المقال السابق

لبنان عون: على المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل للتقيد باتفاق وقف النار
منذ 7 ساعات

المقال التالي

حزب الله عز الدين: ما عجز عنه العدو في الميدان لن تستطيع أمريكا فرضه بالضغط السياسي
منذ 7 ساعات
لبنان العلامة الخطيب حذر من التطاول على صلاحيات رئاسة مجلس النواب 

نبه نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب "من التطاول على صلاحيات رئاسة مجلس النواب ونوه بموقف رئيس الجمهورية جوزيف عون بالتصدي لقوات الاحتلال في حال توغلها في المناطق المحررة . 

أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة في مقر المجلس في طريق المطار ، واستهلها، بالآية القرآنية : قال تعالى في كتابه العزيز :﴿ فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده ۚ فشربوا منه إلا قليلا منهم ۚ فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده ۚ قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ۗ والله مع الصابرين﴾[ البقرة: 249]
التفسير: فلما خرج طالوت بجنوده لقتال العمالقة قال لهم: إن الله ممتحنكم على الصبر بنهر أمامكم تعبرونه؛ ليتميز المؤمن من المنافق، فمن شرب منكم من ماء النهر فليس مني، ولا يصلح للجهاد معي، ومن لم يذق الماء فإنه مني؛ لأنه مطيع لأمري وصالح للجهاد، إلا من ترخص واغترف غرفة واحدة بيده فلا لوم عليه. فلما وصلوا إلى النهر انكبوا على الماء، وأفرطوا في الشرب منه، إلا عددا قليلا منهم صبروا على العطش والحر، واكتفوا بغرفة اليد، وحينئذ تخلف العصاة. 
ولما عبر طالوت النهر هو والقلة المؤمنة معه ،وهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا، لملاقاة العدو، ورأوا كثرة عدوهم وعدتهم، قالوا: لا قدرة لنا اليوم بجالوت وجنوده الأشداء، فأجاب الذين يوقنون بلقاء الله، يذكرون إخوانهم بالله وقدرته قائلين: كم من جماعة قليلة مؤمنة صابرة، غلبت بإذن الله وأمره جماعة كثيرة كافرة باغية. والله مع الصابرين بتوفيقه ونصره، وحسن مثوبته.
فطالوت كان في طريقه لمواجهة جيش العمالقة، وهم قوم اشداء، فاراد بهذه المناسبة ان يمتحن ايمان قومه اولا ليعرف المؤمن من غيره، وليكتشف حقيقة ادعائهم وليميز الخبيث من الطيب، ومن اتى معه بدافع ايماني ممن اتى لغرض دنيوي كالحصول على الغنائم، وايمانه بان الفوز بهذه المعركة سيكون من نصيب طالوت بسبب الكثرة  ممن يثبت معه في هذه المعركة، ايمانا بانها معركة حق حتى لا يخذل اثناء وقوعها وفي خضمها، وثالثا ليثبت لهم ان المقياس في الانتصار ليس الكثرة التي قد تتسبب بالهزيمة حينما يعتمد المقاتل عليها، فيتوانى عن الاستبسال في المواجهة، وبهذا كان تصرف طالوت  ليضمن النصر لجيشه ان قام بعملية تصفية عبر امرهم بعدم الشرب للماء من النهر الا بمقدار غرفة الكف، ومن خالف امره كان نصيبه الطرد وهم الأكثرية، وبقيت الصفوة وهي الاقلية التي حققت الانتصار، وقد كانت بداية منقسمة الى قسمين:
 واحدة منها مأخوذة بالشكل والصورة التي تظهر لها بسبب كثرة العدو وقوته وعدم التكافوء بين الاقلية المؤمنة والاكثرية التي يقودها جالوت، وعبرت عن هذه المعادلة بقولها: (  لا طاقة اليوم لنا بجالوت وجنوده)، وواحدة اخرى ادركت ان القلة والكثرة ليست المعيار في تحقيق الانتصار، وانما في ان معركتها هي معركة الحق والايمان في مواجهة الباطل والكفر. وقد تكرر هذا الدرس في معركة بدر وحنين. ففي بدر غلبت القلة المؤمنة الكثرة الكافرة، فكانت الكثرة الى جانب الكفر والقلة الى جانب الايمان، ومع ذلك لم تحسم الكثرة الكافرة المعركة لصالحها  فكان النصر حليف  القلة. 
لقد اراد القرآن الكريم بإيراد هذه الامثلة ان يصحح المعيار في النصر والهزيمة عندما تكون المعركة بين الحق والباطل، بين الايمان والكفر، وانه يختلف عندما تكون لاسباب دنيوية وغير ايمانية، اذ يكون المعيار موازين مادية بحتة، فتلعب القلة والكثرة والعدة والعتاد والأعداد دورها الفاصل في نتائج المواجهة. فالمعيار في الهزيمة والانتصار من سنخ طبيعة الاهداف التي خيضت لأجلها المواجهة، فان كانت ايمانية ومن اجل الحق، كان الحق ظهيرها والنصر حليفها.. وان كانت من اجل الباطل ولم يكن لله فيها نصيب خذلها وتركها لنفسها، وهي في العمق صراع داخل النفس، بين الارادة وبين الاستسلام، الارادة التي تقاوم الغرائز والاهواء وبين الاستسلام لها.. ومن يخسر المعركة هو من يخسر اختيار المقاومة لصالح الاستسلام للغرائز والاهواء، قبل ان يدخل في الصراعات الخارجية مع الاخرين. فليست الصراعات الخارجية الا تجسيدا للصراع الذي يخاض داخل النفس".

