الاخبار: مُحرَّرون فلسطينيون التقوا بـ«مفقودي أثر»: هل تُحرّك المعلومات الجديدة ملف الأسرى؟
الاخبار_ آمال خليل
حرّك تحرير الأسرى الفلسطينيين ملفّ الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية. في غياب المتابعة الرسمية، يبذل ذوو الأسرى جهوداً فردية لجمع معلومات عن مصير أبنائهم، عبر الفلسطينيين الذين حُرّروا في إطار اتفاق إنهاء الحرب على قطاع غزة. وعلم هؤلاء من مُحرَّرين أنهم التقوا لبنانيين في معتقلات عوفر ونفحة والرملة وعسقلان، ليسوا من الأسرى المعلومين فقط، بل ممّن كانوا في عداد مفقودي الأثر أيضاً.
أمس، مثلاً، تلقّت رانيا أخضر، والدة أصغر الأسرى اللبنانيين علي ترحيني (19 عاماً)، اتصالاً من أحد الأسرى الفلسطينيين المحرّرين «الذي التقى بابني في سجن عوفر المدني»، طمأنها بأنّ ولدها «بخير، لكنه يعاني من مضاعفات رصاصة أصيب بها قبل اعتقاله عند مدخل بلدة العديسة في 28 كانون الثاني الماضي، لدى مشاركته في الاعتصامات الشعبية للعودة الى البلدات الحدودية».
الأحد الماضي، نشر حسابٌ على منصة «إكس» لائحة بأسماء أسرى «التقى بهم شقيقه الفلسطيني المحرّر من السجون الإسرائيلية». ومن ضمن اللائحة، ورد اسم اللبناني حسن قشقوش، «الذي التقاه المحرَّر في سجنَي نفحة وعوفر». وبحسب معلومات «الأخبار»، فإنّ قشقوش، (من بلدة قعقعية الجسر) كان أحد المقاومين الذين فقد أثرهم في أثناء مواجهة التوغّل الإسرائيلي، باتجاه البلدات الحدودية قبل سنة تماماً. وأعطت شهادة المُحرَّر عائلة قشقوش وزوجته وأولاده (أكبرهم عمره 15 عاماً وأصغرهم طفلة لم تبلغ عامين) أملاً بلقائه مجدّداً.
إضافة مفقودي أثر إلى لائحة الأسرى الأحياء ومُحرّر فلسطيني سمع بوجود ثلاثين لبنانياً في سجن عوفر
وقبل أيام، عدّلت «الجمعية اللبنانية للأسرى والمحرّرين» لائحة الأسرى الـ16 التي كانت معتمدة منذ حزيران الماضي، وأضافت إليها أسماء كل من هادي عساف وابن عمه علي عساف وعبد الله فهدة، كأسرى أحياء. وعلمت «الأخبار» بأنّ الثلاثة فقد أثرهم في أثناء مواجهة التوغّل الإسرائيلي، في اتجاه أطراف عيتا الشعب. وبعد وقف إطلاق النار، عثر على أغراضهم في مدرسة في حي أبو طويل، المشرف على موقع الراهب وخلّة وردة، وأُضيفوا إلى لائحة مفقودي الأثر. وبعد تحرير الأسرى الفلسطينيين، أفاد عدد منهم بأنهم التقوا الثلاثة في المعتقلات الإسرائيلية.
ولجأ أهالي الأسرى والمفقودين والشهداء إلى مواقع التواصل الاجتماعي بحثاً عن المحرَّرين الفلسطينيين، لتلمّس أي خبر عن أبنائهم. وفيما أفاد البعض عن مقابلته أسرى آخرين، أفاد البعض الآخر بأنّ «التواصل مع اللبنانيين كان ممنوعاً. كنّا نسمع عن وجودهم معنا في المكان نفسه فقط». وقال أحد المحرَّرين، إنه علم بوجود ثلاثين لبنانياً في سجن عوفر العسكري.
قلَبت إفادات المحرَّرين الفلسطينين قضية الأسرى اللبنانيين رأساً على عقب. فالأهالي أسرى أيضاً، للمجهول والانتظار المفتوح في ظلّ أداء الدولة غير المبالي. إذ أكّدت مصادر معنية لـ«الأخبار»، أنّ الحكومة لا تتابع الملف بشكل جدّي، باستثناء المناشدات العلنية.
الخطوة الرسمية الوحيدة التي سُجّلت أخيراً، هي بيان المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير، عن رفع جهازه لائحة بـ16 أسيراً و65 مفقوداً، علماً بأنّ رقم المفقودين انخفض تلقائياً بعد إفادات الأسرى المحرَّرين الفلسطينيين.
كما تسلّم الصليب الأحمر الدولي، مذكّرة من أهالي الأسرى بلائحة من 20 أسيراً، في أثناء الاعتصامين اللذين أقيما أمام مقرَي البعثة في بيروت وصور. ويذكر، في هذا السياق، أنّ مندوبي البعثة زاروا أهالي المدنيين العشرة الذين أُسروا بين كانون الأول وحزيران الفائت، واستحدثت ملفات ببيانات كل منهم. لكنها لم تَزُر أهالي مقاتلي حزب الله الستة، الذين أُسروا في عيتا الشعب، في أثناء التصدّي للتوغّل الإسرائيلي.
تجدر الإشارة إلى أنّ عائلة من عين عطا، أفادت في 12 تشرين الأول الجاري، بأنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي، اعتقلت ابنها الشاب مالك غازي، «في كمين متقدّم على الطريق ما بين عين عطا وراشيا الوادي». وعلمت «الأخبار» بأنّ عائلته اتصلت بالجيش اللبناني، الذي تواصل بدوره مع الـ«يونيفيل» لمعرفة مصيره.
صحيفة الاخبار