الأخبار _ السبت 8 تشرين الثاني 2025
في كل مرة يريد جيش الاحتلال توجيه ضربات كبيرة مع إنذار مسبق، يتوجه أيضاً برسالة إلى سكان المستوطنات الشمالية في كيان الاحتلال، يوضح فيها لهم أن ما سوف يسمعونه من أصوات انفجارات ستكون صادرة عن نشاط في المناطق اللبنانية الحدودية. ويضيف بصورة حاسمة: لا داعي للقلق ولا تغيير في التعليمات!
هذه الرسالة تعكس عادة قناعة لدى قادة العدو، بأن عملياته العدائية في لبنان لن تستجلب رداً من الطرف المقابل. وبهذا المعنى، يتصرف العدو على قاعدة أن حزب الله مردوع، ولن يكون في مقدوره الرد بقصفٍ لمناطق في شمال الكيان. وبناء على ذلك، تنشط القيادة الشمالية في جيش الاحتلال مع قادة مجالس المستوطنات من أجل طمأنة الجمهور.
اللافت أن هناك ما تبدل بعد مرور أقل من عام بأسابيع على توقف الحرب. أصلاً، تأخّر المستوطنون في العودة إلى المنطقة. وحتى اليوم بقي نحو 35 بالمئة منهم في مناطق بعيدة. وعمليات الترميم وإصلاح الأضرار تسير ببطء. وهناك شكوى كبيرة من عدم تعويض الحكومة للضرر الاقتصادي غير المباشر، خصوصاً في قطاعي الزراعة والخدمات. إن الجيش احتاج إلى أن تَصدُرَ بيانات عن رؤساء مجالس المستوطنات تدعو الناس إلى عدم التوتر والخوف مما يجري. وتبين في وقت لاحق أن سبب الحملة التي شارك فيها رؤساء مستوطنات كبيرة، مثل كريات شمونة في إصبع الجليل، هو تسريبات انتشرت بسرعة كبيرة على مجموعات «الواتس آب» بين المستوطنين، تتحدث عن مخاطر التوجه إلى حرب، وأن التصعيد القائم قد يقود إلى تعرض المستوطنات لضربات جديدة.
نشطت ماكينة إعلامية وعسكرية وأمنية طوال نهار وليل أمس، لإقناع المستوطنين بأن «الأمور تحت السيطرة» خشية عمليات إخلاء طوعية
التوتر بدأ مع تصريحات لرئيس منتدى السلطات المحلية موشيه دوفيدوفتش يقول فيها إن «رياح الحرب تهب مجدداً في الشمال. السكان عادوا إلى البيوت منذ فترة قصيرة ولم يستقروا بعد، وها هم يُطلَب منهم الاستعداد لجولة إضافية مع حزب الله». وأضاف «نحن حازمون على أن لا يكون هناك إخلاء إضافي للسكان، ونحن نمنح كامل الدعم للجيش للقيام بكل ما يلزم من أجل القضاء على حزب الله، مرة واحدة وللأبد، حتى يتمكن السكان هنا من تربية أولادهم بفخر ولتزدهر منطقة الجليل. جولة جديدة لن تكون جولة إخلاء إنما فقط جولة حسم».
ولاحقاً، نقلت القناة 14 القريبة من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عن المجلس الإقليمي في الجليل الغربي تأكيداً لما نُسب إليه في إعلان أمني انتشر عبر مجموعات «واتساب» محلية، ودعا فيها السكان إلى «الاستعداد لتصعيد أمني محتمل». ولاحقاً، نقلت القناة نفسها «توضيحات» للمجلس نفسه، تضمّنت نفياً لما انتشر. وقال البيان «لم نصدر أي إعلان من هذا النوع، ولا توجد لدينا أي معلومات عن استعدادات أمنية خاصة للسكان. هذه رسالة مزيفة ومزعجة لا أساس لها من الصحة».
ومع ذلك، فإن حالة التوتر دفعت بقائد المنطقة الشمالية الجديد، اللواء رافي ميلو، إلى التحدث عبر الإعلام قائلاً «سنستمر في العمل بشكل مكثف وبطريقة هجومية ومتواصلة كما عملنا في العام الماضي والآن، من أجل استمرار وجود حياة مدنية في المستوطنات ونمو الشمال». وأضاف في رسالة إلى المستوطنين «نحن نفهم أنه يجب أن نكون حازمين ونستمر في الهجوم، ولن نسمح لحزب الله بالتمركز والتنظيم على حدودنا، ولن نسمح له بالتعافي. سنستمر في الهجوم والعمل في منطقة الأمن وفي الجبهة، كحاجز أمام السكان، وقبل كل شيء سنستمر في متابعة كل تهديد نراه ونتصرف ضده».
وبعد ساعات، نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» عن مسؤولين في جيش الاحتلال «نحن في حالة استعداد لرد من قبل حزب الله، هذا يعني أن السكان في الشمال يخشون التصعيد». وهي تسريبات أثارت المزيد من البلبلة قبل أن يصرح مصدر أمني لهيئة البث الرسمية: «لا ننوي الوصول إلى تصعيد في لبنان ولا تعليمات خاصة لسكان الشمال».
صحيفة الاخبار