هلال السلمان
تترافق زيارة المبعوث الاميركي "طوم براك" الى لبنان التي بدأت أمس وتستمر لغد الثلاثاء، مع استمرار تعقيدات مشهد محافظة السويداء جنوب سوريا، وانعكاس مخاطر ما جرى على لبنان، مع اخذ العبر مما جرى ويجري هناك .
وفي هذا السياق، تؤكد مصادر سياسية مطلعة في حديث لـ"المحور الاخباري"، "أن الموقف الرسمي اللبناني الموحد الذي سيسمعه(وسمع بعضه اليوم) براك لن يكون متراخيا، إنما يلتزم سقف الحفاظ على عوامل القوة لدى لبنان وعدم التفريط بها، وخصوصا ان المبعوث الاميركي ذاته كرر موقفه بعدم وجود ضمانات اميركية لما قد يقوم به الكيان الصهيوني تجاه لبنان"، وهو مضمون تصريحه قبل ظهر اليوم من السرايا الحكومية بعد لقائه رئيس الحكومة نواف سلام.
وترى المصادر السياسية، "أنه لم تعد تنفع موجات التصعيد الاعلامي والسياسي ضد سلاح المقاومة من قبل أدوات واشنطن في لبنان التي تحضر لقدومه الى بيروت، فهناك وقائع لا يمكن تجاوزها، حيث ان لبنان يلتزم إتفاق وقف اطلاق النار بالكامل منذ 27تشرين الثاني الماضي، فيما العدو الصهيوني يواصل عدوانه واحتلاله للارض منذ ذلك الحين، والمطلوب الضغط على العدو لتنفيذ الاتفاق".
ولفتت المصادر، الى "عدم جدوى الحديث عن مهل زمنية فيما يتعلق بسلاح المقاومة،متوقفة عند كلام براك من السراي الحكومي عن ان سلاح حزب الله هو شأن داخلي لبناني، وان البت به من شأن لبنان والدولة اللبنانية".
عون سلم براك باسم الدولة اللبنانية مشروع المذكرة الشاملة لتطبيق ما تعهد به لبنان منذ اتفاق وقف الاعمال العدائية
رئيس الجمهورية جوزيف عون كان استقبل قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، الموفد الرئاسي الأميركي في حضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون، وسلمه باسم الدولة اللبنانية مشروع المذكرة الشاملة لتطبيق ما تعهد به لبنان منذ إعلان 27 تشرين الثاني 2024، حتى البيان الوزاري للحكومة اللبنانية، خصوصا مرورا بخطاب القسم وذلك حول الضرورة الملحة لإنقاذ لبنان عبر بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية دون سواها، وحصر السلاح في قبضة القوى المسلحة اللبنانية وحدها، وتأكيد مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية اللبنانية. كل ذلك، بالتزامن والتوازي مع صون السيادة اللبنانية على حدودها الدولية كافة، وإعادة الإعمار وإطلاق عملية النهوض الاقتصادي بضمانة ورعاية من قبل أشقاء لبنان وأصدقائه في العالم، بما يحفظ سلامة وأمن وكرامة لبنان وكل اللبنانيين.
براك من السرايا : نزع سلاح حزب الله مسألة داخلية
واجتمع رئيس الحكومة نواف سلام صباح اليوم في السرايا الحكومية، مع المبعوث الاميركي طوم براك في حضور سفيرة الولايات المتحدة ليزا جونسون.
بعد انتهاء الاجتماع، عقد براك مؤتمرا صحافيا، قال فيه:"السبب لعودتي، هو الاهتمام الكبير للرئيس دونالد ترامب للتأكد من تأمين الاستقرار الأقليمي وانتم في وسط هذه العملية، وكما قلنا في وقت سابق".
أضاف :"ان لبنان مفتاح لهذه التجربة التي بدأت منذ وقت طويل مع الهجرة لأقليات دينية وأطراف سياسية، وقد نجحوا فيه حول العالم والفكرة هي استعادة هذا النجاح، ليس لدينا أجوبة على كل الاسئلة التي لديكم وسأمضي هذا اليوم هنا، ونحن نعود وسط عدم الاستقرار الموجود حول سوريا الذي حصل في الاسبوع الماضي والأعمال الفظيعة التي حدثت، ولكن يجب ان نؤكد ضرورة التركيز وإعادة الاستقرار الى لبنان والامل في المنطقة، وسنستمر على هذه الطريق.
