المعارضات في الخارج وبعض المعارضات في الداخل، ومن اللافت أن كثيرًا من هذه الجهات التي لها إشكالية على النظام وعلى إدارته تعود لتلتف عندما ‏تتعرض إيران الدولة والكيان إلى هذا الخطر وإلى هذا الاحتلال، كان هناك إجماع حقيقي على المستوى ‏الشعبي، وهذا أمر عظيم.‏

هذا الإجماع الشعبي ملتف حول القيادة، قيادة الإمام القائد ولي الأمر المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى ‏الإمام الخامنئي دام ظله، هذا الالتفاف مهم، وهذا يدل على أن ما زرعه القائد وما زرعته الثورة له آثاره الحقيقية ‏على هذا الشعب وعلى ارتباطه، ومعهم القوات المسلحة، حرس الثورة الإسلامية المباركة، والجيش، وكل ‏القوى الأمنية والعسكرية التي وقفت صلبة تقدّم القائد تلو القائد والمجاهد تلو المجاهد وتبقى في الميدان ‏عصية وقوية وشجاعة لا تخشى أحدًا إلا الله تعالى.‏ هذه نتيجة عظيمة.

إيران لديها قوة عظمى لا تضاهى، لديها ثلاث ركائز أساسية، لا يفكر أحد أن إيران ‏سهلة، لا، إيران لديها قوة عظمى لا تضاهى مبنية على ثلاث ركائز:‏

أولًا، قائد شجاع حكيم ملهم يقتحم المصاعب ويقف في الميدان، لا يخشى في الله لومة لائم، يقتحم المصاعب ‏بنور الله تعالى وبتسديده، وهو واثق بالنصر، من اليوم الأول يقول نصر من الله وفتح قريب، هذه ركيزة ‏عظيمة.‏

ثانيًا، شعب له سجل حافل على الأقل من أول انتصار الثورة الإسلامية إلى الآن، كم تحمل، كم عانى، الحرب ‏العراقية على إيران التي استمرت ثماني سنوات، والشعب يعطي الملايين من الشهداء والجرحى لكنه بقي ملتفًا ‏حول القيادة وبقي يعطي وبالتالي استطاعت إيران أن تنتصر، وقتها العراق كان الواجهة، لكن كل الدنيا، كل العالم، كل الدول كانوا ‏ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كانوا يريدون إسقاط النظام الإسلامي القائم، لم يستطيعوا، لأن هناك هذا ‏القائد وهذا الشعب.‏

ثالثًا، حرس الثورة الإسلامية المباركة والقوى الأمنية التي هي أصحاب سجل مليء بالتضحيات، إذا كان ‏حرس الثورة يأتي إلى المنطقة من أجل فلسطين، إذا كان يدعم المستضعفين في كل العالم، إذا كان يدرب ‏الأحرار في كل العالم، فإنه بالتأكيد سيعطي ببلده العطاءات المميزة، وهذا ما فعله حرس الثورة الإسلامية ‏الذي خاض ميادين الشرف في كل مكان، والذي أعطى هذا العطاء مع القوى الأمنية ومع الجيش، ولا ننسَ ‏أيضًا إدارة الدولة والمسؤولين وكل الذين عملوا في هذا الاتجاه.‏

إذًا، إيران الحمد لله أثبتت أنها قوة عظمى لديها هذه الركائز الثلاثة: القائد والشعب والقوى الأمنية المسلحة ‏والجيش ‏وحرس الثورة.

ثالثًا، أثبتت إيران - وهذه انتبهوا لها - أثبتت إيران أنها قادرة وحدها على ‏مواجهة هذا الطاغوت ‏العالمي أمريكا ومعه المجرمة إسرائيل ومعه الدعم الأوروبي بنسبة كبيرة، ‏واستطاعت إيران أن تقف وحدها. إيران لا ‏يدخل لها دعم عسكري من دول، ولا عندها طيران وخط إمداد ‏للذخائر، ولا عندها دول تحارب معها، لا، لوحدها الجمهورية ‏الإسلامية الإيرانية، وحدها واجهت، إيران ‏واجهت وحدها بقدراتها التي صنعتها، بإمكاناتها الذاتية في مواجهة إمكانات ‏أمريكا الضخمة وأساطيل ‏الطائرات المحملة بالأسلحة والذخائر إلى الكيان الإسرائيلي، وكل الأعمال التجسسية ‏والإعلامية ‏والضغوطات والسياسة وكل الممارسات، ومع ذلك إيران وقفت وحدها. هذا ليس سهلًا أن تقدر إيران ‏‏وحدها تواجه كل المواجهة وتقول أنا هنا. بارك الله بكم أيها الشعب الأبي، بارك الله بإيران الفتية المعطاءة ‏المضحية، ‏وقد سببت وحدها أضراراً بالغة في الكيان الإسرائيلي الذي استنجد بأمريكا وأثبت مجدداً أنه ‏عاجز هذا الكيان عن أن ‏يستمر يوماً واحداً إذا لم يكن الدعم الأمريكي ليل نهار لا يتوقف بكل الأشكال وبكل ‏الأساليب. تقولون يعني إسرائيل ‏قوية؟ لا، إسرائيل ليست قوية، إسرائيل مزروعة لتنفذ قرارات استكبارية ‏الآن متمثلة بأمريكا ومن معها.