أضاف :"ان قيمة الانسان، تتحدد في نتائج هذا الصراع، فمن يختار ارادة المقاومة للاهواء والغرائز فقد حقق فعلا واثبت حريته، ومن انصاع للاهواء فقد حقق عبوديته، وهذا هو السر وراء الأقدار على الاختيار بين ان  يختار حريته وبين ان يختار عبوديته،بين الفلسفات التي  تهين كرامة الانسان وتجعله آلة تلعب بها الاقدار، وبين الحقيقة التي تجعله في موقع يستحق معه ان تكون السموات والارض وكل ما في الدنيا  مخلوقة لاجله، فهو اكرم ما خلق الله تعالى فباهى به الملائكة وامرهم بالسجود له، لأن لا فضل للملائكة، فهم يطيعون الله ما امرهم من دون اختيار منهم. أما ابليس فقد كان اختياره التمرد خضوعا منه لاهوائه واستسلاما منه لغريزة الأنا وحب الاستعلاء والتكبر، وانما كان تميز الانسان بالقيم، واعلاها التحرر من تسلط الغرائز وتمكنه من السيطرة عليها والفكاك من سطوتها والانتصار عليها، لا بالخضوع لرغباتها،  فتورده المهالك وتتلخص نتائجها في التعبير الوارد عن رسول الحق الذي يقول فيها ( حب الدنيا راس كل خطيئة )".

وتوجه الى الحاضرين :" ان جبهة الباطل ليست الا تعبيرا  عن  مجموعة من هؤلاء العبيد الذين اجتمعت اهواؤهم على مواجهة الاحرار الذين يتمسكون بكرامتهم الانسانية التي يرون فيها أغلى ما وهبهم الله تعالى في هذا الوجود، ولا يجدون بدونها معنى للحياة.، ولذلك فهم على استعداد للدفاع عن هذه الكرامة كقيمة عليا ولو توقف ذلك على التضحية بارواحهم، وهي اغلى ما يملكون، وهو معنى قول امير المؤمنين علي ابن ابي طالب ع في وصيته: وأكرم نفسك عن كل دنية وإن ساقتك إلى الرغائب، فإنك لن تعتاض بما تبذل من نفسك عوضا. ولا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرا".
 وقد ورد في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "المؤمن أعظم حرمة من الكعبة. 
وورد في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "إن الله فوض إلى المؤمن أموره كلها، ولم يفوض إليه أن يكون ذليلا، أما تسمع الله تعالى يقول : ﴿ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون﴾( المنافقون :8)
وتابع :" فالمؤمن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا. إن المؤمن أعز من الجبل، لأن الجبل يستفل منه بالمعاول، والمؤمن لا يستفل من دينه بشيء. وعنه عليه السلام : "المؤمن إذا سئل أسعف، وإذا سأل خفف".
ان العزة لا تكون بالحصول على ما تشتهيه نفسه من الرغبات والشهوات، بل بالاحساس بالكرامة . وقد يرى الكرامة في بذل النفس دفاعا عن وطنه وماله وارضه وعرضه ولا يرضى بالحياة اذا سلبت منه كرامته. بل ان كرامته  تدفعه لمواجهة الظلم وتحقيق العدالة دفاعا عن هذه القيم التي يرى في التخلي عنها تخليا عن كرامته، وانها تستحق اغلى التضحيات حتى الشهادة. فالإمام الحسين ع لم يستشهد في كربلاء مع ابنائه واخوته وانصاره في سبيل امر دنيوي، وانما في سبيل احقاق الحق ودفاعا عن قيمه، فقال:  "ألا ترون أن الحق لا يعمل به، وأن الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقا، فإني لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برما". وقال ع : ما خرجت اشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي اريد ان آمر بالمعروف والنهي عن المنكر )".