وسنتابع إجتماعاتنا مع قادتكم خلال هذا النهار الذين يقدمون الكثير من المساعدة للوصول الى الظروف والحلول التي ستحل هذا الوضع ليس فقط للبنان بل لكل ما يحصل في نفس الوقت ونحن نأتي بالأمل مع الاصلاحات الاقتصادية والازدهار وهذا ما سنعمل عليه".
وردا على سؤال، عما ستقوم به الحكومة اللبنانية إزاء حزب الله وما الذي طلب من الحكومة ومن إسرائيل حول تطبيق وقف اطلاق النار ؟أجاب :" المسألة ان هناك إتفاقية لوقف الاعمال العدائية قد دخلت حيز التنفيذ لكنها لم تنجح ، وهناك أسباب لعدم نجاحها وهذا جزء مما نحاول جميعا ان نحله.
ان اتفاقية نزع سلاح الحزب هي مسألة داخلية للغاية ، تذكروا ان حزب الله بالنسبة لأميركا منظمة ارهابية أجنبية وليس لدينا أي علاقة بذلك، ونحن لا نبحث مع حزب الله، نحن نبحث مع حكومتكم كيفية المساعدة. اذا ما سيحصل لاميركا، سيكون مخيبا للامل ليست هناك عواقب بل خيبة أمل. نحن نحاول ان نساعد ونؤثر ونرشد ونجمع الافرقاء اي فقط نوع من التأثير للعودة الى النموذج الذي تريدون أن ترونه جميعا اي الازدهار والسلام لاولادكم في المنطقة ، ليست هناك عواقب ، نحن هنا بشكل طوعي للمحاولة لمساعدتكم للوصول الى الحل".
وردا عى سؤال، قال :"لا أعرف الضمانات التي سألتني عنها، ولكننا لا نستطيع ان نرغم اسرائيل على القيام بأي شيء. أميركا ليست هنا لكي نرغم اسرائيل للقيام باي شيء. نحن هنا لنستعمل تأثيرنا ونفوذنا للوصول الى نهاية، وكما قلنا نحن هنا للمساعدة للوصول الى نهاية، والمسألة تعود لكم اي للحكومة وللجميع عندما تكونوا قد سئمتم من هذه المناكفات والمنافسات حيث يصل الجميع الى خلاصة، الى ضرورة فهم أكبر وسلام مع الجيران لكي تكون الحياة أفضل.لسنا هنا لنضع أي مصالح على الارض، نحن لن نقوم بذلك".
وهل سيكون هناك عقوبات في حق المسؤولين اللبنانيين، قال براك: "هذا بالتأكيد خارج اطار أي شيء نقوم به. ان العقوبات في حق المسؤولين اللبنانيين هو موضوع معقد للغاية وهو موجود ومتوتر، وليس قيد التفكير الان.
ما نحاول القيام به هو الاتيان بالسلام والاستقرار وليس إضافة رماد أكثر على النار".
وقال ردا على سؤال حول صحة "ما قيل عن تسلمه ردودا من الرئيس عون ومن الرئيس بري تتضمن ملاحظات لحزب الله": "لم ار اي ملاحظة من حزب الله على الاقل".
وردا على سؤال حول الوضع في سوريا ووضع الاقليات ولبنان: قال:" إنتاب الولايات المتحدة الاميركية ازاء كل الاحداث في سوربا قلق كبير وألم وحزن وتعاطف ومساعدة، والاقرار بأن الأطراف الجدد التي تحاول ان تدير البلد كم هو مهم لها استيعاب والحوار مع الاقليات والتنسيق مع الجيران، التي هي اسرائيل ودفع كل هذه القطع سويا سويا، وان نتذكر بانه كانت هنالك 15 عاما من الاعمال الفظيعة التي حصلت قبل وصول الحكومة الحالية في سوريا".
وختم براك :" اما الوضع فهو مختلف في لبنان، حيث هناك حكومة موجودة تعمل مع الاقليات ومع الجيش اللبناني، هناك جيش مستقر ويفهمه الشعب. اما في سوريا فهنالك حكومة جديدة وأقليات وقبائل عاشت معظم طفولتها في الفوضى وغياب الحكومة، وما يحصل هو بسبب مواجهات قبلية وفردية وعائلية، اذا ما يحصل فظيع بالتأكيد ولا يمكن ان نفكر بما يحصل ويجب ايجاد حل سريع له. ولكن هناك حكومة سورية يجب ان تتحمل المسؤولية وجزء من المسؤولية كان لربما عدم نجاح التواصل بين كل هذه المكونات".
خاص المحور الاخباري