رابعًا، ثبّتت إيران ‏موقعها الإقليمي والدولي، لم يعد أحد قادرًا اليوم أن يقول من هي ‏إيران وما هي إيران؟ لا، ثبّتت موقعها الإقليمي والدولي، ‏بقناعاتها وخياراتها، لم تتنازل عن شيء أبداً. الآن ‏إيران بعد الحرب مثل إيران قبل الحرب وأشد. إيران هي سند ‏للمقاومة، وهي جمهورية مستقلة، وهي حليف ‏الجوار والأصدقاء، وهي قادرة على أن تشكل أمناً جماعياً لدول المنطقة ‏من دون الحاجة لأمريكا ولمن ‏معها، وقد كشفت بشكل واضح أن تدخل أمريكا في المنطقة يحمي إسرائيل ويضر دول ‏المنطقة. لا أحد يفكر ‏أن القواعد الأمريكية الموجودة في المنطقة هي لحماية أهل المنطقة، لا، لحماية إسرائيل، بدليل أنه ‏الآن ‏خاضت أمريكا عدواناً على إيران مستفيدة من إمكاناتها في المنطقة، أين تحمي المنطقة؟ تحمي إسرائيل. ‏إسرائيل ‏التي لم تتوقف حتى الآن عن الإبادة في غزة أمام مرأى الجميع، أين العالم، أين الدول، أين الذين يهتمون بالإنسانية، لا تعرفون إلا الكلام؟ لا، نريد فعل، نريد عمل. أتمنى أن يأخذوا درساً من إيران، أن يتعلموا ‏من إيران، وقفت ونجحت واستطاعت ‏أن تقول إيران مستقلة.

نحن في لبنان كحزب الله مع خيارات إيران ‏الاستقلالية وضد الاحتلال والهيمنة الأمريكية، ضد ‏الاحتلال الإسرائيلي. البعض يقول: لماذا هكذا معلقون ‏بإيران؟ لأن هذه إيران تمثل شرفاً، تمثل كرامة، لأنها تدعم ‏المستضعفين، أعطتنا كل شيء، ولم تأخذ منا ‏شيئاً، لماذا لا نكون معها؟ متوافقين معها بالفكر، بالقناعات، بالاتجاهات ‏العملية، بمواجهة الاحتلال، كل ‏ما تقوم به إيران شرف، قولوا لي أين الشرف عند الآخرين؟ قولوا لي ‏ماذا يعملون لفلسطين؟ ماذا ‏يدعمون لبنان؟ ماذا يدعمون الحق؟ قولوا لي؟ بينما إيران هكذا. نعم طبيعي نقول ‏نحن إلى جانب إيران، ‏نحن مع إيران، نفتخر أننا مع إيران، نحن تحت لواء القيادة الحكيمة العظيمة الشجاعة للإمام ‏الخامنئي دام ظله. يا ‏جماعة، هذا دين، هذا دنيا وآخرة، هذه استقامة، هذا عطاء نبيل شريف، هذه تربية للأمة في المستقبل. لذلك ‏‏طبيعي أن نكون هنا، وليس طبيعياً أن الآخرين يلومونا على أننا كذلك.

العدو واحد، هو العدو الإسرائيلي، ‏وخيارنا أن ‏نعمل لتحرير الأرض والاستقلال وبناء البلد. لا يمكن أن نخضع للإملاءات، ولا أن نستسلم ‏للاحتلال. هذه حياتنا، وهذا ‏وطننا، نريده عزيزاً لأجيالنا ومستقبلنا. سنقاوم من أجل ذلك بالغًا ما بلغت ‏التضحيات والنتائج. نحن أبناء الحسين، نحن ‏أبناء سيد شهداء الأمة، نحن أبناء المجاهدين الشرفاء، نحن ‏أبناء هذا الخط.

بالخاتمة، أود أن أعتذر من الجمهور الكريم أني ‏كنت أتمنى لو أكون بشكل مباشر أتحدث ‏معكم وأتواجد بينكم كسباً للأجر بحضور المجالس، لأن المجالس قيمتها ‏وأجرها بحضورها، ليس عن بعد، ‏لكن الظروف الأمنية هي التي حالت دون ذلك. أعتقد أنكم تعذروني، وعلى كل حال نسأل الله ‏تعالى أن يكشف ‏هذه الغمة عن هذه الأمة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏

العلاقات الاعلامية

الكلمات المفتاحية

مقالات المرتبطة