واستطرد الخطيب :"ان هذه القيم هي قيم فطرية انسانية اكدت عليها الأديان ولم تؤسس لها، وهي ما تمارسه الامم حين تدافع عن شرفها وكرامتها وتموت دونها. اما ثقافة الاستسلام والخنوع والذل وما يسمونه بثقافة الحياة، فهي ثقافة يشيعها المستكبرون ويتبعهم الجبناء الذين يفضلون حياة الذل على الموت بعزة وكرامة، والتي تأباها الفطرة الانسانية السليمة، وهي اخطر ما تتعرض له الانسانية اليوم كإفساد ثقافي يراد به اخضاع الامم لسيطرتها بقتل الشعور بالعزة والكرامة الانسانية لديها، وهي محاولة بائسة من لدن اصحابها تثير السخرية والشفقة، يحاولون بها تبرير مواقفهم المخزية  في استعداء مواطنيم لصالح العدو، ضنا منهم انهم يخدمون اهدافهم الهابطة، فيما هم يساعدون عدوهم الذي لا يحترمهم على انفسهم ،ولا يرى فيهم سوى ادوات تخدم مشاريعه التوسعية العدوانية ضد ابناء بلدهم الذين يضحون من اجل الدفاع عن كرامة لبنان ارضا وشعبا".

وقال :"لقد حاولوا ان يحققوا بحماقتهم للعدو، ما لم يستطع تحقيقه، وان يلاقوه في وسط الطريق بممارسة الارهاب الاعلامي بما كانوا يبثونه من تهويلات باستئناف العدو الحرب الواسعة على لبنان الذي واجهه شعبنا برباطة الجأش وبموقف الواثق بالله تعالى وبنفسه، وبأن كيد الشيطان كان ضعيفا على قاعدة ﴿ ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هٰذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله ۚ وما زادهم إلا إيمانا وتسليما﴾.
فذهب كل ارهابهم في مهب الريح وفشلت كل مساعيهم البائسة في تحقيق احلامهم وامانيهم، سواء في تفكيك وحدة الموقف او التراجع والاستسلام لهم وللعدو، أفما آن لهم بعد المحاولات المتكررة والتجارب السابقة ان يقتنعوا بعدم الجدوى من كل هذا العبث، وان يتصرفوا بوطنية وعقلانية كما تقتضي الوطنية والعقلانية، لنقف صفا واحدا امام عدو غادر لم يتوان عن الافصاح عن اطماعه في اقامة دولته الكبرى من الفرات الى النيل، وهو لن يتوانى عن تحقيق ذلك ان سنحت له الفرصة، فماذا كانت نتيجة مغامراتكم بعد حرب داخلية استمرت اكثر من خمسة عشر عاما سوى الخراب والدمار والقتل والمزيد من الارامل والثكلى والايتام وتراجع البلاد عمرانيا واقتصاديا؟".

