نظم لقاء حواري في الذكرى 47 لتغييب الامام السيد موسى الصدر واخويه الشيخ محمد يعقوب والإعلامي عباس بدر الدين مع نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، في مقر المجلس، تحت عنوان: "الوحدة الوطنية ومواجهة التحديات"، مع حشد كبير من الإعلاميين والنشطاء السياسيين والاكاديميين وعلماء دين في مقر المجلس- طريق المطار.
وتوجه الشيخ الخطيب الى الحكومة قائلا: "المشكلة كانت مع الغرب ومع الإسرائيلي ومع الولايات المتحدة الأميركية، جئتم لتحولوها لفتنة داخلية، القرار الذي أُخذ لمواجهة المقاومة ليس في مصلحة أحد على الاطلاق ولا في مصلحة الحكومة، ونحن نريد للحكومة أن تنجح ونحن مع الحكومة عندما تأخذ القرار الصحيح. ماذا أخذتم من قرارات لصالح الشعب والناس والبلد؟ لم يحرروا الارض ولم يرغموا الاسرائيلي على الالتزام بالقرار 1701 ولم يطردوا الاسرائيلي من الارض التي احتلها ومن النقاط السبع او الثماني نقاط، ولا الاسرائيلي اوقف الحرب. انتم قلتم أعطونا مجالاً للديبلوماسية، والمقاومة وكلنا كمجتمع ايدنا هذا وسلفتهم المقاومة وسلفهم شعبنا، وانسحبت المقاومة من جنوب الليطاني وتركت الجيش اللبناني ينتشر في هذه المنطقة ومخازن السلاح التي أخذت، دمرت ولم يستفد منها الجيش اللبناني، وكان مفروضا عليه ان يدمر هذه الاسلحة. بل الحكومة تفعل العكس، تصادر الأموال التي تدخل الى لبنان عبر المطار، تصوروا تأتي الأموال على المطار من المغتربين ومن اموالهم الشخصية يصادرونها، هل هذه الحكومة والسلطة تعمل لصالح شعبها؟ أو أنها تنفذ اجندات خارجية؟ من الموجود في المطار؟ انا اسأل من باب السؤال. من الموجود في المطار؟ وهو يفرض هذه الامور".
أضاف: "في ظرف الحرب، نحن في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ومن حقنا ان نستقبل تبرعات، وصلنا مليونين ونصف المليون امام هذا العدد الهائل من المهجرين في المناطق في ايام الشتاء، ومباشرة عندما وصلوا للمطار انا أرسلت كتاباً ان هذه الأموال للمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، لم يردوا على الكتاب وحجزوا المال، والى الآن ما زال محجوزاً، هل هذه الحكومة تعمل لصالح شعبها؟ ولصالح المهجرين والمتضررين؟ نحن نحاسب الحكومة على أساس أعمالها، وأنا أمس بالهرمل وجهت خطابي لفخامة رئيس الجمهورية وللحكومة بأن لا تستمروا على هذه السياسة، شعبكم معكم وشعبكم وقف أمام أقوى دولة في المنطقة ومن ورائها الغرب كل الغرب، لم يستطيع العدو الاسرائيلي الدخول لأمتار داخل الاراضي اللبنانية، وأكثر الدمار والخراب الذي حصل كان بعد القرار 1701، الاحتلال حصل بعد القرار 1701".
وتابع: "مرة أخرى أوجّه خطابي لفخامة رئيس الجمهورية وللحكومة اللبنانية بأن يعملوا لمصلحة لبنان ولما فيه مصلحة الشعب اللبناني وتماسك الشعب اللبناني ووحدته، لأن المقصود هو نقل المشكلة ما بيننا وبين الإسرائيلي والعالم كله اعترف بما فيه الأمم المتحدة وهو يعتدي على قوات الأمم المتحدة وما زال، وأن المقاومة وأن لبنان قدم ونفذ كل ما عليه، أما العدو الإسرائيلي فلم ينفذ شيئا واحدا ويأخذ ما يريد عن طريق الحكومة، ويعلن صراحة أن لبنان مشمول بخريطة دولة إسرائيل الكبرى، لكن أتمنى على الحكومة وعلى رئيسها ألا ينقل المعركة مع الإسرائيلي إلى معركة بين اللبنانيين، هذا القرار الذي اتخذته الحكومة هو قرار خطير، فإذا كانوا يعلمون فتلك مصيبة وإذا كانوا لا يعلمون فالمصيبة أعظم. كيف يريدون أن يحكموا الشعب اللبناني المثقف والراقي ويريدون أن يضحكوا عليه؟ أتمنى عليهم أن يعيدوا النظر بما فعلوه بالقرار الخاطئ، وأن يقدّموا الوحدة الوطنية اللبنانية. نحن لدينا مصدران للقوة، هما الوحدة الوطنية الداخلية والمصدر الثاني هو السلاح".
وفي الختام، أجاب الشيخ الخطيب على أسئلة الحضور، ورداً على سؤال للخروج من حالة الانسداد السياسي قال: "الحل هو بالتوافق وإن ما حصل في مجلس الوزراء هو مخالفة للمادة الدستورية، لماذا يدخلوننا في أمثال هذه القضايا، ونحن لسنا بحاجة لها، هل هناك قضية مصيرية أكثر من قضية سلاح المقاومة الذي يشكل مصدر قوة للبنان، اليوم البلد يقف على شوار فلماذا يخالفون الدستور وهم يتكلمون بالدستور، وفخامة الرئيس هو المؤتمن على الدستور وأقسم اليمين على الدستور، المطلوب هو الحفاظ على هذا الدستور كما هو وعدم اللعب فيه، مرة يقولون ميثاقية وتارة أخرى يقولون غير ميثاقية بين المسلمين كمسلمين وبين المسيحيين والمسلمين، عليهم أن يتعلموا من دولة الرئيس نبيه بري، في أي أمر مهم عندما يدعي له الجميع ويكون هناك رفض من أي احد فهو لا يدعو لاجتماع ويراعي هذه النقطة جيداً بالنسبة للبنانيين جميعاً، وقد رفض سابقاً عقد جلسة بغياب حزب لبناني وليس طائفة، عندما يكون الأمر على هذا المقدار من الخطورة، فالبلد سيذهب كما يريد العدو الإسرائيلي بوقوع حرب أهلية جديدة، ولكن حفاظاً على البلد وحفاظاً على العيش المشترك وعلى السلم الأهلي، نتمنى ذلك من فخامة الرئيس".
رصد المحور الاخباري