هلال السلمان
بات واضحا منذ جلسة مجلس الوزراء في الخامس من أيلول الجاري والتي جرت فيها "فرملة" المخطط السعودي الاميركي الصهيوني، بدفع البلد نحو حرب أهلية، أن الرياض ليست راضية عن أداء رئيس الجمهورية جوزيف عون، وينسحب ذلك على الموقف الاميركي من الرئيس عون، وهو ما ترجم في مستوى اللقاءات التي عقدها الاخير مع المسؤولين الاميركيين في نيويورك على هامش أعمال الدورة العادية للامم المتحدة.
وجاءت "فعالية صخرة الروشة"، وما أحاط بها من مواقف ومسارات ونتائج ، لترسخ موقف رئيس الجمهورية وقيادة الجيش لجهة خيار منع اية فتنة داخلية، و"التأكيد أن السلم الاهلي والجيش هما خط احمر"، وهو ما عبر عنه موقف رئيس الجمهورية امس خلال استقباله وفدا جامعيا في قصر بعبدا، وسبق ذلك موقف وزير الدفاع في الاتجاه نفسه الذي جاء ردا على حملة رئيس الحكومة نواف سلام التي حمّلت الجيش والاجهزة الامنية مسؤولية عدم خربطة فعالية صخرة الروشة.
تبع ذلك حملة شرسة جردها "حزب القوات اللبنانية" على رئيس الجمهورية والجيش اللبناني عبر مواقف سياسية، وحملات إعلامية تولتها محطة (المر تي في ) ،وصحيفة "نداء الوطن" المستحوذ عليها حديثا من قبل صاحب المحطة المذكورة، وهما وسيلتان اعلاميتان ممولتان بشكل مباشر من قبل السفارة السعودية في لبنان، بحسب ما هو معروف لجميع الاوساط السياسية والمراقبة في لبنان.
ومن هنا تطرح مصادر سياسية مطلعة، سؤالا، "عما إذا كانت حملة القوات على رئيس الجمهورية والجيش تعبر عن إيعاز سعودي بشأنها، أم أن القوات تشن هذه الحملة انطلاقا من اعتبارات محلية، لتصفية حسابات مع جهتين لها معهما تاريخ من العداء والصدام، خصوصا خلال مرحلة الحرب الاهلية؟".
وفي هذا السياق، تشير المصادر المطلعة في حديث لـ"المحور الاخباري"،الى "وجود خشية جدية لدى حزب القوات من انعكاس التفاهم الايراني السعودي المتبلور مؤخرا بعد العدوان الاسرائيلي على الدوحة، إيجابا على الساحة اللبنانية، خصوصا، مع المبادرة التي أطلقها الامين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم لفتح صفحة جديدة بين المقاومة والسعودية وطي صفحة الماضي، لأن هذا الانعكاس الايجابي سوف ينحسر معه دور القوات بكونها الاداة السعودية التخريبية لأي توافق في لبنان، وكذلك سوف يجعل الميزانية المالية المرصودة للقوات تتقلص، وهي بأمس الحاجة لها لا سيما مع انطلاق معركة الانتخابات النيابية المقررة في ايار من العام المقبل".
ولهذا _تضيف المصادر_"فإن من مصلحة القوات تجريد هذه الحملة والتحريض على الجيش ورئيس الجمهورية لدى الرياض كما فعلت في السابق مع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، الذي عملت على تأليب الرياض عليه وكان ما كان من الاطاحة السعودية بالحريري حتى يومنا هذا ومنعه من معاودة العمل السياسي في لبنان، وكل هذه المعطيات تغلب البعد الداخلي لحملة القوات على الرئاسة الاولى والجيش".
رغم ذلك، تلفت المصادر "الى ضرورة انتظار بضعة ايام لتتضح معالم الحملة القواتية أكثر وما اذا كانت سوف تتوسع وتشمل أطرافا أخرى تشكل أداة للرياض في لبنان، حينها يتغلب البعد الخارجي على الداخلي لهذه الحملة، وخصوصا، أن مفاعيل هذه الحملة ستكون سلبية جدا على القوات في الشارع المسيحي الذي لا يقبل بأي شكل من الاشكال استهداف الرئاسة الاولى والجيش وهما بمثابة خط أحمر لديه، وهو ما يخسر القوات، إلا إذا كانت حملتها إستجابة لمشغليها في الخارج، حينها لا يمكنها التلكؤ في تنفيذ أوامر ولي الامر الاتية من الرياض".
خاص المحور الاخباري