وسأل :"الا يكفي هذه تقدمة منكم للعدو التي استقدمتم فيها القوات السورية بغرض الاستقواء بها على الداخل اللبناني، حتى اذا لم تتمكنوا من استخدامها لأهدافكم، استقدمتم العدو الذي اجتاح لبنان واحتل عاصمته بفضلكم؟؟  انتم استقدمتم العدو ونحن حررنا البلد، فهل هذا ما اغاظكم وحملكم على هذا الحقد؟؟ فنحن لم نتآمر ولم نكن طرفا في حروبكم العبثية، ونحن حريصون على البلد واهله كما نحرص على انفسنا".
وقال :"لقد تدخل اخواننا العرب مشكورين في مساعدتنا على انهاء الحرب وعلى رأسهم العربية السعودية، وتم بمساعيها الخيرة اتفاق الطائف الذي كان ثمنه مئات الضحايا من اللبنانيين، وانتم اوقفتم تطبيقه ونحن ندعو اليوم الى استكمال تطبيقه الذي نرى انه المخرج الوحيد من هذه الدوامة والبداية لبناء دولة سيدة مستقلة تستعيد موقعها ودورها في المنطقة والعالم من جديد وتحرر ارضها وتستعيد سيادتها التي ينتهكها العدو كل يوم ، وتحفظ كرامة ابنائها بدل ان توجهوا سهامكم الى من يدافع عن لبنان بسبب غياب الدولة، وتبرروا لاسرائيل عدوانها واحتلالها مهللين ومكبرين عند كل عدوان، ما يحول دون  استعادة الثقة بين اللبنانيين وبناء الدولة التي يحلم بها اهل المقاومة ويتمنون وجودها، كما يعرقل جهود المسؤولين من تحقيق هذه الغاية التي كانت مواقفهم الاخيرة محل تقدير، واعطت الأمل في تحررهم من الضغوط الخارجية وتهديدات "الرسل الوسطاء"، وهو ما يتطلب من الجميع دعم هذه المواقف وتصليبها لخدمة المصلحة الوطنية واستعادة  السيادة المنتهكة التي تستعيد ثقة اللبنانيين بالدولة وانها جادة في تحقيق هذه الأهداف".

ونبه الى "خطورة التطاول على صلاحيات رئاسة مجلس النواب استمرارا لسياسة التعاطي بخفة في قضايا حساسة تشكل مسا بحقوق طائفة منحت لها بحكم الدستور، ما يشكل سابقة خطيرة لا يمكن السكوت عنها".  وقال :"البلد لا ينقصه أزمات جديدة من المؤسف ان يؤخذ البلد إليها، خصوصا ان دولة رئيس مجلس النواب كان الاحرص على التعاطي مع الاخرين بحسابات دقيقة وبميزان الذهب حفاظا على التوازنات الداخلية".
 
كما دعا الحكم الى "التعاطي بأكبر قدر من المسؤولية مع اعتداءات العدو الصهيوني التي زادت خطورة بما حصل من عدوان على بلدة بليدة واغتيال احد كرامها في البلدية، وهي مؤسسة رسمية  مدنية وعلى مرأى ومسمع من الدول التي تعتبر نفسها وسيطة ، ما يعطي العدوان بعدا اوسع ويزيد من المخاوف على مزيد من الاستباحة والعدوان المدان ، وما يتطلب من الدولة جدية اكبر في التعاطي بما يحول دون ذلك". وقال :" ان هذه الجريمة تضيف الى سجل هذا العدو جريمة جديدة بحق ابناء القرى الامامية التي تزيد الى معاناتهم جريمة وحشية،وهم يتطلعون الى الدولة  لتحقيق ما وعدت به من الحماية، فهي ستكون محطة مهمة  لاستعادة ثقتهم". و

ونوه العلامة الخطيب بموقف فخامة رئيس الجمهورية الذي دعا الجيش للتصدي للإعتداءات الإسرائيلية ،داعين "السلطة كاملة واللبنانيين جميعا إلى الإنسجام مع هذه الرؤية الوطنية التي تحفظ السيادة وتحقق الكرامة للجميع".
 

رصد المحور الاخباري

الكلمات المفتاحية

مقالات المرتبطة