هلال السلمان
بدا لافتا للمراقبين في لبنان والمنطقة "الاقتحام" المصري، للمشهد السياسي على الساحة اللبنانية، من خلال الزيارة الهامة التي قام بها مدير المخابرات المصرية "حسن محمود رشاد" الى بيروت أمس على رأس وفد كبير، حيث التقى رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام.
وطرحت التساؤلات لدى المراقبين عن المعطيات التي برزت والادوار التي تبدلت لحصول هذه الزيارة الهامة وخلفياتها ؟.
مصادر سياسية مطلعة تؤكد في حديث لـ"المحور الاخباري"، "أن الدور المصري المستجد على الساحة اللبنانية يأتي بضوء أخضر أميركي، مرتكزا الى الدور المركزي الذي لعبته القاهرة وستلعبه مستقبلا بشأن التوصل الى اتفاق وقف الطلاق النار في قطاع غزة بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني، والذي جرى الاحتفاء به في قمة شرم الشيخ". وتُذكّر المصادر، "أن العلامة البارزة في قمة شرم الشيخ كانت غياب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان،واقتصار التمثيل السعودي على وزير الخارجية، بالمقابل كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عراب القمة وهو ما منحه ترحيبا اميركيا كبيرا وخصوصا من الرئيس الاميركي دونالد ترامب، ما أهله اميركا للعب دور إقليمي أكبر خلال هذه المرحلة".
ومن هنا، تشير المصادر، الى "ان زيارة مدير المخابرات المصرية الى لبنان تأتي على حساب تراجع الدورالسعودي في لبنان، وخصوصا فشل سياسة الضغوطات القصوى التي مارستها الرياض بالتعاون مع واشنطن وتل ابيب لنزع سلاح المقاومة على يد السلطة الحاكمة في لبنان،ورد الرياض على هذا الفشل بالانكفاء وتخفيف الاندفاعة وممارسة سياسة الانتقام بإلغاء مؤتمر دعم الجيش اللبناني الذي كان مقررا في السعودية في النصف الثاني من الشهرالجاري، كذلك إلغاء مؤتمر دعم لبنان الذي كان مقررا خلال هذه المرحلة في باريس، حيث رفض حكام الرياض دفع اي مبالغ مالية من خلاله لإعادة إعمار ما هدمه كيان الاحتلال خلال عدوانه على لبنان العام الماضي".
وترى المصادر السياسية المطلعة، "أن الدور المصري الجديد في لبنان سيحاول لعب دور الوسيط بين لبنان وكيان العدو بضوء أخضر أميركي بشأن ملف التفاوض، وخصوصا أن مدير المخابرات المصرية كان زار فلسطين المحتلة قبل ايام عدة والتقى هناك رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، ومن غير المستبعد ان يكون ناقش معه الملف اللبناني".
وما يؤكد هذا المنحى،_بحسب المصادر_ أن مدير المخابرات المصرية أبدى خلال لقائه رئيس الجمهورية جوزيف عون في قصر بعبدا امس، "إستعداد بلاده للمساعدة في تثبيت الاستقرار في الجنوب وإنهاء الوضع الأمني المضطرب فيه. كما جدد التأكيد على دعم مصر للبنان"، وفق بيان القصر الجمهوري عن اللقاء.
خاص المحور الاخباري