هلال السلمان
ترى مصادر سياسية واسعة الاطلاع أن حزب الله حقق فوزا واضحا بالنقاط على المشروع الاميركي-السعودي في الداخل، رغم أن المعركة لم تنته بعد وهي مستمرة بأشكال مختلفة وعلى أكثر من صعيد سياسي وغير سياسي الى حين بلوغ الاستحقاق الاهم وهو الانتخابات النيابية في ايار من العام المقبل.
وترى المصادر، "أن حزب الله ومعه حليفه الاستراتيجي حركة امل استطاعا خلال عشرة اشهر من فرملة المشروع الاميركي_السعودي في لبنان وكبح جماحه دون حصول ضربة كف واحدة في الميدان الداخلي، إنما من خلال الصبر التكتيكي والتعاطي بحكمة في مواجهة السلطة الجديدة في لبنان التي كانت انطلاقتها وتركيبتها وبرنامجها تحت رعاية تامة من الاميركيين والسعوديين".
وتلخص المصادر الوضع الحالي في حركة المواجهة والصراع بنقاط عدة منها:
اولا: "استطاع حزب الله وحركة امل اسقاط مشروع نزع سلاح المقاومة عبر ما يسمى قرار حصرية السلاح والورقة الاميركية، الذين اتخذا في جلستي 5و7آب الماضي، وذلك من خلال جلسة الخامس من ايلول التي جمدت هذين القرارين الذين اتخذا رضوخا عند ضغوط خارجية، وكان العامل الاساسي الذي فرمل هذا المشروع وكبحه هو خيار الحرب الكربلائية التي اكدت قيادة حزب الله على خوضها في مواجهة اي مشروع يستهدف النيل من عوامل قوة لبنان وفي مقدمتها سلاح المقاومة والذي اثبتت التجربة منذ توقيع اتفاق وقف النار انه العامل الاهم والوحيد لحماية السيادة".
ثانيا: "الجولة الثانية التي حقق فيها حزب الله فوزا واضحا في الداخل على المشروع الاميركي_السعودي، هي النتيجة التي انتهى اليها الكباش السياسي الكبير الذي حصل بشأن فعالية صخرة الروشة حيث ارتطمت انفعالات وتهورات رئيس الحكومة نواف سلام بواقع موازين القوى الحقيقية على الارض، فكان قرار مجلس الوزراء الاخير في قصر بعبدا بمساعدة سلام على النزول عن الشجرة التي صعد عليها، حيث ساهم رئيس الجمهورية جوزيف عون في المخرج الذي انتهى الى تعليق عمل جمعية رسالات وليس سحب العلم والخبر منها كما كان يرغب سلام، وبهذا حقق الحزب نقاط واضحة، وهو بادر الى مد اليد لسلام بدل اظهار أنه تم كسره وهو ما عبر عنه بعض قادة الحزب في مقابلات وتصريحات قبل ايام داعين سلام الى التركيز على الاولويات الحقيقية للبلد لاسيما مواجهة اعتداءات العدو والشروع في انجاز ملف اعادة الاعمار، بدل الاصرار على النكد السياسي" .
ثالثا: ترى المصادر "فائدة في الشرخ الحاصل بين الرئاستين الاولى والثالثة، مشيرة الى أن رئيس الجمهورية جوزيف عون بدأ يستشعر الفتور الاميركي_السعودي تجاهه وهو ما لمسه في قمة الدوحة الاخيرة وزيارة نيويورك، لذلك سلك مسارا يوازن فيه بين متطلبات المصلحة الوطنية ومطالب الخارج مغلبا المصلحة الوطنية على إملاءات الخارج، أما رئيس الحكومة نواف سلام فقد استمر في سياسة الاستجابة الكاملة لإملاءات الخارج ما جعله يرتطم بالحائط ويحصد خيبات وخيبات دون ان يعدل في مقارباته الداخلية، وهذا الامر هو الذي أظهر الى العلن الخلاف بين الرئاستين الاولى والثالثة، والتي حالت تدخلات سعودية دون تفاقمها اكثر " .
خاص المحور الاخباري